كشف رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر عن الملابسات التي دعته للتوقيع على وثيقة المبادرة الوطنية.
مؤكدا في الوقت نفسه أن حزبه لم يتبرأ من وحدة الصف، وأن قناعتهم تكمن في ان قضية السودان لا يمكن ان تحل الا بتوافق كل ابنائه.
واعتبر برمة في مقابلة مع “الإنتباهة ” أن الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد الآن لا مخرج منه سوى التوافق والإجماع الوطني، وان تكون هناك منصة واحدة يتحدثون من خلالها.
وقال إن الوثيقة التي تم التوقيع عليها أمس الأول عبارة عن اقتراح حتى يستطيع الجميع الوصول إلى حل.
*أثرت أمس الأول جدلا واسعا بتوقيعك على وثيقة المبادرة الوطنية المطروحة من قبل عدد من الأحزاب، في وقت تبرأ فيه الحزب من هذه الوثيقة؟
= أنا أصدرت بيانا أوضحت فيه الذي حدث للرأي العام.
*وما الذي حدث؟
= أنا وقعت على وحدة المبادرة وليس على المضمون.
*بمعنى ماذا.. البيان غير مفهوم؟
= شوفي.. الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد الآن لا مخرج منه سوى التوافق والإجماع الوطني، وان تكون هناك منصة واحدة يتحدثون من خلالها. لابد من مواجهة الموقف بأن يتوحد الجميع، ويجمعوا صفهم ويتحروكوا في مسيرة جماعية، ونتيجة لهذا الوضع المعقد فقد انطلقت عدة مبادرات لحل الأزمة، و(كم وسبعين) يقدمون مبادرة فهذا يدل على وجود انشقاق في الصف الوطني، ونحن لا نريد أن نحرم الناس آراءها لكن من الأفضل توحيد جهدنا.
مجموعة أمس الأول بذلت جهدا كبيرا ووحدت عدة مبادرات ونحن شاكرين لهم ومقدرين، لكن الآن كل المطروح هو الحديث عن وحدة الصف والوفاق، وبالتالي نحن وقعنا على مبدأ التوافق بين وحدة الناس.
(هم عملوا اجتهاد وقدموا مضمون وقالوا اجلسوا مع بعض واتناقشوا حول هذا الطرح) الوطن حله يكمن في التوافق بين أبنائه.
*لكن أنت تعرف رأي الحزب حول الأحزاب والمكونات المشاركة للنظام حتى سقوطه، ومن وقعوا على الوثيقة في غالبيتهم أحزاب شاركت الإنقاذ؟
= هذه المبادرات نحن لا نريد إجهاض حق كل شخص فيها كما ذكرت لك، والمنطق يقول إنه يجب الجلوس مع بعض لتوحيد الآراء والخروج برؤية واحدة. هذا كل الأمر، ثم ثانيا حزب الأمة القومي ليس ضد توحيد الصف. أنا وقعت على وحدة المبادرات وليس المضمون، و(المضمون قالوا رسلوه للناس يدرسوه).
*الحزب تبرأ َالأمين العام الواثق البرير أكد أن الوثيقة التي وقعت عليها لم تعرض على مؤسسات الحزب، وأن الموقف الذي اتخذته لا يمثل موقف مؤسسات الحزب ولا موقف حزب الأمة القومي المعلن، وان حزبه يدعم كافة المبادرات التي تدعو لتحقيق أهداف الثورة، وقال
ان الأمة لن يكون طرفا في أي مبادرة لا تعمل على إنهاء الانقلاب واستعادة الحكم المدني؟
= الحزب لم يتبرأ من وحدة الصف وهذه قناعتنا في ان قضية السودان لا يمكن ان تحل إلا بتوافق كل ابنائه.
*أنت أصدرت بيانا وذكرت أنك وقعت عن نفسك وأنت تقود حزبا فهل يستقيم هذا ؟
= أنا أصدرت بيانا أنني وقعت على وحدة الصف ووحدة المبادرات، واذا الناس لم توقع على وحدة الصف فلن يصلوا إلى حل.
*رأي الحزب واضح في القوى الموقعة على الوثيقة التوافقية؟
= نحن نقول حاجة واحدة ان تعدد المبادرت يدل على الانقسامات، الناس تتوحد وتدرس رأيها مع بعض متوحدين وإلا فلن نصل إلى حل.
*يفهم من حديثك أنكم ستجلسون لاحقا لمراجعة المضمون، في وقت أكد فيه الحزب أنه لن يكون طرفا في أي مبادرة لا تعمل على إنهاء الانقلاب، فكيف سيستقيم الأمر؟
* أنا أقول ان أصحاب المبادرات يجب أن يجلسوا في مبادرة واحدة، وطنية، نحن سندرس عشان ندي رأينا.
في النهاية هذا رأي، هم قاموا بإرساله للناس وأخبروهم أن هذا ما توصلوا إليه، ونحن يهمنا من الدرجة الأولى وحدة المبادرات ونأخذ رأيهم للوصول إلى رؤية مشتركة واحدة.
*مرة أخرى أقول لك ان رأي الحزب واضح في القوى الموقعة على الوثيقة، فضلا عن أن التوحد الذي تتحدث عنه يعتبر منقوصا لأن ثمة أحزابا من قوى الثورة رافضة لهذا التوافق لذات الأمر وهو أن هناك أحزابا شاركت النظام السابق؟
= الكلام واضح من الوثيقة الدستورية هو أن الموتمر الوطني ومن شايعه، غير معنيين بالفترة الانتقالية، ولكن كل الذين (ميزوا) أنفسهم قبل سقوط النظام فمن حقهم أن يشاركوا. هناك كثر خرجوا قبل سقوط النظام وناهضوه.
*الاتحادي الذي وقع أمس الأول قبل أن يتبرأ من الوثيقة ظل مشاركا للنظام السابق حتى سقوطه، فهل ميز نفسه؟
* أولا الذين شاركوا النظام السابق يتم إبعادهم بالقانون، أما بالنسبة للاتحادي، فهناك كثير من قيادات الحزب كانت رافضة للمشاركة مع الإنقاذ، فهل هؤلاء نقوم بمنعهم!! (الناس الميزو نفسهم قبل السقوط يشاركوا والذين شاركوا حتى السقوط لن يشاركوا وعشان نبدأ لازم نبدأ بالوثيقة الدستورية).
*الأحزاب التي ميزت نفسها مثل من؟
= أمثل غازي صلاح الدين وحزب المؤتمر الشعبي، الذي به كثيرون غير مشاركين.
*على الرغم مما ذكرت لكن يظل حديثك مخالفا لرأي الحزب، وكثيرون من يعتقدون أنك تتصرف من تلقاء نفسك؟
= هذا خطأ حزب الأمة في كل مبادراته يقول إننا نسعى لجمع الصف الوطني، الهدف هو توحيد المبادرات، (والناس تجلس وتصل الى حل).
*الحل من خلال وثيقة دستورية تحدد مهام الفترة الانتقالية التي وقعت عليها أنت وترفضها بقية القوى؟
=وثيقة ماذا؟
*الوثيقة التوافقية التي وقعت عليها أنت أمس الأول؟
= هذا اقتراح حتى يستطيع الجميع الوصول إلى حل. البلاد الآن ليس بها وثيقة دستورية وحتى نعود إلى ما كنا عليه فلابد من العودة للمسار الديمقراطي. الآن هناك حكم عسكري ولابد من إيقاف هذا الانقلاب ولا بد من العودة للمسار الديمقراطي وإقامة حكومة مدنية ديمقراطية، هذا الذي عمل الناس لأجله، وهذا الأمر لكي يتحقق لابد من التوحد وان تكون هناك وثيقة تحكم تصرفاتنا، ولابد من تهيئة المناخ وإطلاق سراح المعتقلين واذا كل هذا تم فخلاص، ثم ثانيا وأكرر فإن حزب الأمة ومنذ تاريخه يسعى لجمع الصف وإعلان الحرية والتغيير تم توقيعه في دار الحزب في الأول من يناير 2019
*الآن قوى الحرية والتغيير غائبة و رافضة، فهل تستقيم الوحدة في ظل هذا الرفض؟
= هذا الرفض لا يحل قضية السودان، وهذه هي الدكتاتورية المدنية.. أنت حددت المؤتمر الوطني ومن شايعهم فلماذا ترفض الآخرين!! انت بهذا التصرف ما الذي يفرقك عن الانقلاب!! ولماذا تحرمون الآخرين.
طيب في ظل عدم التوافق هذا كيف سيمضي الأمر؟
= لابد من التوافق وجمع المبادرات وتوحيد الصف.
الانتباهة
*بدا واضحا أن البرهان يمضي في خطوات تهيئة المناخ للحوار لكن قوى الثورة ترفض أي مشاركة للعسكر؟
= تهيئة خطوة إيجابية ونحن رحبنا بها، وهذا الذي طلبناه منهم ان يقوموا بتهيئة المناخ، وأخبرناهم اننا لن نجلس معهم قبل ان يطلقوا سراح المعتقلين ويوقفوا العنف الزائد وإلغاء قانون حالة الطوارئ، ثم نجلس بعد ذلك، لكن هل نجلس معه ونحن (كم وسبعين) وكل لديه رأي أم نجلس موحدين.
*متى ستجلسون ؟
= قبل أن نجلس لابد أن نجلس موحدين وموحد المبادرات والقوى السياسية، و ما قدم أمس الأول هو مجرد اقتراح.
*هل يمكن أن يسهم هذا الاقتراح في حل الأزمة؟
= بداية الخطوة هي أن يتوحد الجميع.