ألغت روسيا الضمانات الأمنية التي كانت قد إقترحتها على حلف (الناتو) والولايات المتحدة ،وأكدت الخارجية الروسية أن المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف (الناتو) بهدف وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة للحفاظ على الأمن في القارة الأوروبية لم تعد قائمة،وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في حوار مع القناة الأولى الروسية أمس (السبت): لا أستطيع القول إن المقترحات التي تحدثتم عنها لا تزال قائمة، لأن التوازن تغير جذرياً والوضع حالياً مختلف تماماً، والمهمة تكمن الآن في ضمان تحقيق الأهداف التي طرحتها قيادتنا قبل بدء العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، وهذه الأهداف أعلنت مراراً ومعروفة جيداً،وكشف سيرغي أن الإتصالات بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال مستمرة رغم التوترات الحالية:-
تهديد بالحرب العالمية
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة والحلفاء لن يقاتلوا روسيا في أوكرانيا، واصفاً هذا (السيناريو) بـ (الحرب العالمية الثالثة)، وقال بايدن إذا تحرك بوتين نحو شبر من أراضي (الناتو) فستكون الحرب العالمية الثالثة موضحاً وقوفه مع الحلفاء في أوروبا وإرسال رسالة لا لبس فيها، سندافع عن كل شبر من أراضي (الناتو) بالقوة الكاملة لحلف شمال الأطلسي ،وأضاف الرئيس بعد الإعلان عن عقوبات إضافية على روسيا لن نخوض حرباً ضد روسيا في أوكرانيا، الصراع المباشر بين (الناتو) وروسيا هو الحرب العالمية الثالثة، وهو أمر يجب أن نسعى بجهد لمنعه،وكانت تعليقات الرئيس أشد تحذيراً له حتى الآن، حيث سأل بعض الخبراء والصحافيين عن نوع التصعيد الروسي الذي قد يؤدي إلى رد عسكري أمريكي.
في المقابل إتهمت موسكو واشنطن بمحاولة فرض أجندة خاصة بها على المجتمع الدولي، رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطر إندلاع الحرب العالمية الثالثة في ظل الأحداث في أوكرانيا،وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن موسكو لم تتخذ أية خطوات ولم تدل بأية تصريحات يمكن تقييمها كتصعيد،وتابع: لم تحدث أمور من هذا النوع أبداً، لكن أرفع مسؤول أمريكي يتحدث علناً عن خطر الحرب العالمية الثالثة. يأتي ذلك في محاولة لإثارة الأعصاب وفرض أجندة خاصة بهم على المجتمع الدولي ككل، والأهداف التخريبية لهذا النهج واضحة لنا.
تسليح أمريكي لأوكرانيا
أفادت صحيفة (واشنطن بوست) بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبحث مع حلفائها الأوروبيين إمكانية تقديم مساعدات عسكرية إضافية إلى الحكومة الأوكرانية، منها منظومات دفاع جوي حديثة،ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس (السبت) عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن سلوفاكيا وبولندا ورومانيا في هذه المشاورات أبدت استعدادها لتقديم مساعدات عسكرية إلى كييف، على خلفية العملية العسكرية التي تجريها روسيا في أوكرانيا،وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحفيين إن الولايات المتحدة ملتزمة بإمداد حكومة كييف بالقدرات التي نعرف أن الأوكرانيين يحتاجون إليها ويستخدمونها على نحو جيد.
كما لفت المسؤول إلى أن بعض الدول في شرق أوروبا تملك أيضاً كميات محدودة من منظومة (بوك) المضادة للجو المعروفة أيضاً للجيش الأوكراني (وهذا هو السلاح الذي استخدم لإسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا عام 2014م).
في غضون ذلك، بعث مجموعة من المشرعين في الكونغرس أمس برسالة إلى بايدن طالبوه فيها بتسليم طائرات حربية منها مسيّرات إلى كييف، بالإضافة إلى مواصلة إمداد الجيش الأوكراني بصواريخ (ستينغر) المضادة للطيران والإسهام في تسليم (إس-300).
في السياق حذرت روسيا من أن قواتها قد تتخذ إجراءات عسكرية بغية منع دول أجنبية من تصدير أسلحة إلى الحكومة الأوكرانية،وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في حوار مع القناة الأولى الروسية أمس (السبت)، حذرنا الولايات المتحدة من أن تنظيمها لعمليات ضخ أسلحة من عدد من الدول (إلى أوكرانيا) لا يشكل خطوة خطيرة فحسب بل وخطوة تجعل من قوافل الأسلحة تلك أهدافاً عسكرية مشروعة (للجيش الروسي)،وذكر ريابكوف أن موسكو حذرت واشنطن من عواقب قد يجلبها إمداد أوكرانيا على نحو طائش بأسلحة مثل منظومات صاروخية نقالة مضادة للجو وصواريخ مضادة للدبابات، لافتاً إلى أن واشنطن لا تأخذ هذه التحذيرات الروسية على محمل الجد.
السلاح البيولوجي
كشفت روسيا أمام جلسة مجلس الأمن الدولي بعض الوثائق التي حصلت عليها روسيا تشير إلى تورط أمريكا في عمل المعامل البيولوجية العسكرية في أوكرانيا، حيث إقترحت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة اليابانية ناكاميتسو استخدام المادتين (5) و (6) من إتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والتكسينية لفحص المعامل البيولوجية في أوكرانيا، وأفيد أن الجيش الروسي نقل بعض موجودات المعامل البيولوجية الأمريكية التي سيطر عليها في أوكرانيا،بدوره كشف مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي أن فيروس كورونا (كوفيد-19) كان في مختبرات بايولوجية وبائية في أوكرانيا بدعم أمريكي ،موضحاً أن أسلحة بيولوجية أخرى نقلت من أوكرانيا إلى معهد (دوهرتي) في دولة أستراليا.
من جانبه قال عالم الأحياء الدقيقة إيغور نيكولين، إن الولايات المتحدة ربما استخدمت الطيور كوسيلة لنقل الأمراض الخطيرة إلى روسيا،ويرى نيكولين، الذي عمل في وقت سابق كعضو في لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالأسلحة البيولوجية والكيميائية، أنه لهذا السبب جرت تحت إشراف الأمريكيين، تجارب ودراسات حول ذلك في أوكرانيا،ووفقاً له، تدل الوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية، على أن بعض البحوث التي جرت في أوكرانيا تتعلق بفيروس إنفلونزا الطيور، بما في ذلك سلالة H5N1 ، والتي تعتبر الأكثر خطورةً ويمكن أن تسبب الوباء على مستوى عالمي،كذلك يجب تركيز الإنتباه على أنه تم في المختبرات الموجودة في أوكرانيا العمل لزيادة قوة العدوى المسببة للأمراض لدى بعض الميكروبات.
وأضاف نيكولين: وهذا يعني أنه من خلال أساليب الهندسة الوراثية، كان من الممكن التوصل إلى إنتاج سلالات قتالية، ليقوم الأمريكيون بنقلها عمداً إلى الطيور البرية ومن ثم توجيهها إلى أراضي العدو المحتمل، أي إلى روسيا.في وقت سابق، قال الفريق إيغور كيريلوف رئيس قوات الحماية من الإشعاع والأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الجيش الروسي، إنه تم بمشاركة مختبرات أوكرانيا، في إطار البرامج البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في (الناتو)، إنشاء مشروع لنقل الأمراض بمساعدة الطيور، التي تحلق فوق روسيا خلال تنقلها.
حصيلة الأهداف المدمرة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قامت بتعطيل (3491) من منشآت البنية العسكرية الأوكرانية منذ بداية العملية الخاصة في أوكرانيا حتى أمس (السبت) ،وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان له إن القوات الروسية استهدفت صباح أمس بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة عدداً من مرافق البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث تم تعطيل مطار فاسيلكوف العسكري جنوب العاصمة كييف والمركز الرئيسي للاستخبارات الإلكترونية الأوكرانية في منطقة بروفوري بشرق العاصمة ،وأضاف كوناشينكوف أنه خلال أمس الأول أسقط سلاح الجو والدفاع الجوي التابعين للقوات الجوية الروسية (5) طائرات بدون طيار في الجو، إثنتان منها من طراز (Bayraktar TB-2) إضافةً إلى صاروخ تكتيكي (Tochka-U)،وأصاب الطيران العملياتي والتكتيكي وطيران الجيش (145) منشأة تابعة للقوات الأوكرانية، بما فيها ثلاث منظومات صواريخ مضادة للطائرات من طراز (Buk M-1)، و(8) مراكز قيادة وتحكم ومراكز إتصالات، و (5) مستودعات للذخيرة ووقود ومواد تشحيم، و(78) موقع تمركز للمعدات العسكرية.
الانتباهة
وحسب البيان، فإن حصيلة الأهداف التي تم تدميرها منذ بداية العملية تضم (123) طائرة مسيرة، و(1127) دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و(115) راجمة صواريخ، و(423) قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و (934) قطعة من المركبات العسكرية الخاصة،وأشار البيان إلى أن قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بدعم ناري من الجيش الروسي واصلت عملياتها الهجومية، وفرضت السيطرة على بلدتين وحاصرت أخرى من جهة الشرق والجنوب، بعد أن تقدمت لمسافة تبلغ (9) كم، فيما تقدمت القوات الروسية على عدة محاور في دونباس لمسافة (21) كم،كما سيطرت قوات جمهورية لوغانسك على عدة بلدات مع تقدمها لمسافة (6) كم.