والدي عليه رحمة الله محمد علي سليمان والذي كان ميلاده بمدينة النهود انتقل يافعا ليرعى ويدرس مثل اقرانه عند خواله بمنطقة أرمل ثم عاد إلى النهود التي عمل بها في البوليس بعد أن اكمل الأولية بالخوي وكان دفعته بها الراحلين أعمامي جبرالله خمسين والشرتاي آدم المرضي واظن عمي الأمير عبد القادر منعم منصور ثم عمل بكل من الخوي وبارا ثم الأبيض التي غادر منها سلك الشرطة إلى مدينة الدلنج حيث تصادف انشاء مجلس ريفي شمال الجبال ،استقر بالدلنج منذ بواكير الخمسينات ولم يغادرها الا مكرها في العام 2011 تقريبا إلى ديار اهله بالخوي والتي منذ أن وطء أرضها لم يفارقه المرض إلى أن توفاه الله في أواخر العام 2017,وكان رحمة الله عليه يحن إلى الدلنج إلى درجة الوله ،اذكر يوما أنه كان في شبه غفوة هب منها مبتسما وقال لي :ناس عمك موسى فكي علي جو؟وكان صديقه وجاره موسى الذي قد غادر الفانية قبل أعوام.
وعندما كان يأتي إلى الخرطوم كان لا يحب السكنى الا مع اخيه عمي مصطفى حفظه الله بالفتيحاب وكان يقول لي :اهلي كتار في الفتيحاب ويقصد اهله من جبال النوبة بمختلف سحناتهم، وفي إحدى المرات نزل احد اعمامنا من الاجنق نزل من وسيلة المواصلات حينما رأى والدي يجلس على باب منزل اخيه مصطفى وبعد السلام قال لعمي مصطفى :محمد علي هذا من أفضل أبناء قبيلة الاجنق بهت عمي ولم يستطيع الدفاع عن اخيه ،لذا عندما توفي والدي عليه رحمة الله وجاءني بالمنزل (عمي مصطفى) ووجد عندي أبناء الدلنج اخوتي واحبابي أبناء جولي ارقوف ومحمد حماد سليمان وابراهيم موج وتاج الدين حسن آدم والسياب على نصر الله والكوتش دكتور حافظ العمري والراحل باشمهندس ياسر وكثيرون لا استطيع عدهم وكان على رأسهم استاذنا الخلوق سليمان حمودة استاذ الاجيال والمربي الخلوق عليه رحمة الله قال عمي مصطفى حينها والله اخوي محمد علي فعلا منكم يا أهل الدلنج الأوفياء.
كل ما تقدم اهديه لاخوتي أبناء عمومتي وأبناء خوالي في دار حمر ،إن دار حمر هي رقعة جغرافية لها خصوصيتها وإن كانت ملكا خالصا لأهلي الحمر الا انها تميزت بهذا النسيج الاجتماعي والقبلي الذي يعطيها هذا الالق ويكفي أن أول عمدة لمدينة النهود على ما اذكر هو العمدة ابورنات وأن فريق الشايقية هو الحي الاشهر بالمدينة الأنيقة، لذا فإن النسيج الاجتماعي لدار حمر والمكون من العشرات وربما المئات من القبائل السودانية هو الاقوى في البلاد وأنك في اي منطقة بالعالم اذا عرفت نفسك انك من دار حمر فستجد التكريم والاهتمام دون أن يسألك احد هل انت من قبيلة الحمر ام من قبيلة أخرى إذ يكفي اسم دار حمر أن يعلم الناس انك من دار كرم وضيافة ودار علم وعمل وإنتاج، يكفي دار حمر أنها صاحبة القدح المعلى في إنتاج وتصدير الضأن الحمري المعروف والفول والصمغ والكركديه وكل ما يمكن أن تدمغه بوسم (محصول نقدي،)
إذن فإن اي فتنة تقع في هذه الرقعة المباركة من الوطن هي فتنة يراد بها تجويع السودان وافقاره وانتم يا أهل دار حمر الآن أكثر مناطق البلاد امنا وإنتاجا فلا يؤخذ وطنكم من قبلكم ،وانا بحمد الله أشاهد هذه الأيام تسجيلات من الجراري والكدنداية والحسيس أو الهسيس وهي تجد اهتماما متعاظما على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يعني انكم يا أهل دار حمر قد وصلتم إلى العالمية علما وثقافة وانتاجا فلا تضيعوا وطنا ولا تضيقوا واسعا بل سددوا وارموا يدا واحدة لان (يد الله فوق يد الجماعة)
ثم ماذا ؟
دفعني لكتابة هذه العجالة فرحتي بمبادرة كلنا سوا التي يقودها مجموعة مستنيرة من ابناء دار حمر وهي مبادرة ولدت باسنانها ولها من القوة أن تصبح الممثل الأوحد لدار حمر وتستطيع بإذن الله أن تقود دار حمر الى آفاق التنمية والخدمات إذ ليس هنالك مسؤول يستطيع تجاهل مثل هذه المبادرات أو يستخف بمجموعة مثل هذه المجموعة ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال :امتي لا تجتمع على باطل وأمة هنا يقصد بها الجمع المتنوع الذي يسعى إلى الخير والله اعلم إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يدعو إلى التكتل تحت اسم قبيلة واحدة ولا يشجع على الأسماء والأفعال الاقصائية
من الطرائف أنني عندما رأيت اهتمام الولايات بنا كصحفيين من المركز وتحت راية اتحاد الصحافيين وتهميش زملاءنا الاكفاء القابضين على جمر القضية بالولايات حينها شجعت خطوة اتحاد الصحافيين في تكوين الاتحادات الفرعية انصافا لاولئك الزملاء وقد حضرت بالمصادفة البحتة تكوين اتحادات جنوب دارفور ووسط دارفور فقمت بمبادرة لتكوين اتحاد غرب كردفان وطبعا بالمنطق لا يمكن أن اترأس ذلك الاتحاد لأنني لست من سكان ولاية غرب كردفان وان كنت منها ،بعض الزملاء عفا الله عنهم قالوا :والله (عمر الكردفاني )دا…..لاحظ اسمي …..ليس من ابناء الولاية فقط اخته متزوجة في الخوي.