أنباء متداولة عبر الوسائط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي عن هواجس لدى الحكومة ممثلة في قيادتها العسكرية تتعلق بإمكانية أن تقوم قوات الدعم السريع بالاستيلاء على السلطة بيد أننا هنا عبر هذا التقرير لن نتعرض إلى صحة هذه الأخبار لكننا سنتوقف في فرضية حدوث هذه الخطوة من الناحية العسكرية بصرف النظر عن عدم وجود أي نوايا حولها ، فهل قوات الدعم السريع بما تمتلكه من قوات وسلاح متعدد الأنواع قادرة على قلب نظام الحكم بعد الاستيلاء على المناطق العسكرية في الخرطوم
وهل هناك دول تريد أن يكون للدعم السريع دور اكثر في معادلة الحكم على حساب القوات المسلحة بقيادتها الحالية ؟ وهل هناك دول بالمقابل تريد أن يلعب جنرالات الجيش دوراً على حساب المدنيين وأي قوى موازية ؟ قد تبدو الإجابة على تلك الأسئلة من باب التكنهات، لصعوبة وجود المعلومات الموثقة حولها بيد أن الثابت هو أن الصراعات الإقليمية والدولية تلقي بظلالها على الأوضاع السياسية في القارة السمراء والدول العربية الأكثر فقراً .
الفريق محمد بشير سليمان بدا منزعجاً من تداول الأخبار المتعلقة حول نوايا قيام الدعم السريع بانقلاب عسكري وقال في معرض إجابته لنا عبر الهاتف إن الذين يروجون لهذه الأخبار تقديراتهم خاطئة إلا إذا ارادوا خلق فوضى خلاقة مشيراً بان فرضية نجاح انقلاب كهذا لا مكان لها من الواقع لعدة اعتبارات أهمها ان القوات المسلحة تملك قدرات لا يستهان بها من حيث الإمكانات العسكرية والقدرات النوعية في التدريب والكفاءة القتالية ، فضلاً عن ان هناك تحفظاً كبيراً حول الدعم السريع في القوات المسلحة بالنظر لوجوده حتى الآن كقوة موازية لم تنصهر بالكامل في منظومتها كذلك أيضاً هناك ضباط من القوات المسلحة منتدبون في الدعم السريع لا يمكن أن يقاتلوا ضدها ويضيف قائلاً إن الأهم من كل ذلك هو عدم قبول المجتمع السوداني بانقلاب من هذا النوع إذا افترضنا حدوثه جدلاً .
أسباب الترويج
يشير بعض المراقبين ان الترويج لفرضية انقلاب تقوم به قوات الدعم السريع لا ينفصل من حسابات استخبارية إقليمية ربما تريد أن تقيس بها مؤشرات الرأي العام حول إمكانية طرح بدائل في معادلة الحكم ، فيما يرى الفريق محمد بشير ان الترويج يشكل حرباً نفسية سياسية لها ارتباطات بمصالح ذاتية للبعض أو مصالح خارجية .
ويضيف الفريق بشير في تعداده للأسباب الإجرائية التي تجعل من حدوث انقلاب مزعوم من الدعم السريع أمراً مستحيلاً بالنظر إلى أن قوات الدعم السريع معظمها تتواجد في معسكرات خاصة بالقوات المسلحة وان القوات المسلحة بإمكاناتها الاستخبارية قادرة أن تحيط باي تحرك من ذلك النوع لتوفر إمكانية الاحاطة به بسهولة .
من أين نبعت الهواجس ؟
أشارت العديد من الوسائط الاجتماعية إلى ثمة ربط بين زيارة الفريق أول حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع إلى روسيا وانه جرت ثمة تفاهمات تحت الطاولة لها علاقة بمعادلة الحكم في البلاد سيما ان الزيارة تمت في إجواء ملغومة تحت دخان الحرب المشتعلة هناك إلا أن الفريق محمد بشير يرد قائلاً إن الزيارة تمت بتوافق مع الحكومة وكانت ممثلة فيها بوفد عال ويرى انه من حيث المبدأ ان التوجه إلى روسيا لا غبار عليه في إطار المصالح القومية للدولة بعيداً عن اي مصالح ذاتية قاصرة ويشير إلى انه تاريخياً فإن التعاون العسكري مع روسيا أو الصين كان ثراً واوضحاً جداً في تسليح الجيش عبر سنوات خلت .
ويعود ويؤكد ان على القوات المسلحة أن تنفي أو تؤكد الاخبار المتداولة حول انقلاب مزعوم للدعم السريع لأن ذلك من شأنه يشكل هواجس لا داعي لها وقلقاً حتى داخل المنظومة العسكرية التي تعي تماماً مقدراتها وواجباتها القومية تجاه أمن وسلامة البلاد .
الانتباهة
الطائرات المسيرة
وكان أحد المواقع الإسفيرية قد أشار إلى ان قوات الدعم السريع قد استوردت طائرات مسيرة وان السلطات قامت باكتشافها على حد قول المصدر إلا أن الفريق محمد بشير يقول إنه من الناحية العسكرية لا يمكن استخدام الطائرات في مدينة كالخرطوم مكتظة بالسكان كما أن قوات الدعم السريع تقريباً متواجدة فيها ، ثم يعود ويؤكد قائلاً ( إن إمكانيات القوات المسلحة ليست (هينة).
أخيراً
بعيداً عن صحة كل الفرضيات أو الاحتمالات العسكرية فإن قوى الثورة الآن في الشارع لن تقبل بديلاً للحكم المدني الديمقراطي غير ان المراقبين يرون ان تلك الخطوة تتطلب وحدة القوى الشبابية و السياسية بعيداً عن العصبيات الايدولوجيا وصولاً لتحقيق التوافق السياسي الذي يمكن أن يعيد المسار الديمقراطي للبلاد .