(1)
التاريخ لا يعيد نفسه – والصفحة التى تقلب يجب ان لا نعمل على اعادتها مرة ثانية.
الزمن لا ينتظر احداً – حتى لو كان (حمدوك).
لم يعد في اعمارنا مساحة لإعادة تجاربنا مرة اخرى – ليس في العمر سانحة لذلك.
مثلث السلطة الذي يتمثل في البرهان وحميدتي وحمدوك اعطانا نتيجة مخيبة.. لا تعيدوا الفحص مرة اخرى – لأن النتيجة سوف تكون نفس النتيجة السابقة.
لماذا نكرر تجاربنا (الفاشلة) بنفس (الاشخاص) والمعطيات وننتظر (النجاح).
علينا ان نمضي الى الامام دون ان ننظر الى الوراء.
على المستوى الشخصي على قناعة تامة برئيس الوزراء (السابق) الدكتور عبدالله حمدوك – ولكن على قناعة اكبر ان حمدوك لن يصلح ما افسده البرهان وحميدتي.
علاج الازمة السودانية ليس في (الاشخاص) او استبدال شخص بشخص او اعادة شخص او حتى اختراعه من جديد.
الازمة السودانية ازمة (منظومة) كاملة – علينا ان نبدل المنظومة كلها – لا سبيل بتجميلها.
الحلول (النصفية) في المواضيع الحاسمة غير مجدية – يجب ان نتبع الحل (الحاسم) لهذه الازمة وان كانت كلفته كبيرة.
ربما نحتاج للمزيد من التضحيات – قد نتعرض للمزيد من المعاناة ، لكن ذلك افضل من ان نتبع حل (مُسكن) و (مخدر) موضعي من جديد.
يجب ان لا نفكر في الراهن فقط – علينا ان نفكر في المستقبل. ملزمون بعد كل هذه التضحيات ان نسلم الاجيال القادمة وطناً معافى وطناً ديمقراطياً.
لا تمنحوهم وطناً (مشلولاً) يمشي بعكازة ونحن نملك ان نجعل الوطن يحلق بعيداً.
(2)
عندما شطب هيثم مصطفى من الهلال في عام 2012 واعتصمت بعض جماهير الهلال في نادي الهلال مطالبة بعودته من جديد للهلال – وضع هيثم مصطفى حداً لذلك بانضمامه للمريخ.
انتقال هيثم مصطفى للمريخ جعل عودة هيثم مصطفى للهلال مستحيلة – مع ذلك كانت هناك اصوات كثيرة في مجلس الهلال وفي الاعلام وبين الجماهير تطالب بعودة هيثم الكابتن التاريخي للهلال حتى بعد ان ارتدى شعار المريخ.
بعد ان انتصر هيثم مصطفى لنفسه وانتقل للمريخ قرر بعد الموسم الاول ان يترك المريخ واختار البقاء في منزله في الموسم الثاني له مع المريخ من ان يلعب له.
ذلك الامر جعل اشواق جماهير الهلال تعود من جديد لعودة هيثم مصطفى للهلال ظناً منهم ان خطوة هيثم مصطفى تلك وبقاءه في بيته تكفر له قرار انضمامه للمريخ.
كان هيثم مصطفى على وشك العودة من جديد للهلال – الحكومة السودانية اجتهدت في ذلك كثيراً – لكن لأن التاريخ لا يعيد نفسه لم يكتمل سيناريو العودة بالصورة التى اعد بها.
اغلقت الابواب امام عودة هيثم مصطفى للهلال ، بواسطة جهات مجهولة ، هكذا اراد القدر – ربما حدث ذلك بصورة تلقائية فقد فشلت كل محاولات عودة هيثم مصطفى للهلال رغم ان الشارع الهلالي كان يترقب ذلك وكان اللاعب قريباً من العودة بصورة كبيرة.
حتى وقتنا هذا ما زالت بعض الجماهير تتمنى ان يعود هيثم مصطفى من جديد للهلال رغم اعتزاله لكرة القدم.
هيثم لم يعد لاعباً – عاد مدرباً ، وقد يكون امامه فرص اخرى لخدمة الهلال من خلال مواقع اخرى في المستقبل القريب.
عودة حمدوك وأماني البعض الآن تذكرني بالأمانى (السندسية) التى كانت تسيطر على بعض جماهير الهلال لعودة هيثم مصطفى.
(3)
ابحثوا عن حلول اخرى – الحل الساهل ليس هو الحل الامثل.
لقد جربتم دواء (حمدوك) مع الداء الذي تعاني منه السلطة السودانية ولم يشف ما بنا.
بعد كل هذه التضحيات وهذا الصبر وتلك الثورة لا يعقل ان نكتفي بضوء في اخر النفق.
هذه مرحلة مضت.
الانتباهة
يمكن ان يكون حمدوك جزءاً من الحل – لكن ان يكون كل الحل فهذا غير مجد.
اسرة حمدوك نفت المزاعم التي تشير لعودته – يبدو انهم يستغلون اسمه من اجل ان يكسبوا المزيد من الوقت.
لا تمنحهم فرصة لذلك.
من خانوا حمدوك يفكرون في ان يعيدوه من اجل ان يخونوه مرة اخرى – فهم قد ادمنوا الخيانة.
(4)
بغم /
مشكلة السودان الحقيقية ان بعض الذين يفترض ان يكونوا في (كوبر) هم في (القصر) الآن.
مشكلتنا ان اعداء الثورة يتحدثون باسمها.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).