على هامش الذكرى الثالثة والخمسين لإنقلاب مايو جدلية ضرب نميري لوزرائه بالبنية والشلوت مابين المزايدة والحقيقة !!

by شوتايم3

الحدث يعضد الروايات التي تحدثت إن نميري كان يضرب بعض الوزراء الذين لم يرض عن آدائهم أو لمخالفات ما إرتكبوها ، وقبل سنوات قليلة كشف الإعلامي الراحل حسن عبد الوهاب للكاتب خالد موسى مشهد وقف عليه بنفسه شاهد فيه النميري يقوم بضرب أحد الوزراء حيث كتب قائلاً 🙁 روى الأستاذ حسن عبدالوهاب مؤكداً مشاهدته شخصياً لموقف ضرب فيه الرئيس نميري أحد وزرائه، فقال أنه صحب نميري في رحلة داخلية بالقطار إلى أحد المدن، وأراد الدخول عليه في صالونه بالقطار لتسليمه النشرة الإعلامية التي كانت تتضمن أهم الأحداث العالمية والمحلية وهي أحد مصادر المعلومات المفتوحة والمهمة للمسؤولين في ذلك الوقت قبل إنفجار عصر المعلومات. وفوجئ بمشهد درامي يقوم فيه الرئيس نميري بضرب أحد الوزراء فوقف واجماً أمام الباب فقال له الرئيس نميري (يا حسن أنت زول شريف؟) فرد علي الرئيس بالإيجاب (نعم أنا زول شريف يا ريس) فقال له نميري (خلاص ما تتكلم عن الموضوع الأنت شوفتوا هسه).
الانتباهة
فلاذ الأستاذ حسن عبدالوهاب بالصمت ، ورفض أن يكشف عن اسم الوزير المضروب وفاءاً للعهد الذي قطعه للرئيس نميري.) لكن الكاتب مصطفى عبد العزيز البطل إنبرى متشككاً في كل الروايات التي تحدثت عن ضرب نميري للوزراء (بالبنية والشلوت) وتناول رواية الأستاذ حسن عبد الوهاب ولم يخرجها من سياق الروايات الأخرى الشفاهية أو المكتوبة التي لعب فيها الخيال دوره حتى بدا وكأنه جزءاً من الواقع من فرط تداوله ، مستعيناً بأسلوبه المشتق من التراث العربي وجزالة قلمه المضخمة بالسخرية والاستدلالات المحشودة المطولة لتقوية وجهة نظره ، لكن الكاتب خالد موسى استطاع أن يثبت على البطل عدة (فاولات) تكتيكية بل وضربات جزاء لا مجال فيها للنقض أو إعادة التصوير من عدة زوايا لتأكد من صحتها وقال:( إن البطل إعتمد في سياق نقده وتمحيصه على البينات الظرفية وهي في حكم القانون أقل درجات الإثبات حكماً إذا إنعدم الدليل المادي المباشر أو شاهد العيان وفند موسى حديث البطل عن أنه عمل مع الرئيس الأسبق جعفر نميري ولم يشهد هذا السلوك في ضرب مرؤوسيه من الوزراء وقال إن الحجة العقلية تبطل هذا الزعم أن الرئيس نميري تقلد منصب الرئاسة لمدة (16) عاماً ولا ينفي العمل معه خلال السنوات الأخيرة من عمر حكمه ألا يكون قد وقع منه هذا التصرف في سنوات حكمه الباكرة الممتدة أحداثاً جثاماً أبيح فيها القتل وإراقة الدماء عليه فإن واقعة الضرب باليد والرجل في هذا السياق قد تكون متشقة وطبيعية في واقع فارت فيه الدماء وسالت الأرواح على خشبة المسرح السياسي ) ولعل حجة الأستاذ خالد موسى تبدو منطقية وقوية فالذي في عهده نصبت المشانق على الخارجين على حكمه بل نصب نفسه قاضياً وجلاداً هل يمكن أن يصعب عليه ضرب وزير من وزرائه ( بالبونية والشلوت) كما أن طبيعة الرجل الميالة للإنفعال والعنف تجعل من بعض روايات الضرب والركل شئ كبير من المصداقية وإن إختلط بعضها بطبيعة الحال بخيال الرواة أو ثارات السياسة ، وقالت مصادر موثوقة إن النميري عندما كان مراقباً من قبل أجهزة الأمن قبل إنقلابه في عام 1969م تضايق ذات يوم من المراقبة اللصيقة فهبط من سيارته وإتجه لسيارة فرد الأمن الذي كان يراقبه فأمسك بتلابيبه وهدده بالقتل إن تمادى في ملاحقته

Leave a Comment

16 − أربعة عشر =