(1)
• سبق ان كتبت تحت هذا العنوان المقتبس من الفيلم السينمائي المصري (الناظر) لعلاء ولي الدين وحسن حسني واحمد حلمي الى جانب صاحب العنوان الكوميديان الراحل يوسف عيد الذي استطاع ان يضع بصمة في الدراما المصرية حتى في الادوار البسيطة التي قام بها في السينما او المسرح او التلفزيون وهو قادر ان يخطف الاضواء من بطل الفيلم وان كان دوره في الفيلم مجرد (كومبارس) يظهر في مشهد او مشهدين.
• اشتهر يوسف عيد في السينما المصرية بأنه صانع البهجة وصاحب اشهرالافيهات، والمواويل، وتميز عيد بشكله الكاريكاتيري وصوت قوي ومميز ادى به في الكثير من الافلام (مواويل) ساخرة ولاذعة.
• بقت عبارته التي تفوه بها في فيلم الناظر : “الأستاذ زكريا الدرديري مدرس رياضيات وفرنساوي لغاية ما يجيبوا مدرس فرنساوي” صالحة للاستعمال في تداخل الاشياء والتعدي على التخصصات.
• في الاسواق اذا وقفت امام (الكهربجي) يمكن ان يقول لك انه (نجار) اذا كنت تطلب نجاراً والعكس صحيح.
• في فيلم جعلتني مجرماً كان عيد الذي يقوم بدور حانوتي يردد ، “محسوبك المعلم عبده أجرني صاحب مكتب حانوتي الشباب و شعاره عزيزي العميل اختار تربتك بنفسك”. كذلك كان يقول لبطل الفيلم احمد حلمي “أضربك فين مفيش في وشك مكان” وهي عبارة يمكن ان تقولها الحكومة للشعب.
• في فيلم “آسف على الإزعاج”، جسد عيد دور بائع الأعلام ، وقال : “نفعنا بأي حاجة ربنا يسقيك من نار جهنم، ربنا يحرقك بجاز، ربنا يجعلك في كل خطوة بلاعة”. وهى دعوة مع طرافتها يمكن ان نطلقها على كل الفاسدين والقتلة.
(2)
• مازلت اقف عند بيان الفريق اول عبدالفتاح البرهان في 25 اكتوبر عندما اعلن عن حالة الطوارئ وحل مجلس السيادة ومجلس الوزراء ثم اعاد مجلس السيادة بعضويته (العسكرية) ورئاسته هو مع اضافات (مدنية) تبقى (عسكرية) اكثر من العسكر أنفسهم.
• البرهان في ذلك البيان ..شكا من وضع البلاد كما ذكرنا ذلك كثيراً وتحدث عن التراشق وقال ان حكومة حمدوك تعمل بدون مجلس تشريعي وبدون محكمة دستورية ومجلس للقضاء ومجلس للنيابة. وأعلن ان كل هذه الامور سوف تحسم في خلال اسبوع.
• مضى على انقلاب 25 اكتوبر اكثر من اربعة اشهر …وأصبح التراشق بالرصاص والغاز المسيل للدموع وتكدست الحكومة كلها بمجالسها ولجانها ووزاراتها وحكومات ولاياتها وقضائها ونياباتها وإعلامها وهلالها ومريخها في البرهان وحميدتي.
• حتى مجلس الوزراء والحاضنة السياسية فقدتها حكومة الانقلاب وأصبحت السلطة بصورة مطلقة (فردية) والحكم (شخصياً).
• شخص واحد هو الذي يقيل وهو الذي يعين وهو الذي يحل وهو الذي يشكل.
• البرهان يقيل والي الخرطوم ويعين احمد عثمان حمزة. من الذي اعطى البرهان هذا الحق الذي يمتلكه رئيس الوزراء حسب الوثيقة الدستورية.
• لقد جففوا هذا المنصب وألغوه ..ليبقى مجلس الوزراء بدون رئيس وزراء يقوده رئيس مجلس السيادة.
• التعددية الوحيدة في الحكومة اصبحت في الجيش والحركات المسلحة.
• نملك سبعة جيوش …بدون مجلس وزراء وبدون مجلس تشريعي وبدون محكمة دستورية.
• نحكم بالجيوش.
• حكومة البندقية والغاز المسيل للدموع.
• هذا الذي نحن فيه الآن يمثل ما جاء ذكره سلفاً : (الأستاذ زكريا الدرديري مدرس رياضيات وفرنساوي لغاية ما يجيبوا مدرس فرنساوي).
• لكن هل سيأتون بمدرس فرنساوي؟
• البشير في كل سنوات حكمه ، ومع قمعه وبطشه كان يمتلك مرجعية متمثلة في الحزب الحاكم الى جانب الجيش ..كان هناك مجلس تشريعي وان كان (صورياً) وكان هناك مجلس شورى وأمانة للحركة الاسلامية وكانت هناك محكمة دستورية وقضاء.
• لم يكن الحكم (فردياً) كما هو الآن. لقد اصبحت السلطة (برهانية) حتى النخاع.
(3)
• الشعب السوداني هو اكثر الشعوب في المنطقة العربية تفجيراً للانتفاضات والثورات ..وهو الاكثر وعياً وممارسة للسياسة …هل يعقل ان يدير بهذه الطريقة (الفردية)؟
• (الأستاذ زكريا الدرديري مدرس رياضيات وفرنساوي لغاية ما يجيبوا مدرس فرنساوي).
• السودان الذي تقف جامعة الخرطوم فيه منارة سامقة – قدمت العلماء ومدت كل التخصصات العلمية بأبنائها وكوادرها …ارض الحضارات والتاريخ الذي انصف المرأة قبل الميلاد وجعلها (ملكة) حينما كانت في معظم دول العالم الاخر مجرد (جارية)…لا يمكن ان يرتد بهذه الصورة؟
• البلاد تمر بمرحلة خطيرة ومعقدة .. لا يملك العسكر وحدهم القدرة على قيادة البلاد وإخراجها من هذا الوحل.
• لا يمكن ان يكون الخصم والحكم هو شخص واحد.
• المعارضة والحكومة.
• الشعب والسلطان.
• كل هذه الاشياء لا تجتمع في شخص واحد مها اوتي من قوة وحصافة.
الانتباهة
(4)
• بغم /
• استاذ رياضيات وفرنساوي وانجليزي وعربي وجغرافيا وتاريخ وكيمياء وفيزياء وأحياء وحاسوب وألفة كمان الى ان يأتي رئيس وزراء او حكومة منتخبة.
• امر غريب ان يتكوّن مجلس السيادة ومجلس الوزراء من شخص واحد.