* اتهم مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله اوبشار ما عدها ايادي خفية من قبل السلطة بالعبث داخل المجلس. وشدد في الوقت نفسه على أن الحكومة هي ما قام بدفع الناظر ترك لتقديم استقالته من خلال التباطؤ في تنفيذ ما اتفق عليه معها.
وكشف اوبشار في هذه المقابلة مع (الانتباهة) عن ترتيبات مرتقبة داخل المجلس لإعادة هيلكته ومراجعة عدد من السياسات. والتفاصيل في السياق التالي:
* يبدو أن التطورات داخل المجلس الأعلى لنظارات البجا بلغت مبلغاً مقلقاً وخطيراً، ودفعت على اثرها الناظر ترك لتقديم استقالته؟
ــ ليس كذلك.. المجلس أصدر بياناً رفض هذه الاستقالة وطلب من ترك سحبها.
* هل وافق على سحبها؟
ــ نحن طلبنا ذلك والمجلس لديه الحق في أن يرفض او يقبل إلى آخره.
* هناك من يرى أن هذه الاستقالة مناورة ليس الا؟
ــ هي استقالة حقيقية قدمت لنا وتم رفضها.
* الاستقالة حقيقية وتم تقديمها من قبله، لكن ما عنيته ما هو ما تلمستمونه منه، فهل هي مناورة بعد أن عجز عن السيطرة على المجلس؟
ــ شخص مثل ترك لا يمكن أن يناور، بل انه يمكن أن يعالج القضية من خلال الدعوة لاجتماع لحل القضية.
* وهذا هو السؤال، لماذا لم يلجأ ترك إلى ذلك؟
ــ ربما كانت هناك عدة اجتماعات لكن المسار مازال موجوداً وكذلك الضغوط.
* هل يمكن القول انه عقد عدة اجتماعات ولم يتوصل إلى حل؟
ــ نحن عقدنا عدة اجتماعات وتم تأجيل مسألة الهيكلة، وهذا كان السبب في الوضع الحالي.
* ما هو الداعي للهيكلة في هذا التوقيت؟
ــ من خلال المؤتمر الذي انعقد تم وضع توقيت محدد لهيكلة المجلس حتى يتم ملء الفراغ.
* هل الوضع داخل المجلس من الخطورة بمكان مما دفع الناظر ترك لتقديم استقالته؟
ــ الوضع الآن بسبب بطء تنفيذ ما اتفقنا عليه مع الحكومة، بالإضافة إلى الوضع الراهن والضغوط التي تحدث من الجماهير من تتريس واعتصامات، وربما كانت سبباً رئيساً في انفعال الرئيس وتقديم الاستقالة، غير أن الناس جلست وتفاكرت.
* لكن الناظر ترك من خلال استقالته لم يشر الى الأوضاع التي ذكرتها، بل انه تحدث عن انحراف الوضع داخل المجلس؟
ــ نعم.. لكن انا اعتقد ان واحداً من الأشياء عدم التزام الحكومة والضغوط التي تحدث من الجماهير من وقت لآخر، وجلها كانت سبباً في تقديم الناظر استقالته.
* معذرة ولكن دعني اختلف معك في هذه الجزئية؟
ــ بمعنى؟
* بمعنى أن هناك خللاً داخل منظومة المجلس نفسها دفع الناظر ترك لتقديم الاستقالة وهذا مؤشر خطير؟
ــ مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة جسم تم تكوينه وقام بعقد مؤتمر جامع بحضور كل مكونات شرق السودان، ولذلك انا اعتقد انه ليست هناك أية غضاضة. والناس يمكن أن تلجأ لعضويتها وتعقد اجتماعات طارئة لمعالجة اي خلل موجود داخل المجلس. وانا معك في انه ربما بعض التقاطعات السياسية والضغوط الدولية التى تمارس من هنا وهناك أدت إلى خلل، لكن بالمقابل اعتقد أن القضية الرئيسة هي أن كل العضوية تتم دعوتها لتجاوز هذه المسائل والجلوس لمعالجة كل القضايا، ولهذا السبب قام المجلس برفض الاستقالة، وأعلن عن اجتماع الاسبوع المقبل لمراجعة ضوابط المجلس والهيكلة وكل الثوابت الى آخره. وربما كانت هناك اخطاء تسببت في احداث تصدعات، لكن الناس تستطيع حلها.
* يعني الفترة المقبلة فترة ترتيب أوضاع؟
ــ نعم، ومن خلال الاجتماع سيتم حسم ومعالجة النقاط.
* ترتيب الأوضاع هل من شأنه أن يعالج القضايا، لاسيما أن الناظر ترك قدم استقالته قبل انجاز مطالبه وعلى رأسها قضية مسار شرق السودان، مما يشي بأن الوضع خارج السيطرة؟
ــ نحن لدينا تجربة سابقة، وهي تجربة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك الذي اوكلت له مهمة العبور بالثورة، ولكن كثرة الخلافات أدت إلى تعطل الحراك مما دعاه إلى تقديم استقالته، ولذلك انا اعتقد ان كل المشكلات في السودان جميعاً مرتبطة ببعضها البعض مما يتسبب في ضغوطات، لكن الناس قادرة على تجاوز الأمر. وربما يكون ما حدث مقلقاً ومحزناً الخ… لكن بالتفاكر يستطيع الجميع تجاوز الأمر.
* دعنا نتفق على أن ترك فقد السيطرة والاحكام على المجلس؟
ــ هذا حديث غير صحيح.
* الصحيح ماذا اذن؟
ــ الصحيح انه لم يفقد السيطرة، وأن ما يحدث يعتبر نتاجاً طبيعياً لضغوط نابعة من تباطؤ الحكومة في تنفيذ ما اتفق عليه مما جعله يقدم استقالته.
* حتى نكون اكثر موضوعية فإن هناك شقاً داخل صفوف المجلس، هذا المجلس الذي بدأ متحداً وملتحماً يدافع عن قضيته وهي إلغاء مسار شرق السودان ودافع عنها بضراوة، غير أنه الآن يعاني من اضطراب مما دفع رئيسه إلى تقديم استقالته؟
ــ اولاً دعيني اقول لك ان خالد شاويش ومن معه من بقية مسار شرق السودان قاموا باستخدام بعض النافذين لتنفيذ المسار باستخدام سياسة (فرق تسد) التي كانت سبباً رئيساً في الأحداث داخل الشرق وداخل المجلس، هذا اولاً.
ثانياً: القضية الأساسية داخل المجلس تتلخص في تباين الآراء، فهناك طرف يرى أن حسن التعامل مع الحكومة هو الأفضل للعبور بالبلاد بر الأمان، بينما يرى الطرف الآخر أن المرونة في التعامل توصل الى بر الأمان.
الانتباهة
* ليس هناك شق لصف المجلس؟
ــ نعم.
* ولا أيادي خفية تعبث داخل المجلس؟
ــ الأيادي موجودة ونافذة جداً من قبل السلطة نفسها.
* كيف؟
ــ هذه الايادي النافذة تعتقد أن تنفيذ سياسة (فرق تسد) إحدى الأدوات المستخدمة داخل المجلس لتمرير المسار.
* من خلال حديثك كثيراً ما ترمي اللوم على الحكومة، مع الاخذ في الاعتبار وقوفها إلى جانبكم، مما ترتب عليه إجراءات (٢٥) أكتوبر وتغيير الحكومة، وهو ما تباهى به ترك نفسه، فضلاً عن تجميد المسار؟
ــ تجميد المسار قوبل برفض شعبي، ولو كانت الحكومة تقف الى جانبنا فعلاً لقامت بإلغاء المسار بعيداً عن التجميد، بل أن المحاولة مازالت مستمرة من خلال تنفيذ سياسة (فرق تسد) التي لها دور كبير في تنفيذها داخل المجلس.