اقتربت العلاقة بين قيادات المجلس الاعلى بولايتي البحر الاحمر وكسلا من نقطة اللاعودة .. وانقسم المجلس لمجموعتين، مجموعة مؤيدة واخرى رافضة لمطالب اقالة الوالي علي عبد الله ادروب، واعتصم المحتجون داخل امانة البحر الاحمر في امانة حكومة البحر الاحمر بزعامة العمدة حامد ابو زينب رئيس شورى قبائل الأمرأر ومقرر المجلس الاعلى عبد الله اوبشار، وهذه الخطوة وجدت استنكاراً واسعاً من قيادات البجا.
وفي المقابل يواجه المجلس الاعلى ضغوطاً من الجماهير في الولايات وضغوطات أخرى في كل الاوقات من القيادة المركزية، وبات يصعب عليهم إقناع الجماهير.
ويرى مراقبون ان مجلس نظارات البجا يواجه تحدياً عظيماً، فاما اللجوء إلى التصعيد بتتريس العقبة او (التطنيش).
وجميع خيارات الطرفين سيئة، وبحسب مصادر عليمة فإن الايام القادمة ستشهد الساحة هدوءاً غير مسبوق، وأن القيادة بالمركز ستعمل بشكل جاد ترتيبات امنية عالية تتخطى فيها سلطات الولاية بتوقيف كل المشاركين في الفتن الاخيرة، خاصة من ينشرون خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي بلا استثناء، بداية بقيادات بمجلس البجا وقيادات تتبع للنظارة المتحدة.
خطاب الكراهية هو السبب الاول في ذلك، وادخل شرق السودان في نفق مظلم وفوضى انعكست سلباً على الاوضاع الامنية والاقتصادية والخدمية باوجهها المختلفة.
وفاجأ رئيس تحالف قوى الشرق الفريق شيبة ضرار الجميع بموقفه معلناً رفضه مطالبات الاقالة، وقال الفريق شيبة في تغريدة له ان اعتصام امانة الحكومة هو فقط بسبب اختلاف بعض القيادات مع الاخ الوالي ادروب، وتابع قائلاً ان الوالي علي عبد الله ادروب اوقف عنهم التصاديق والنثريات.
وباتت الأوضاع في البحر الأحمر تنذر بخطر عالٍ في أعقاب تصعيد جماعات قبلية وأخرى سياسية بالإغلاق وطلب عزل والي الولاية.
ودبت وفق تلك التطورات خلافات حادة بين قيادات المجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بسبب مطالبات بإقالة الوالي علي أدروب.
في وقت قدم فيه مدير المكتب التنفيذي للوالي استقالته، وأرجع أسبابها في خطاب اطلعت عليه (الإنتباهة) أمس، إلى بعض الأمور والظروف الملحة التي يتوجب على إثرها إعفاؤه من منصبه.
وقسمت الخلافات المجلس إلى مجموعتين، مجموعة تطالب باقالة الوالي حيث شكلت اعتصاماً بامانة الحكومة على خلفية قبوله مبادرة دعم مياه الشرب من الشرائح المنتجة من أبناء قبائل البني عامر والحباب.
وهددت ذات المجموعة بإغلاق كل مؤسسات الولاية في حال عدم استجابة من حكومة المركز لمطالبهم.
فيما كشفت المجموعة المنشقة عن المجلس عن مناصرة للوالي ادروب ووصفت ان مصير الشرق يسير للمجهول.
وقالت ان مطالبات بإقالة الوالي تأتي على خلفية خلافات ومواقف شخصية مع الوالي ادروب.
وتحصلت (الانتباهة) على تسجيلات صوتية للقيادي بالمجلس الأعلى وأمين شباب الهدندوة محمد سيدنا، قال فيها ان سبب رفض والي البحر الاحمر إيقاف تصاديق الاراضي وايقاف نثريات اعضاء المجلس الاعلى لنظارات البجا.
وأضاف محمد سيدنا في تسجيله: (الوالي والٍ للجميع).
وفي ذات السياق كشفت مصادر مطلعة لـ (الإنتباهة) عن نشاط غير مسبوق لانصار القيادي البارز في النظام البائد محمد طاهر ايلا لدعم إقالة الوالي ادروب.
في حين طالب تجمع شباب البني عامر والحباب في بيان له حكومة المركز بحسم الفوضى وفرض هيبة الدولة.
وأفاد رئيس تجمع شباب البني عامر والحباب عثمان محمد آدم (الإنتباهة) بأن استمرار الوالي ادروب ضمان لاستقرار الولاية.
وقال ان الوالي وقف على مسافة واحدة من الجميع، مضيفاً انه الوالي الوحيد الذي بدأ بداية صحيحة وعمل لحل ملفات مهمة في المياه والصحة.
وفي ذات الاتجاه طالب حكومة المركز بتعويض المتضررين في الأحداث القبلية, وتابع قائلاً ان اكثر من (2000) منزل تم تدميرها وهدمها.
وفي السياق عينه دعا مقرر مجلس نظارات البجا عبد الله أوبشار إلى بدء التنفيذ الفعلي للعصيان المدني في ولاية البحر الأحمر.
وقال أوبشار في كلمة أمام اعتصام بأمانة حكومة الولاية: (نحن مع السلمية ولن نسمح بالتنازل في قضيتنا مهما كان).
ومن جهته ذكر رئيس مجلس نظارات البجا سيد محمد أن المجلس سيغلق ميناء الشرق بشكل دائم إن استمر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس في تحركاته التي وصفها بـالإقصائية.
وطالب الأمين السياسي للمجلس بالتوجه لمكان اعتصام أمانة حكومة البحر الأحمر لإقالة والي المسار وطرد المسؤولين الموالين له والاستعداد لما سماه الإغلاق الأكبر في تاريخ أرضهم الذي لا يتم تعليقه أو إنهاؤه إلا بنيل حقوقهم كاملة، على حد تعبيره. وقال إن الإغلاق الكبير المعلن لشرق السودان سيكون لثمانية مطالب، منها إلغاء مسار الشرق وتنفيذ عمليات ترسيم الحدود ومراجعة تجنيس اللاجئين واعتقال من وصفه برأس الفتنة وإقالة والي البحر الأحمر.
وسط انقسامات وخلافات نظارات البجا البحر الأحمر.. والٍ في مهب الريح
93