أحمد يوسف التاي : تاني تنزيل قيم الدين يا حسين

by شوتايم3

(1)

جاء في فقرة من فقرات الميثاق الذي وقعه تحالف التيارات الإسلامية “العريض” ما نصه : “من الأهداف التي نستشرفها من هذا الاصطفاف الحرص على تنزيل قيم الدين على جميع أوجه الحياة في شؤون المعاش والمعاد في شمول وتكامل”…. عبارة (تنزيل قيم الدين على جميع أوجه الحياة في شؤون المعاش والمعاد ) هذه ، أجزم أني قرأتها وسمعتها كثيراً في تصريحات وخطب الراحل الدكتور حسن الترابي ومعاونيه عندما كان معارضاً لحكومة الصادق المهدي في حقبة الديمقراطية الثالثة… وأجزم أني سمعتها وقرأتها أيضاً بعد استيلاء حزبه (الجبهة الإسلامية القومية) على السلطة في يونيو 89 عن طريق انقلاب البشير بعد الإطاحة بحكومة المهدي ، وأجزم أني سمعتها وقرأتها أيضاً لحظة المفاصلة الشهيرة بينه والبشير في 99 … وأجزم أني سمعت كثيراً عبارة (تنزيل قيم الدين) خلال الثلاثة عقود الماضية التي حكمت فيها الحركة الإسلامية السودان في الخطب السياسية وفي منابر المساجد، والسمنارات والندوات، ولم نقبض إلا الريح…

(2)

انتظرنا الحركة الإسلامية 30 عاماً لنشهد (تنزيل قيم الدين على أوجه الحياة ) على أرض الواقع، لكن للأسف الشديد (نزلوا) قيم أخرى لم نعهدها من قبل ولا علاقة لها بالدين ولا تمت له بصلة… شاهدنا الثراء الفاحش الذي ظهر حتى على فقرائهم، وشهدنا “التحلل” وإباحة القروض الربوية ولم نشهد تنزيل قيم الدين…. شاهدنا الفساد يستشرى حتى تبرأ منه الآباء المؤسسون (شيخ صادق ، والترابي)، ولم نشهد تنزيل قيم الدين… شاهدنا التهريب والتجنيب على أوسع نطاق والاستيلاء على المال العام وشتى ضروب السرقة بالأرقام في تقارير المراجع العام سنوياً ولم نشهد تنزيل، قيم الدين ، أما القتل والسحل و(الخازوق) واغتصاب المعتقلين ، فهذه قطعاً (قيم) تنزلت لكنها ليست من قيم الدين بل من المنكرات التي حاربها الدين…، ولا أريد أن أخوض في حوادث فردية حدثت من قيادات في نهار رمضان وفي مؤسسات دينية، ولا أريد أن أسهب في الحديث عن تلك النماذج المخزية ، فـ (خلوها مستورة)، فكل الذي نريده ونتمناه ألا يستخدم الساسة قدسية الدين واستغلالها سياسياً، فالدين أعظم وأجل من أن يوظف لأغراض دنيوية وسياسية…
الانتباهة
(3)

يا (إخوان) فضلاً تمهلوا والتقطوا أنفاسكم المتقطعة و(ختوا الكورة واطة)، وأعلموا أن المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين ، ليس هناك اعتراض على توحيد صفوفكم ولملمة شعثكم وتوحيد كلمتكم ، ولا بأس من تنظيم صفوفكم للدفاع عن أنفسكم وأفكاركم في إطار السياسة وألاعيبها وخبثها ومكرها ودهائها والصراع على السلطة فلا بأس في ذلك ، لكن فضلاً (أبعدوا لينا من الدين) فلا تستخدموه مطية كما فعلتم ثلاثين عاماً وأظهرتم البون الشاسع بين الواقع والشعار، فالدين قيم وبذور طيبة ثمارها الأخلاق … والدين عدالة واستقامة وطهر يدين وعفة لسان، والدين تجرد ونكران ذات وإيثار فهل فعلتم شيئاً من هذا، طبقوا هذه القيم في أنفسكم وأنزلوها في بيوتكم أولاً وحينها ستقتدي الرعية، والناس على دين ملوكها ، وعفوا يعف أتباعكم ورعيتكم… تلاتين سنة ما نزلتو قيم الدين عايزين تنزلوها كيف؟؟؟!!! الحكاية ما تنزيل ساي فاهمين…….الـلهم هذا قسمي في ما أملك..

نبضة أخيرة

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

Leave a Comment

4 × 2 =