في ختام شهر فبراير مليونية (ميثاق تأسيس سلطة الشعب).. الآلاف من المتظاهرين يصلون إلى القصر

by شوتايم3

ضمن سلسلة مليونياتها اختتمت لجان المقاومة بالخرطوم امس الاثنين (٢٨) فبراير، آخر مليونيات الشهر تحت مسمى (مليونية ميثاق تأسيس سلطة الشعب)، وتأتي دعوات لجان المقاومة وتجمع المهنيين بصورة متواصلة للتصعيد الثوري بهدف إسقاط النظام العسكرى والمطالبة بالحكم المدني الكامل، فيما حددت لجان المقاومة القصر الرئاسي وجهة لها، واطلقت موجهات المسارات للمواكب القادمة من مدن العاصمة الثلاث.

وتمكنت اعداد كبيرة من المتظاهرين من الوصول إلى بوابات القصر الرئاسي في الخرطوم بعد أن تجاوزت الحواجز الأمنية وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع، وعقب اشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة بدأت من منطقة السكة حديد، حتى تمكنوا من كسر كل الأطواق الأمنية واستطاعوا الوصول إلى محيط القصر الرئاسي، مرددين هتافات (الشعب يريد إسقاط البرهان).. (الشعب يريد إسقاط النظام) (الثورة ثورة شعب والعسكر للثكنات).

سقوط شهيد

وخرج آلاف إلى شوارع العاصمة ومختلف المدن للتظاهر، في وقت تصدت فيه لهم قوات الأمن قرب القصر الرئاسي في الخرطوم وقرب مقر البرلمان في أم درمان وغيرهما من المقرات، لتحتسب أم درمان شهيداً متأثراً بطلق ناري في الرأس مباشرة، وشددت القوات الأمنية الحصار على الثوار وسط إطلاق كثيف للرصاص، ومنذ القرارات الأخيرة للبرهان سقط أكثر من (80) شهيداً بجانب المئات من الجرحى وفقاً للجنة الأطباء المركزية.

رفض ومطالبة

لم تقتصر المواكب أمس على نطاق ولاية الخرطوم، بل شهد عدد من الولايات مواكب مماثلة داعمة للمحتجين أكبرها في مدينة ود مدني وسط السودان وحاول فيها المتظاهرون اقتحام مقر حكومة ولاية الجزيرة، وخرج المئات في ولاية البحر الأحمر في مواكب طافت شوارع المدينة منددة بالانقلاب العسكري، وفي السابع والعشرين من فبراير المنصرم أعلنت لجان المقاومة عن ميثاقها السياسي الذي جاء تحت مسمى (ميثاق سلطة الشعب)، وجاءت مليونية الأمس ايضاً تحت مسمى (مليونية ميثاق تأسيس سلطة الشعب)

وفي أم درمان تجمعت أعداد كبيرة في شارع الأربعين، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط البرهان وعودة الجيش لثكناته.

ويشهد السودان احتجاجات راتبة مناهضة لقرارات رئيس مجلس السيادة التي أصدرها في الخامس والعشرين من اكتوبر، وتأتي دعوات لجان المقاومة باستمرار رفضاً لتلك القرارات.

خطوة إلى الأمام

وقالت لجان المقاومة في بيان لها أمس، انها تختم بنهاية فبراير أمس شهراً جديداً من مسيرة النضال الوطني في وجه قوى الظلام والردة، التي أرعبتها شراسة وصمود هذا الشعب العظيم، وفق البيان، وأكدت انه مع كل خطوة يتقدمها الثوار تستحكم حلقات الثورة حول رقاب الانقلابيين لأن الشعب أقوى والمرجفون إلى الجحيم.

وتأتي مليونية (28) وقوى الثورة تخطو خطوة إلى الأمام بالإعلان عن ميلاد ميثاق لجان المقاومة بالخرطوم بعد شهور من عمليات الحوار والتداول وسط لجان المقاومة بكل الأحياء، ضمن جهود تنسيق مواقف القوى الثورية الحية المتمسكة بالتغيير الجذري بالمركز وولايات السودان المختلفة، والعمل على بناء تحالفها القاعدي الواسع وتحصين إرادتها الثورية ضد الاختطاف والتجيير، ولضمان جاهزيتها لاستلام السلطة الوطنية المدنية الكاملة ومراقبتها لتنزيل شعارات الثورة وتحقيق التحول الديمقراطي والعدالة والسلام في دولة المواطنة واستقلال القرار السياسي والاقتصادي، ولكسر الدائرة الشريرة للانقلابات العسكرية التي ظلت تنهش بلادنا كل مرة وللأبد.

انتشار ضعيف للدعم السريع

ووفقاً لشهود عيان فقد وصلت أكثر من عشرين عربة تاتشر وعربة كبيرة محملة بالعتاد العسكري جميعها تتبع للجيش، واستقرت في الناحية الجنوبية الشرقية للقصر، بجانب انتشار ضعيف لقوات الدعم السريع على محيط القصر، إضافة لاستمرار توافد الثوار للقصر.

وفي مواكب بحري واصلت القوات الأمنية قمعها المفرط في مواجهة الثوار، مطلقة وابلاً من عبوات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ووقعت إصابتان بطلق خرطوش، وتمت محاصرة الثوار بطوق أمني بمحيط القصر، إضافة للقمع الوحشي للثوار بشارع الشهيد عبد العظيم.

واستخدمت القوات الامنية الدوشكا لتفريق المتظاهرين من محيط القصر. وعبر ناشطون عن سعادتهم بوصولهم الى بوابة القصر وتداولوا صوراً من أمام بوابة القصر.

ومع انتهاء الوقت المحدد للمليونية وبداية انسحاب الثوار، فرقت الأجهزة الامنية المتظاهرين من امام بوابة القصر الجمهوري الجنوبية بعد ان وصلوها في مليونية (28) فبراير، وقامت باطلاق الغاز المسيل للدموع وملاحقة المتظاهرين وسط الخرطوم.

انتهاك وتعدٍ

وعقب استمرار القوات الأمنية في قمع المتظاهرين اعلنت لجنة اطباء السودان المركزية عن مقتل متظاهر في أم درمان برصاص حي في الرأس أدى إلى تهشم الجمجمة وتناثر أنسجة المخ.

وقالت اللجنة ان مواكب مليونية (28) فبراير تعرضت إلى قمع مفرط بالرصاص الحي من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.

واضافت اللجنة في بيان امس، ان المسعفين تحدثوا عن سقوط عشرات الإصابات أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، واكدت سقوط قنبلة غاز مسيل للدموع داخل غرفة العمليات بمستشفى الأربعين بأم درمان، في تعدٍ صريح وانتهاك لحرمة المستشفيات.

وأوضحت ان القوات تحاصر المستشفيات وتمنع التداوي، واعتبرته سلوكاً وحشياً وغير إنساني ولا يمت للشرف والنزاهة والأخلاق بشيء.

معركة مفتوحة

الانتباهة
وبحسب المحلل السياسي أحمد عابدين لـ (الإنتباهة) فإن موكب أمس لم يختلف عن المواكب السابقة، وقال انه في مرات عديدة وصل المتظاهرون لبوابات القصر ثم تفرقوا أو تم تفريقهم، وقال ان هذه المواكب تعبر عن مطالبها بالحكم المدني في ظل معادلة مختلة تماماً تنظيمياً وسياسياً واعلامياً، فالمعركة المفتوحة مع العسكر إعلامياً وعملياً تمنح المؤسسة الأمنية كلها شكاً دائماً في نوايا المتظاهرين، خاصة أن صوت تفكيك القوات المسلحة عالياً، وأضاف عابدين قائلاً: (داخل المواكب هناك تنافس بين الأحزاب وبين المجموعات المستقلة، ولها تأثير عالٍ في سير الأحداث، وأن ما يجمعهم فقط إسقاط العسكر في تكرارهم لـ (تسقط بس)، وهذا يضعفها ويشكك المواطن في هدفها)، وتابع قائلاً: (وسياسياً لا توجد رؤية متكاملة، بل خطاب حزبي لا بصيرة فيه ويفتقر للتحديث، حيث أن الأجيال الحالية لا يمثلها خطاب عمره ستين سنة وبلا جديد وبلا رؤية مقنعة، حتى إذا أدى لإسقاط النظام الحالي فإن البديل هو ائتلاف متشاكس لا يستند الى أرضية ثابتة)، مؤكداً أن هذه المواكب ستظل تحرث في البحر حتى يصيبها الإرهاق وتتجاوزها الأحداث، وستجد أنها لم تغتنم الفرص العديدة التي تم التعامل معها دون عقلانية، وأوضح قائلاً: (ملاحظتي أن معظم المتظاهرين صغار سناً وبينهم من هم دون الخامسة عشرة، وحين يتشرب أطفال هذا العنف في التعبير ضد مؤسسة كالقوات المسلحة، فإننا أمام مستقبل في مهب الريح، ويشكل قاضبون وملوك الاشتباك حركة شبه متمردة ويتوسع سلوكها العدائي، وهذا بالتأكيد مع مرور الأيام سيشكل تطرفاً وعنفاً ربما بينهم وكذا مع الأحزاب السياسية)، مناشداً الجميع اللجوء الى الحوار باعتباره المخرج الوحيد للحفاظ على الوطن.

Leave a Comment

15 − 5 =