(1)
اظن أني احتاج حتى تفهم السلطة الانقلابية وزر ما ارتكبوه بعد انقلاب 25 اكتوبر ان اقول لهم ان حكومتكم فقدت (100) طلقة من جراء استشهاد (100) شهيد بعد قرارات 25 اكتوبر.
هكذا كان يحسبونها في العهد البائد.
هم لا يعرفون ولا يدركون قيمة اولئك الشهداء الذين فقدتهم البلاد وهم من خيرة ابنائها ، لذلك سوف نتحدث معهم بلغتهم ونقول لهم : لقد فقدتم (100) طلقة فقد يشعرون بالحسرة والوجع اذا حدثناهم بهذه اللغة ، بعد ان اصبحت قيمة الانسان في هذا الوطن ارخص من (الرائش).
هناك حديث رائج في العهد البائد عن احد القيادات الرفيعة في الدولة يتحدث عن ان قيمة الطلقة اغلى من قيمة المواطن.
وان من يمرض ويموت لا يستحق (الحقنة) ، والمصطفى عليه الصلاة والسلام يقول في كل كبد رطبة اجر.
تفقد البلاد (14) شهيداً في كل شهر منذ الاطاحة بالسلطة المدنية وسيطرة العسكر على مراكز الدولة ومفاصلها.
(14) شهيداً في الشهر – هذا معدل لم يكن يحدث حتى والسودان في حالة حروب – في جنوب البلاد او في مناطق الحدود مع اثيوبيا او في حلايب.
(100) شهيد فقدناهم في شوارع الخرطوم – في بري والعباسية والصحافة .. في شروني ومحطة سبعة وشارع الستين والأربعين.
فقدنا (100) شهيد وهم قد خرجوا من اجل المطالبة بالسلطة المدنية – كانوا ينادون بالحرية والسلام والعدالة … خرجوا في مواكب (سلمية) في الوقت الذي تحكم فيه الحركات المسلحة والذين اختاروا طريق الحرب البلاد.
(2)
يقول الله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ، ويقول عز وجل : (َمنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) فكيف بمن قتل (100) نفس؟
كيف ينام هؤلاء ؟ وكيف يأكلون؟
امرأة دخلت النار في هرة … ترى أي نار سوف تدخلون بعد هذه الارواح التى ارتقت ضرباً بالنار؟
ألا توجد عندهم مشاعر (ابوية) ؟ ، وهم يخشون على ابنائهم من لسعة البعوض بل من (النسمة). هؤلاء الشهداء الذين فقدتهم البلاد – ايضاً لهم اباء وأمهات وأخوان.
لهم اهل وأصحاب وأصدقاء.
الاكيد انكم تقفون على رؤوس ابنائكم عندما ينامون لتتأكدوا من نومهم وغطائهم ، ولتطفئوا النور بعد ذلك – اذا كنتم تعيشون هذا الموقف – تذكروا ان هناك امهات وآباء يقفون امام اسرّة ابنائهم الذين قتلوا ليبكون عليهم بعد ان اصبحت تلك الاسرّة خالية وفارغة.
صورهم … وجوالاتهم .. وأدواتهم الخاصة تملأ الفراغات العريضة ، ولا شيء غير صدى اصواتهم بعد ان فقدوا الامل في (القصاص) لهم.
مائة (ام) ومائة (اب) في اناء الليل وأطراف النهار يدعون عليكم ..يرفعون اكفهم في جوف الليل وعند الاسحار يسألون الله ان ينتقم منكم.
كيف تعيشون ؟ وكيف ترضون لنفسكم بهذا الحال؟ ان كنتم لا تخافون الشعب ألا تخافون الله؟
انظروا الى من سبقوكم في السلطة – اقرأوا التاريخ .. من لم يسقطه الشعب ادركه الموت.
لن نسألكم ونقول لكم ماذا فعلتم للسودان وماذا قدمتم للشعب ؟ نسألكم ماذا قدمتم لأنفسكم (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها)؟
لن تنفعكم جيوشكم ولا حراستكم (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ).
الانتباهة
ماذا فعلتم لهذا اليوم ؟ هذا الاعلام والأبواق التى تدافع عنكم اليوم وتزين لكم ما تفعلون سوف تكون في يوم الحشر اول من تشهد عليكم ، فهم الادرى بجرائمكم وما تفعلون.
(3)
بغم /
(100) شهيد ارتقوا بعد 25 اكتوبر لم تبحث السلطات عن القصاص لهم …لأن السلطة تمثل في هذه القضية (الخصم والحكم).
دعكم من القصاص لهم – هم لم يترحموا عليهم .. لاحقوهم وهم في غرف العناية .. ولم تسلم حتى (جثثهم) اذ حرم اهليهم من حق تشييعهم.
رحلوا ليقولوا لله كل شيء.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).