صحفي شاب يروي تفاصيل تعرضه لعملية نهب مسلح بمنطقة طرفية بأم درمان أواخر أبريل الماضي، واضطراره للاستسلام بعد تهديده بالقتل
تفاجأ أحد ضحايا عصابات النهب المسلح بالعاصمة السودانية الخرطوم، هذا الأسبوع، عندما وجهه أحد أفراد العصابة التي نهبته بمراجعة “مكتب البلاغات”.
وقال الضحية الذي طلب حجب هويته خوفا على حياته لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “في البدء لم أفهم مغزى حديثه.. وسألته: إلى أين أذهب؟ فاشار لي بيده إلى كشك مجاور وقال لي اذهب إلى هناك”.
ويضيف قائلا إن المكان عبارة عن “كشك” مشيّد بالزنك، وبه مكيف ومروحة ويضم أثاثا لا بأس به ومنضدة تشابه المناضد بالدواوين الرسمية، وتضاعفت دهشتي عندما طلب مني الشخص الجالس على المكتب إبراز شهادة بحث لسيارتي المسروقة لمطابقة بياناتها مع البيانات المدونة في (دفتر الأحوال) الموجود أمامه”.
وكشف الضحية أن وكر العصابة يقع بمنطقة قصية بمدينة أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم.
والوكر عبارة عن “حوش” شُيد بمواد محلية الصنع ويتم داخله تخزين المسروقات أو “المعروضات” كما يسميها أفراد العصابة، وأغلبها دراجات نارية وركشات “توك توك” وبضع سيارات. ويحرس المسروقات أفراد مسلحون ينتشرون في المكان.
وعلى مقربة من وكر العصابة، يوجد سوق تُدار فيه أنشطة بيع السلاح والحشيش والخمور البلدية والحبوب المخدرة في وضح النهار، وفي ذلك السوق تجري عمليات المساومة بين اللصوص والضحايا عبر وسطاء لاستعادة مقتنياتهم.
في السياق، روى الصحفي الشاب عمار حسن، تفاصيل تعرضه لعملية نهب مسلح بمنطقة طرفية بأم درمان. وقال عمار لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” إن الحادثة وقعت أواخر أبريل الماضي، ونهبت العصابة المسلحة دراجته النارية ومبلغ من المال، وأنه اضطر للاستسلام بعد تهديده بالقتل.
وتنتشر عمليات الخطف والسرقة بالإكراه، بوسط وأطراف العاصمة السودانية الخرطوم بطريقة غير مسبوقة بالآونة الأخيرة. ووقعت عدة جرائم قتل للضحايا أثناء عمليات الخطف والنهب.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة لافتة مقاطع فيديو مروعة لجرائم نهب للمارة وخطف لشنط الفتيات، وثّقتها كاميرات هواتف المواطنين أو كاميرات مراقبة بمناطق متفرقة بالعاصمة الخرطوم.
وعادة ما يستغل اللصوص الذين يعرفون محليا بعصابات “9 طويلة” الدراجات النارية ما دعا سلطات ولاية الخرطوم لإصدار مرسوم ولاني يجرّم ركوب شخصين على الدراجات النارية منتصف أبريل الماضي. وتوعد المرسوم بمعاقبة المخالفين بالسجن أو الغرامة أو العقوبتين معا.
وأثار المرسوم سخرية لاذعة بمواقع التواصل الاجتماعي، وكثيرا ما تجري عمليات مساومة ماراثونية تنتهي باستعادة المسروقات بعد دفع فدية مالية لأفراد العصابة