تابعت باهتمام ما دار مؤخراً بمجمع الذهب ومطالبة بعض التجار بإغلاق مكتب الشركة السودانية للموارد المعدنية والهجمة الشرسة والرفض غير المبرر لخدمات المكتب عملت على التمحيص والتدقيق لمعرفة الاسباب الحقيقية وراء تلك الهجمة الشرسة وتوصلت الى ان الهجمة سببها هو ان المكتب يتبع لشركة مديرها مبارك اردول وكلنا تابعنا التراشق السياسي والتصريحات المتضاربة والتي بعضها حوت إساءات مرفوضة بالنسبة لنا وكثيراً ما طالبنا بإبعاد السياسة عن محيط العمل المهني حتى لاتتقاطع المصالح وتتضارب المسئوليات .
اولاً مايفعله اردول من تصريحات سياسية وعنصرية لا يعنينا بقدر ما يعنينا مصلحة الوطن فسواء ذهب اردول او لم يذهب من باب أولى وضع مصلحة الوطن نصب الأعين بعيداً عن الحزبية والجهوية والعنصرية البغيضة فالشركة السودانية نعم مديرها اردول ولكن مكتبها عمل بمهنية تابعناها جميعنا وتوصلنا الى ان أهمية وجود المكتب الذي لولاه لما أصابنا الذهول بمعرفة كميات الذهب المتداول بعمارة الذهب، ولولا ذلك المكتب لما توصلنا الى حصائل الصادر التي ينبغي لتجار الذهب دفعها لخزينة السودان فلولا هذا المكتب لصعب على الدولة معرفة حجم حصائل الصادر المهدرة والضائعة .
ثانياً ما تقوم به القوات النظامية من عمليات تفتيش الشركة لا دخل لها به وانما هو من صميم واجبها وعملها وان لم تقم به شرطة التعدين فستقوم به شرطة الخرطوم او اي فرعية مباحث لحماية اقتصاد الوطن وفي اعتقادي ان مطالب تجار الذهب بإغلاق المكتب غير متسقة مع المصلحة العامة وان المكتب بإجراءاته المعروفة استطاع ان يحجم عمليات التهريب الى الخارج والتهرب من حصائل الصادر وانه بتلك الإجراءات استطاع ان يضبط حركة الذهب ويمنع اي محاولات لتهريبه وأفصح عن كميات الذهب بإيدي التجار وألزمهم بدفع حصائل الصادر لخزينة الدولة .
الحيلة التي أطلقتها الشركة السودانية للموارد المعدنية حيلة جديدة وذكية جداً تسهم بطريقة مباشرة في الحد من عمليات تهريب الذهب وتساعد في معرفة كميات الذهب المنتج بالبلاد والصادر الى الخارج والذهب الذي يتم شغله في شكل مجوهرات ويسهل من عملية مراقبته وتتبعه وإخضاع التجار للمساءلة في حال اختفائه لاي سبب من الأسباب .
اعتقد ان الشركة السودانية للموارد المعدنية بدأت السير في المسار الصحيح فالمهنية هنا مطلوبة وعلى الشركة ابتكار مزيد من الحيل لمنع تهريب ذهب السودان وإحكام القبضة والسيطرة عليه، نحن لا نريد ان نقول ان اي قطاع اقتصادي كبير يحوي تماسيح تسعى لتمرير أجندات قد لا تتسق ولا تتماشى مع الأوضاع في البلاد ولكننا نريد ان نقول ان الخلافات السياسية والعنصرية يجب ان تستبعد من المعادلة وبما ان كل الإيرادات التي تحققها الشركة تدخل في حساب وزارة المالية فهذا هو المطلوب والمطلوب مزيد من التجويد وعدم السعي لإطلاق مطالب من شأنها تصفية حسابات مع شخصيات، وكما أسلفنا فنحن لا يهمنا بقاء أردول او رحيله من المنصب ولكن يهمنا فقط ما أنجزه أردول وحققه لخزينة حكومة السودان .
الانتباهة
كسرة ..
قد لا يجيد الرجل التحدث ولا يحسن تجويد لعبة السياسة ولكن قد يحسن الإدارة والتصرف ولكن الى اليوم والى الغد متى ما ثبت لنا ان هنالك تجاوزات فسنكون أول من ينادي بالإطاحة بأردول ونحن لم ولن يهدأ لنا بال وسنبحث وراء الرجل ولن نكل ولا نمل ولكن كللللل بالقانون .