“1”
ما من سوداني يمعن النظر في ما يحدث الآن في بلاده، إلا وارتد إليه بصره متدثراً باليقين بأن الذي يراه، ويسمع به ليس مجرد أحداث تصنعها الصدف بقدر ما أنها نتاج تخطيط وعمل منظم يراد به تحطيم هذا البلد الذي استسلم الآن لأقداره، واستعصى عليه مقاومة الأشرار الذين استهدفوا اقتصاده، وأول ما استهدفوه من الإقتصاد السوداني عناصر القوة فيه الزراعة، والثروة الحيوانية، والمعادن والموارد البشرية بالتركيز على فئة الشباب، وبينما الحال كذلك لا يزال قادة البلاد ورجال الدولة يصطرعون في حلبة صراع الكراسي ، يبرزون عضلاتهم ويكشرون عن أنيابهم لتقطيع بعضهم وتمزيق الوطن..
“2”
استسلم السودان لأقداره عملياً وعجز عن حماية شبابه منذ أن أقرَّ والي الخرطوم الأسبق عبد الرحيم محمد حسين قبل سنوات بقوله:( كان السودان في السابق ممر لتجارة المخدرات العابرة للحدود، ولكنه الآن أصبح سوقاً كبيراً لترويج المخدرات)، بينما كانت تتحدث وسائل الإعلام يومذاك عن أكبر عملية دخول للمخدرات في السودان – كمية مهولة من الحاويات – وأشيع وقتها عن تورط مسؤولين في عملية دخولها..وبعد ثورة ديسمبر تحول السودان من سوق للمخدرات إلى أكبر منتج ومستهلك لها ووكالة بدون بواب ( ضرب عناصر القوة في الإقتصاد السوداني)..
الانتباهة
“3”
استسلم السودان لأقداره عندما عجز تماماً عن إيقاف مسلسل نفوق الآلاف من ثروته الحيوانية بالتطعيم، وبنقص المناعة لدى الصادر، وفي عرض البحر كما في حادثة الغرق الأخيرة ، وبتسميم المراعي وآبار المياه، وعن طريق إبادة لحومها في مطارات الدول المستوردة للحوم السودانية بسبب إنعدام التبريد… ( ضرب عناصر القوة في الإقتصاد السوداني)..
“4”
استسلم السودان لأقداره عندما وقف متفرجاً على مؤامرة تدمير المزارعين… فالسياسات التي اتخذتها الحكومة حالياً تعني شيئاً واحداً وهو ضرب الزراعة والمزارع في مقتل بحيث لا تحدثه نفسه بالتفكير في الزراعة إلا في حالتين إما ان يجد دعماً استثنائياً تحت التربيزة، أو أن يكون قد فقد عقله ..( ضرب عناصر القوة في الإقتصاد السوداني)..
“5”
استسلم السودان لأقداره عندما عجز تماماً عن إيقاف سيول تهريب المنتجات السودانية والمضاربات بالدولار، وعندما تحولت الحكومة نفسها إلى أكبر تاجر عملة في السوق.. وعندما وقف متفرجاً على عمليات تهريب الذهب براً وجواً وبحراً ..( ضرب عناصر القوة في الإقتصاد السوداني)..
“6”
استسلم السودان لأقداره، عندما عجز تماماً عن إيقاف تدفقات تزوير العملة، حتى أصبح لا يعبأ بسيول العملات المزورة التي تملأ الأسواق وتستخدم في شراء الدولار والمنتجات السودانية، ويتم تهريبها إلى دول برعت وتفننت في تزوير عملتنا الوطنية..(ضرب عناصر القوة في الإقتصاد السوداني)…يحدث كل هذا وانتم متسمرون في كراسيكم تعززون بقاءكم الكارثي وتتشبسون بالبقاء رغم اعترافكم بالفشل والعجز…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.