بيت الشورة/عمر الكردفاني /موسم الهجرة الى المجهول

by شوتايم2

 

 

 

 

 

 

مدخل اول:

في العام 2017 من الله علي برحلة أنيقة وممتعة إلى دولة تركيا ،وفي مدينة أنطاليا كنت ونفر كريم من الإعلاميين السودانيين حضورا في كورس ينظمه سنويا راديو وتلفزيون تركيا يحشد له الإعلاميين من أنحاء العالم ،وانطاليا حسب علمي هي أجمل مدن تركيا ومن اجمل مدن العالم أجمع، نزلنا بفندق (اداليا) وهو فندق من ذوي الخمسة نجوم إن لم تكن اكثر،كرم الضيافة التركي والطعام الاشهى في العالم مع غرفتي التي اظنها جناح وليست غرفة والتي تطل على البحر الأبيض المتوسط كل ذلك لم يمسح من ذاكرتي هذا الأسى المقيم لفراق السودان ما جعلني اصحو صباحا كأني في سجن ،احد عشرة يوما رائعة بالمقاييس المعروفة كانت من أبطأ أيام حياتي ،ولا أريد تذكر الشهرين التي قضيتها في دبي صيف 2013لانه أمر قد يدخلني في موجة من الاكتئاب، كثيرون مثلي اعرفهم مروا بهذا الظرف المأساوي جراء فراق هذا الوطن العزيز(آنذاك)

مدخل ثاني:

وانا اقود سيارتي عائدا من المكتب قبل شهرين قابلت (التروس) المعروفة وكنت قد رفعت قبل سويعات عمودا أمجد فيه الثورة والعن سنسفيل ما سواها ،وفي منتصف الطريق كانت تلك التروس ،تروسا ضدي انا وكل المواطنين السودانيين ،فعدلت إلى شارع المطار ،وهو الذي يسكن فيه البرهان وبقية العسكر الذين يلعنهم الثوار،فوجدت شارع البرهان …..اقصد شارع المطار فاتحا ولا إأثر لأي ترس أو ثائر فيه ،الادهى والأمر أن طفلة في عمر ابنتي امل اغلقت أمامي شارعا فرعيا وهي لا تدري أنني اهرول نحو منزلي حاملا كيس رغيف لطفلة في عمرها  ،غمرني الأسى وانا أرى وطني الذي كانت كلمة الكبير فيه تسير مدينة كاملة تغلق شوارعه طفلة ما يزال بقية (البامبرز) الذي ارتدته متناثرا على شارع منزلهم ،ولقد مررت قبل مدة صباحا بمدرسة أساس فسمعت الاستاذ وهو يلقن الأطفال سبابا فاحشا ضد رموز النظام السابق ،إن الرئيس السابق وحاشيته الآن داخل السجون ولا مندوحة على اي راشد أن يسبهم اي نوع من السباب الذي تسمح له به أخلاقه ولكن ان يقف مربي أمام تلاميذ يفع ليحشو اذهانهم الغضة البريئة بالسباب البذئ فذاك ما لا يرضاه عقل ولا دين وهو ما قد يجعل  هذا الوطن بيئة غير صالحة للحياة السوية.

اعرف المئات من السودانيين ،ممن اعرفهم معرفة شخصية غادروا السودان إلى المنافي الاختيارية وغير الاختيارية وبعضهم كما تعرف اخي القارئ غادر الوطن إلى المجهول وبعضهم (ركب الموج) فتقاذفته الامواج إلى حتفه ولا يزال البقية يرابطون أمام مكاتب الخدمات للخروج على اثر من سبقهم ولو إلى المجهول.

ثم ماذا بعد هذا؟

لقد جهرت برأيي منذ انقلاب أكتوبر أن الفريق البرهان قد خطأ خطوة في الظلام ،وهي خطوة حاول رتق فتقها فكان ان إتسعت الهوة بينه والثوار من جهة وبينه والمواطن من جهة أخرى والان أرى بوادر تململ حتى من حاضنته التي جمع لها ثوار الزيف وآكلي كل الموائد ممن اسميتهم يوما (شعب اي حكومة ) حتى هؤلاء بدأوا في التململ رغم سعة ذمتهم وسوء خلقهم ،إذن والحال هكذا فقد أصبحنا نحن السودانيين أمام خيار واحد لا ثاني له….: إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّتهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِىٓ أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ قَالُوٓاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأْوَىٰهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا

Leave a Comment

ثلاثة × 5 =