عدد من التحركات والاتصالات يقودها رئيس البعثة الاممية لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس والوسيط الافريقي محمد الحسن ود لبات أخيراً، لعودة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك، لرئاسة الجهاز التنفيذي، ضمن المشاورات الاممية والافريقية التي يقودها فولكر ولبات لحل الازمة السودانية، رغم رفض قطاع واسع من الشارع وتحالف الحرية والتغيير وتجمع المهنين عودة الرجل، الا ان قوى سياسية اخرى ترى ان وجوده في منصب رئاسة الوزراء مفتاح لحل الازمة الحالية وعودة السودان لحضن المجتمع الدولي.
أصوات رافضة
ولكن يبدو ان المكون العسكري بالمجلس السيادي والمبعوث الاممي والافريقي لا يعيرون اصوات رفض عودة حمدوك اهتماماً، وبدأت تلك التحركات تتضح جلياً بزيارة رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الى الامارات اليوم التي يوجد فيها رئيس الوزراء المستقيل، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان لزيارة بلاده.
ويتوقع ان يجري البرهان خلال الزيارة مباحثات مع قادة الإمارات حول امكانية دفع ابو ظبي مساعي المشاورات الاميية لحل الازمة السودانية التي من ضمنها عودة حمدوك, الى جانب التطرّق إلى القضايا الثنائية وسبل تعزيزها.
مساعٍ أممية
وفي يوم الثلاثاء الماضي رجح مصدر قريب من البعثة الاممية لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، ان تتضمن آلية التنسيق المشتركة بين البعثة والممثل الخاص للاتحاد الافريقي في السودان السفير محمد بلعيش، عودة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك.
وذكر المصدر لـ (الانتباهة) ان عودة حمدوك ستتم حال توافقت الأطراف السودانية على ذلك، دون فرض من البعثة وممثل الاتحاد الافريقي لدى السودان السفير محمد بلعيش، ولفت الى ان الخطوة تأتي ضمن مسار الحوار والخطوات الجارية من اجل التوصل الى توافق بين الفاعلين في المشهد السوداني لايجاد مخرج للازمة الحالية.
اتصال بـ (حمدوك)
وفي وقت سابق كشف قيادي بالحرية والتغيير مجموعة الميثاق الوطني ــ فضل حجب اسمه ــ عن مشاورات يجريها الوسيط الافريقي محمد الحسن ولد لبات بشأن عودة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك لرئاسة الحكومة، وتوقع ان يلتقي الوسيط الافريقي جميع الاطراف السياسية بما فيها المجلس المركزي للحرية والتغيير لبحث ذلك الامر.
وكان رئيس البعثة الاممية فولكر بيرتس قد افصح عن اتصالات يجريها مع رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك دون ان يكشف عن فحواها.
وفي مطلع يناير الماضي أعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تقديم استقالته رسمياً من منصبه، مؤكداً أن حل الأزمة في السودان لن يكون إلا بجلوس جميع الأطراف على مائدة المفاوضات، وأشار إلى أن الأزمة اليوم في البلاد سياسية في المقام الأول. لكنها في الطريق لتصبح أزمة شاملة، وأضاف قائلاً: (حاولت تجنيب بلادنا خطر الانزلاق نحو الكارثة، ونمر حالياً بمنعطف خطير يهدد ببقاء السودان كلياً).
منصب شاغر
ومنذ تلك الاستقالة ظل منصب رئيس الوزراء شاغراً، لاسيماً عقب فشل محاولة تكليف مدير جامعة إفريقيا العالمية في الخرطوم هنود ابيا كدوف لتولي رئاسة الحكومة، الذي اعتذر عن المهمة.
المحلل السياسي الرشيد ابو شامة قلل من التحركات لعودة رئيس الوزراء المستقيل مجدداً لمنصبه، معتبراً ان حمدوك ليست لديه مؤهلات قيادية لإدارة البلاد، لاسيما في الوضع الراهن، واردف قائلاً: (حمدوك ليس الرجل الذي يستطيع صناعة الاحداث، وإنما يريد اشياءً جاهزة ولقمة سائغة يعمل على اثرها).
تضحية بحياته
واكد ابو شامة في حديثه لـ (الانتباهة) ان حمدوك هرب في وقت كان السودان فيه في اشدّ الحاجة الى قائد حقيقي ينقذ البلاد مهما كانت التحديات التي يواجهها، وليس لشخص يقدم استقالته ويهرب للخارج، حتى ان ضحى بحياته.
ومضى قائلاً: (الطرفان المبعوث الاممي والافريقي حال عايزين إعادة حمدوك الا ان يجدها منهم جاهزة ويشوتها).
لكن ابو شامة عاد وقال ان الرجل نجح في عودة السودان الى المجتمع الدولي ومؤسساته، وزاد قائلاً: (حال تحسنت الامور ومضت الى الأفضل، وطّلبت عودته لاصلاح الوضع الاقتصادي، فهذا امر آخر).
غير مرحب به
فيما استبعد الاكاديمي والمحلل السياسي د. بدر الدين رحمة نجاح مساعي المبعوث الاممي فولكر بيرتس والوسيط الافريقي محمد الحسن ود لبات في عودة عبد الله حمدوك مجدداً، واكد ان الشعب السوداني لا يمكن ان يقبل عودته كما كان على شاكلة (شكراً حمدوك).
الانتباهة
وذكر رحمة لـ (الانتباهة) ان حمدوك اصبح غير مقبول وغير مرحب به من الشعب والاطراف السياسية، خاصة ائتلاف الحرية والتغيير الذي توافق على اختياره رئيساً للوزراء عقب سقوط نظام المؤتمر الوطني.
ورأى ان رئيس الوزراء المستقيل ليس رجل دولة او حتى لديه اية علاقة بالمنصب الرفيع، وانما شخص خدمته الجهات الخارجية، وفقاً لتعبيره.
وتابع قائلاً: (اختياره منذ البداية لم يكن موفقاً حتى تكون هناك مساعي اخرى لاعادته مجدداً لمنصب رئيس الوزراء، لاسيما في الظروف المعقدة التي يعيشها السودان).