قتل متظاهر في الخرطوم حيث أطلقت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع على آلاف المحتجين على انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول والمطالبين بالعدالة والديموقراطية، وسط مؤشرات على تشدد الخرطوم إزاء الجهود الأممية.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انقلاب قائد الجيش في السودان الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، لا تهدأ التعبئة في السودان على الرغم من القمع الذي أوقع عشرات القتلى في صفوف المتظاهرين على امتداد ثلاثة أشهر، وفق نقابة أطباء موالية للقوى الديموقراطية.
وبعيد الظهر، خرج آلاف السودانيين مجددا في مسيرات توجهت نحو القصر الرئاسي في الخرطوم للمطالبة بتنحية العسكريين عن السلطة وبحكم مدني ديموقراطي في البلاد، فيما أطلقت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
وقتلت قوات الأمن السودانية الأحد محتجا كان يشارك في التظاهرات ضد انقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حسب لجنة الأطباء المركزية (نقابة موالية للمتظاهرين).
وبمقتل هذا الشاب البالغ 27 عاما والذي أصيب اصابة قاتلة “في الصدر”، يرتفع إلى 79 عدد ضحايا قمع الاحتجاجات في السودان منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر، وفق المصدر نفسه.
وينتشر الجنود المسلحون الذين يغلقون الشوارع والجسور والكتل الأسمنتية التي تسد مداخل القصر الرئاسي مقر الجيش والسلطة في الخرطوم.
ومع ذلك يواصل السودانيون احتجاجاتهم على الانقلاب الذي قاده البرهان ضد شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تشكلت عقب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019 بعد انتفاضة شعبية استمرت أكثر من أربعة أشهر.
وفي ولاية الغضارف (شرق) كما في ولايتي دنقلة وعطبرة (شمال) هتف المتظاهرون الأحد “العين بالعين” و”العسكر إلى الثكنات”، فيما حذرت واشنطن من أن استمرار القمع قد تترتب عليه “عواقب”. وقالت السلطات من جهتها أنها تحقق وأنها “صادرت أسلحة” الجنود الذين يظهرون في مقاطع فيديو وهم يطلقون النار من بنادقهم الآلية على المتظاهرين. ولكنها تؤكد عبر وسائل الإعلام الرسمية أنها لاتزال بحاجة إلى شهادات من المتظاهرين.
وفي مواجهة الضغوط الدولية، أعلنت السلطات أنها تحقق كذلك في ملف آخر وهو “السفارات التي لا تلتزم بالأعراف الدبلوماسية”، وفق وكالة الأنباء (سونا).
وعندما أعلنت الشرطة في منتصف كانون الثاني/يناير أن ضابطا برتبة عميد قتل طعنا بسكين اعتقل خلال ساعات شخص متهم بأنه مرتكب الجريمة.