تسيير مواكب مناهضة لها اعتقالات الناشطين ولجان المقاومة .. محاولة إطفاء حماس “الشارع” .!

by شوتايم3

صنعت لجان المقاومة التي تشكلت داخل أحياء العاصمة ومدن السودان الأخرى كلمة السر التي أسقطت نظام الرئيس المعزول عمر البشير بعد حكم دام لـ(30)عاماً ، لكن هذه اللجان ما أن طفت على السطح مجدداً بعد الإجراءات التي قام بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي ، لتقود الشارع ضد ما وصفته “بانقلاب البرهان” على الحكومة المدنية ، حتى بدأت سهام الاعتقالات تطول أعضاءها منذ أكتوبر وحتى الآن ، ليصل عدد المعتقلين من الناشطين ولجان المقاومة لأكثر من “68” شخصا ، الأمر الذي دفع تنسيقية لجان أحياء البراري الى تسيير موكب أمس بعنوان مواكب “الحرية” تنديدا باعتقال (٦٨) من الثوار والناشطين خلال الأسابيع الماضية وحملت التنسيقية السلطات الأمنية سلامة المعتقلين. وطالبت بإطلاق سراحهم .
سجون للاعتقالات
ويتوقع مراقبون أن تواصل السلطات حملة اعتقالاتها حتى إيقاف الحراك الثوري في البلاد ، سيما وأن لديها عددا من السجون خصصتها لهذه الاعتقالات مثل سجن سوبا الذي افتتح مؤخراً ، ويتسع لعدد كبير جداً من المعتقلين ، في وقت يرى فيه البعض أن الاعتقالات السياسية التي تتم وسط لجان المقاومة والنشطاء السياسيين لن تحد من الحراك الثوري ، لجهة أن حكومة الإنقاذ قد جربتها سابقاً ولم تجد نفعاً ، ويؤكدون أن هذه الاعتقالات سوف تزيد من الاحتقان ولا تؤثر كثيراً على الشارع الذي أعلن منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي رفضه لانقلاب البرهان ، ويقولون إن الاعتقالات ان تمت للبعض فان الباقي يحركون الشارع الى حين الوصول لمبتغاهم هو إسقاط البرهان .
أفق مسدود
ويؤكد المحلل السياسي د. معتصم أحمد الحاج أن الاعتقالات التي تتم للناشطين ولجان المقاومة لن تحد من الحراك الثوري ، وإنما تزيد الشارع حماساً ، لجهة أن المرارات في البلاد كثيرة والتحدي أكبر ، ويقول في حديثه لـ(الإنتباهة ) إن البلاد تعيش في أفق مسدود ، وبالتالي استخدام العنف وتلك الأساليب يؤدي إلى مزيد من الاحتقان ، ويذهب معتصم إلى أن المعالجات الأمنية لا تصلح للقضايا السياسية ، ويضيف قائلاً على أجهزة الدولة أن تعي أنها تتعامل مع جيل مختلف، جيل جديد وعقلية جديدة ، ويجب أن يتم التعامل معه بأسلوب جديد ، وليست الأساليب المجربة التي لا تؤدي إلى نتائج ، ويؤكد أن المعالجات التي تتم الآن من قبل السلطات خطأ ، ويشدد على ضرورة انتهاج أسلوب جديد ، يؤدي إلى انفتاح الأفق للمسألة السياسية في السودان .
أحزاب بلا قواعد
وحول لماذا تركت السلطات قيادات الأحزاب واتجهت لاعتقال لجان المقاومة والناشطين ، يؤكد معتصم أن قيادات الأحزاب ليست في الواجهة ، ويضيف قائلاً “: الآن الشعب في الشارع بلا قيادة ، وقيادات الأحزاب بلا قواعد ” ، وهذا الواقع الماثل الآن في السودان سيؤدي الى مزيد من التأزم للأوضاع ، ويشير إلى أن الأحزاب لها تجربتها السابقة ، وهي الآن لا تقود الشارع ولا تتحكم فيه ، ويؤكد معتصم أن الاعتقالات التي تتم الآن تؤثر كثيراً على سجل الحكومة في حقوق الإنسان ، ويقول الانتهاكات كبيرة ومتعددة ، ودائماً تتم من الطرف الذي يمتلك القوة ويعلم أنها سبيلة الوحيد لارتكاب مزيد من الانتهاكات بوعي أو بدون وعي .
حد من الحراك الثوري
ومنذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي ظلت السلطات تشن حملات اعتقالات واسعة على الناشطين وأعضاء لجان المقاومة والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ورصد ناشطون أكثر من 68 معتقلاً في الخرطوم معظمهم بدون أي إجراءات قانونية ، ويرى مراقبون أن الاعتقالات وسط لجان المقاومة والناشطين سيفقدها عددا من كوادرها النشطة والفاعلة ، الأمر الذي يمثل تحدياً لها في إيجاد كوادر بديلة تحرك الشارع ، ويرى المحلل السياسي أيمن حسن أن الاعتقالات التي ظلت السلطات تقوم بها تجاه لجان المقاومة والناشطين يمكن أن تحد من الحراك الثوري ، خاصة في اعتقال ” الرؤوس المدبرة” والمحركة للمظاهرات ، ويعتبر الاعتقالات في حديثه لـ(الإنتباهة) الحل الأنجع الذي اتخذته الحكومة لوقف المد الثوري ، ويؤكد أن الاعتقالات التي تتم لأعضاء لجان المقاومة والناشطين قد اثرت كثيراً على الحراك الثوري في المظاهرات الأخيرة ، التي تكون ناجحة بصورة كبيرة ، لجهة ان بعض الثوار المعتقلين لديهم خلفيات سياسية ، تعمل على استقطاب وتسييس لجان المقاومة غير المحزبين .
فلاش باك
أولى الاعتقالات بدأت منذ فجر الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي ، ومنذ وقتها ظلت السلطات تشن حملة اعتقالات واسعة لأعضاء لجان المقاومة والناشطين قبل كل مليونية يعلنون عنها، وفي السادس من نوفمبر شهدت البلاد اعتقالات تمت لكبار السياسيين وعدد من لجان المقاومة بعد إطلاق عدد من الوزراء المعتقلين غداة صدور قرارات 25 أكتوبر ، وفي السابع من نوفمبر 2021م اعتقلت السلطات في مدينة القضارف (14) شخصاً من أعضاء لجان المقاومة ، أثناء مشاركتهم في الموكب المركزي بالمدينة، وفي الحادي والعشرين من مايو الماضي أعلنت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تعرض عضو لجنة مقاومة الواحة عبد الرحمن محمد وعضو لجنة مقاومة الحارة (20) صالح دياب للاعتقال والضرب المبرح بحسب بيانها.وفي مدينة الحلفايا أعلنت لجان المقاومة في وقت سابق عن اعتقال العضو علي صالح بعد مليونية الثلاثين من أكتوبر الماضي في منطقة بحري المؤسسة .وقبل مواكب 24 يناير الماضي اعتقلت قوات عسكرية ، أربعة من أعضاء لجان مقاومة العشرة بالخرطوم واقتيادهم إلى مكان مجهول. وفي الخرطوم أيضاً اعتقلت قوات عسكرية المحامي بدر الدين آدم من مكتبه بسوق ستة القديم في مايو. وأعلنت لجان المقاومة بولاية القضارف، عن اعتقال قوات الانقلاب لعدد من الثوار خلال موكب 30 يناير الذي شهدته الولاية للوفاء للشهداء ورفض حكم العسكر.

الانتباهة

Leave a Comment

1 × 5 =