خبر مستفز في وقت غير وقته يفيد أن الرئاسة السودانية ،وتعني هنا حسب ما هو معروف كل شاغلي المناصب الدستورية بدءا من رئيس مجلس السيادة ،قد استقبلت الطائرة الرئاسية السودانية عقب صيانتها في دولة البرتغال، ولكن ما هو مستفز أكثر أن غياب طائرة الرئاسة الميمونة كان له أثر على أصحاب السمو لأنهم اضطروا اثناء غياب طائرتهم الخاصة الى استئجار طائرات قطرية وأخرى سودانية بغرض اسفارهم الداخلية والخارجية (سفر البن ….دق وحريق)
حقا أننا في زمن اغبر يحكمنا فيه أناس كأنهم ليسوا من صنف البشر،كيف لانسان عاقل رشيد ومسلم أن ينفق ملايين الدولارات على رفاهية اسفاره في وقت وصل الاقتصاد الوطني إلى الحضيض …..كيف له استئجار طائرة وبني جلدته يموتون بالجوع والعوز والمرض!كيف؟
هل هو عدم مسؤولية ام عدم احساس ام انعدام ضمير؟
والله العظيم لو كان في الرئاسة السودانية بشقيها المدني والعسكري رجل رشيد لقام ببيع كل وسائل الرفاهية بما فيها المئة سيارة موديل 2022 ووضع قيمتها لقاء شراء مواد تموينية للفقراء والمساكين، المؤلم أن المملكة العربية السعودية قدمت عشرات الآلاف من حقائب المواد الغذائية والان تستعد دولتا قطر وتركيا لتوزيع مئات الآلاف من أكياس الصائم في وقت تعود فيه الطائرة الرئاسية السودانية من الصيانة بالملايين من الدولارات …..الا ليتها كانت التونسية ،والتي لمن لا يعرفها هي سيارة نقل المساجين إلى سجن كوبر،ليتها تنقلهم جميعا إلى حيث ينتمون.
إن الوجع أكثر مما يحتمل والضبابية ارخت بسدولها على كل المشهد السوداني ،السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،لقد اختلط الحابل بالنابل وتم اخذ البرئ بجريرة المجرم وأصبح الشعب السوداني بكل عنفوانه عاجزا عن مجاراة الأوضاع آنفة الذكر وضاعت أعظم ثورة معاصرة ادراج الرياح ،ومع كل ذلك هؤلاء من هم على سدة الحكم لا هم لهم إلا توطيد أركان كراسيهم التي حازوا عليها على حين غفلة ،لك الله يا شعب السودان ،والله حتى وقت قريب كنت أظن أن هنالك ضوء في آخر النفق ولكن نسبة إلى الجمود واللامبالاة التي اكتنفت المشهد جعلتني أقل الناس تفاؤلا في حل قريب والله اعلم.
ثم ماذا بعد؟
إن متابعة الشأن السوداني اصبح من المبكيات التي ليس لها مضحكات ،والناظر إلى المشهد من الزاوية التي نطل منها نحن الإعلاميين والله يصيبه ما يصيبنا من ألم وحسرة تقود إلى ما هو أسوأ من الامراض والجنون ،أنظر اخي القارئ إلى الإعلام السوداني الآن وقد تحول معظمه إلى عسكر وحراميه، فكل جهة من جهات الفساد اتخذت لها مجموعة من التنابلة يسبحون بامرها، إلا الشارع الذي اصبح لا بواكي له إلا من رحم ربي من القابضين على جمر القضية وما اقلهم .