العلامة الدكتور اسامة الأشقر يكتب:رحيل أميرة دارفور

by شوتايم2

 

 

 

وال FB IMG 1648235810373 FB IMG 1648235805538 FB IMG 1648235797925

 

 

 

 

والدكتور اسامة الأشقر اكاديمي وكاتب واديب ومن حفظة كتاب الله الكريم  فلسطيني الجنسية ويحمل الجنسية السودانية التي حازها إبان عمله أستاذا بجامعة الخرطوم قبل ربع قرن من الزمان كما تفضل ، عربي الهوية محب للترحال حسب ما لاحظت في سيرته الذاتية ،له حب خاص للسودان والسودانيين ،عمل بجامعة الخرطوم كما اسلفنا وقد شارك في العديد من المحافل الأدبية والعالمية  وشارك في السلسلة السودانية الرائعة أرض السمر،التقيته لماما إبان إقامته بالسودان فلمست فيه هذا الحب للمعرفة والموسوعية في العلم مع تواضع جم واريحية في التعامل ،له كتابات راتبة على صفحته بالفيسبوك ألفت نظر الأخوة الإعلاميين لمتابعتها لان معظمها تؤرخ لاحداث سودانية في تجرد علمي وجهد باحث ملم بما يكتب،خاصة عندما يكتب عن فترة تتلمذه على بعض كبار العلماء بالحرمين الشريفين ،كتاباته رصينة ومغرقة في التفاصيل المهمة للناس وبالاحداث ،لا تمل متابعته ولا يكتب  الا  بعد بحث وتمحيص فهو باحث قبل أن يكون أديبا وكاتبا

التحايا للأستاذ الدكتور اسامة الأشقر واتمنى ان اكون ألقيت ظلا يسيرا من سيرته الباذخة التي لا يتسع لها المجال،واتمنى ان اكتب عنه في مقبل الأيام ليتعرف عليه الزملاء الإعلاميين الأفارقة والعرب ويستفيدوا من علمه الغزير ومعارفه الموسوعية.

كتب على صفحته اليوم عن الميرم الراحلة حرم على دينار:

 

 

 

 

رحيل أميرة دارفور !
كان نبأً محزناً رحيل تلك السيدة الجليلة المعمرة التي كانت تحمل ذكريات آخر سلاطين مملكة الفور قبل ضمّها للسودان، تلك السلطنة العريقة القديمة التي كان لها شأن عظيم في حكم هذا الإقليم الواسع الغني بشعوبه وتراثه وثرواته، وهي السلطنة التي مكّنت للإسلام ونشرت علوم القرآن في وسط إفريقيا وأعالي النيل ووسطه وكانت قِبلة المسلمين من غرب إفريقيا ووسطها في هجراتهم ورحلة حجّهم وحفظت لنا تاريخاً منسيّاً غير مدوّن عن تلك الأمم التي حافظت على بقائها وثقافتها ودينها في ظروف صعبة قاسية.
رحلت الأميرة (الميرَم) حَرَم بنت السلطان علي دينار الذي اغتيل في عملية عسكرية بريطانية استخدمت فيها الطائرات والمدافع الرشاشة في السادس من نوفمبر عام 1916 بينما كانت هذه الفتاة الصغيرة في عمر سنة واحدة، ولم تحظَ بملاقاة أبيها ومعايشته، ثم عاشت في كنَف أخوالها دار زَغَاوة في الطينة قرب الحدود التشادية حيث إن أمها بنت السلطان دوسه سلطان الزغاوة، فالأميرة حرم شريفة النسب من أبيها وأمّها، وهي آخر الأولاد المباشرين للسلطان من بين نحو 125 ابناً وابنةً .
ولطالما نظرنا بتقدير كبير واحترام جليل لتاريخ هذه السلطنة في كسوة الكعبة وحماية الحجيج الأفارقة وخدمة القرآن والذود عن آخر معاقل الخلافة العثمانية.
وقد حظينا بزيارات متكررة إلى مجلس السلطان علي دينار وداره العامرة ومجلس قضائه في فاشر السلطان، وأضأنا بعض السيرة بتقريب صورة المكان في إقليم دارفور الجميل بجباله الخضراء وسهوله المدارية المتنوعة وصحرائه الساحرة، وكم تمنيت لقاء الميرم قبل رحيلها في ربَك بالنيل الأبيض للسلام عليها والتشرّف بلقائها.
بالغ العزاء للصديق العزيز سلطان الفور سعادة السلطان أحمد حسين أيوب علي دينار وأسرة السلطان وعموم قبائل دارفور، ورحم الله الميرم حرم رحمة واسعة.
د. أسامة الأشقر

Leave a Comment

تسعة عشر − واحد =