الدكتور أشرف الطاهر الارقمي. من مواليد امدرمان ونشأ وترعرع بمدينة نيالا ونسبة لتنقل والده حسب وظيفته الحكومية تنقلت الاسرة في العديد من المناطق منها حلفا الجديدة وكسلا واروما وسنار وعطبرة.
وقد درس الارقمي في مناطق متعددة حسب ترحل الأسرة فقد كانت المرحلة الأساسية مدرسة عبدالله بن مسعود بأمبدة ثم مدرسة على بن أبى طالب بنيالا ثم مدرسة صهيب بن سنان بحلفا الجديدة ثم مدرسةكسلا الأهلية بمدينة كسلا ثم مدرسة ابو بكر الصديق بأمبدة أما الثانوية فبمدرسة امبدة النموذجية والمرحلة الجامعية فجامعة الرباط الوطني وجامعة امدرمان الإسلامية على مستوى الماجستير وكلية كامبريدج الدولية على مستوى الدكتوراة.
خاص شوتايم نيوز:
لماذا تعجلت في الخبرات العلمية رغم صغر سنك؟
العالم كله في تسارع فان لم تواكب سيتجاوزك الزمن في ظل الثورة العلمية والتكنولوجية.
حدثنا عن أهم هوايتك التي جعلتك متوثبا هكذا اكاديميا ومعرفيا؟
هوايتي المفضلة القراءة والاطلاع وبالطبع التجوال، فقد زرت تقريبا معظم ولايات السودان ما منحني ذخيرة طيبة من المعرفة والمعارف وهو ما قد يمنحني الثقة في نفسي لارتياد هذه الدروب الوعرة التي تسمى سياسة.
كشاب ما نظرتك لدور الشباب في بناء الوطن؟
دور الشباب ريادي بالرغم من الظلم الذي مورس عليهم في كل الحقب التاريخية فقد كان الشباب يستخدم كوقود لكل الثورات والأحزاب والكيانات والمؤسسات ولا يعطى حق القيادة ولكن بعد الوعي الذي تشكل في ثورة ديسمبر المجيدة انتهى ذلك الاستغلال وعرف الشباب دورهم الريادي ولن يسمحوا مجددا للنخب السياسية بالتسلق على اكتافهم.
وماذا عن الراهن السياسي؟
الظاهر في الراهن السياسي انسداد الأفق السياسي و ذلك كان نتيجة للتعامل الخاطئ مع مقتضيات الثورة من البداية فاطماع النخب السياسية في كرسي الحكم أعماها عن التعامل الصحيح مع الثورة فمنذ سقوط نظام البشير فلو ترك المجال للشباب لقيادة الفترة الانتقالية وتفرغ الأحزاب إلى الاستعداد لما بعد الانتقالية وهو الاستحقاق الدستوري (الانتخابات) لما وصلنا إلى هذا الحال ولكن إقصاء الشباب الذي مارسته قوى الحرية والتغيير هو ما أفضى إلى الاحتقان الذي يعيشه الشارع الآن والشعارات المرفوعة التي يراها البعض بأنها شعارات صفرية ولكن دعنا ننظر إلى الكوب من الجانب الممتلأ ولنفكك هذه اللاءات الثلاث (لا تفاوض لا شراكة لا شرعية) هذه الشعارات هي نتيجة طبيعية للأخطاء الجسيمة التي حدثت فلا تفاوض جاء نتيجة لما شاهده الشباب من التفاوض الأول الذي قامت به قوى الحرية والتغيير انابة عنهم وكان نتيجته مأساة فض اعتصام القيادة وإبعادهم عن المشهد السياسي ولا شراكة لما يشاهده الشباب الآن من عنف وتقتيل لإيقاف ثورتهم فكيف أشارك من يقتلني ولا شرعية بديهية لأنه لا شرعية لمن لم يفوض فلنفهمهم قبل أن نتفاهم معهم.
(مقاطعا)أفهم من كلامك أن الشباب يمكنه قيادة البلاد؟
اكيد فدول كبيرة استفادت من طاقات الشباب في إدارة الدولة كالنمسا وكندا وقطر فالشباب هم معاول البناء ومواكبين للثورة العلمية والتكنولوجيا الحديثة والعالم المتسارع فمن السذاجة أن ندير دولتنا بذات العقلية القديمة.
لكن يا دكتور الشباب لم يتقدم الصفوف لإدارة البلاد؟
هذا ليس صحيحا الشباب يطرح نفسه وبقوة لإدارة البلاد وعلى سبيل المثال لا الحصر شخصي الضعيف مفوض تفويضا كاملا من أكثر من 650 شاب تفويض مكتوب ممثلين ل60000 شاب لتمثيلهم في الفترة الانتقالية وانتهز هذه الفرصة لشكرهم على ثقتهم واقول لهم سأكون عند حسن ظنكم.
إذا أتيحت الفرصة للشباب لإدارة الدولة هل سيتخلى عن الأحزاب السياسية والسياسيين المخضرمين؟
بالعكس الشباب في حوجة ماسة للسياسيين المخضرمين فما خبروه من دروب السياسة وإدارة دواوين الدولة سيكون طاقة محركة لقيادة الشباب ويمكنهم القيام بمهمة التوجيه والتقويم من خلال المجالس الاستشارية والمجالس التشريعية وهو دور تكاملي لا يمكن الاستغناء عنه.
في رأيك ما هو المخرج؟
المخرج من الوضع الراهن يتلخص في الآتي: (تعيين رئيس جمهورية مؤقت وهو رئيس القضاء كشخصية مستقلة. وتشكيل حكومة كفاءات من الشباب لتهيئة المناخ للتحول الديموغراطي وتسيير دولاب ووضع خطة اسعافية لإنقاذ الاقتصاد السوداني وتحسين معاش الناس واستكمال هياكل الفترة الانتقالية بتشكيل المفوضيات وتشكيل المحكمة الدستورية و المجلس التشريعي بإتاحة فرصة عضو لكل حزب سياسي أو حركة كفاح مسلح ونسبة مقدرة لمستشارين قانونيين من وزارة العدل ونسبة مقدرة من المعلمين ونسبة مقدرة الأطباء ونسبة مقدرة للشباب ونسبة مقدرة للمرأة ونسبة مقدرة للإدارة الأهلية ونسبة مقدرة من منظمات المجتمع المدني ونسبة مقدرة من رجال الدين ونسبة مقدرة من المهندسين (شامل لكل التخصصات) ونسبة مقدرة من الباحثين الاجتماعيين ومدربي التنمية البشرية. ويتم تنقيح الوثيقة الدستورية وتقديمها للمجلس التشريعي الانتقالي كمسودة للدستور الانتقالي لاجازتها ومن ثم إعداد مسودة الدستور الدائم وعرضها للمشورة الشعبية وتنقيحها لعرضها على البرلمان المنتخب وتتفرغ القوات النظامية لأداء دورها في حماية الوطن والشعب والدستور.
و هل يمكن أن يتم أبعاد القوات العسكرية من المشهد السياسي وهل سيسلم الفريق البرهان السلطة ؟
لا يمكن لأن الدولة تدار بقوى الدولة الشاملة والقوات العسكرية مرتكز من مرتكزات قوي الدولة الشاملة المتمثلة في (القوة الاستراتيجية البشرية”الشعب” _القوة الاستراتيجية العلمية_ القوة الاستراتيجية الاقتصادية_القوة الاستراتيجية العسكرية ) ولا يمكن أن تدار الدولة بفقد أي مرتكز من مرتكزات قوى الدولة الشاملة. أما بالنسبة للفريق أول البرهان فهو يمكن أن يسلم السلطة لرئيس القضاء خلال 72 ساعة إذا وجد الضمانات لعدم المساءلة مستقبلا وهو المخرج السالك والمسار الاستراتيجي الآمن بالنسبة له ليرتاح من هذا العبء الثقيل.
إذا قدر لك أن تصبح رئيسا للوزراء فماذا ستفعل؟
أولا سأطبق استراتيجية الحب والتسامح فدائما ما يتحدث الساسة عن المصالحة الوطنية وهي في الحقيقة عبارة عن مصالحة سياسية ليس للمجتمع اي علاقة بها بالرغم من أن المجتمع هو المتوجع من السياسات الخاطئة والمناكفات السياسية وانسداد الأفق الذي أدى إلى أزمة معيشية تولد منها مهدد أمني ومهدد اجتماعي لذلك التسامح أولى الخطوات وسيكون لنا يوم نحتفل به كل عام يسمى بيوم التسامح السوداني ومن ثم وضع خطة اسعافية لتحسين معاش الناس بحيث تكون السلع في متناول اليد بالنسبة للمواطن السوداني وكذلك حل مشكلة المياه التي يعاني منها الكثير من من المواطنين بالرغم من أن السودان يعد من أكبر الدول التي تملك احتياطي من مياه الشرب وفي مجال التعليم سأهتم بالمعلمين وزيادة رواتبهم ومنحهم سلع أساسية من الدولة وتزليل كل الصعاب التي تواجههم حتى يتفرغ لصناعة أبطال المستقبل وسنقوم ببداية تفجير ثورة التعليم بإنشاء مدرسة لكل حي ولكل قرية وحتى الرحل ستكون لهم مدارس حيثما حلوا وحيثما رحلوا ومراجعة المنهج وفق المعايير العالمية لإخراج أفزاز متفردين وفي إطار العاملين بالدولة سنقوم بتطبيق استراتيجية التدريب والتطوير للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة المهنية وفي مجال الصحة إصلاح المستشفيات وتطويرها وتوطين الدواء والوصول إلى العلاج الداخلي بدون الحوجة للعلاج بالخارج وفي مجال الاقتصاد سأهتم بالاستثمار وسأفتح فرص الاستثمار وتسهيل إجراءاته خاصة للمستثمر الوطني وعقد شراكة بينهم والشباب لتفجير ثورة المشاريع الإنتاجية والصناعة التحويلية لزيادة الدخل القومي الذي سينعكس إيجابا على معاش الناس وفي مجال السلام ساحافظ على مكتسبات السلام وسأواصل استكمال السلام وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة والحراك في مجال السلام الاجتماعي وفي مجال السياسة الخارجية ستكون متوازنة وفق مصلحة السودان وفي مجال الرياضة سندعم المنتخبات والرياضيين لرفع اسم السودان عاليا فالرياضة الآن هي الآلة التي توصل رسائل قوية في العالم وساقيم أول مؤتمر من نوعه وهو المؤتمر الاستراتيجي لصياغة الحلم الوطني المشترك وهو رؤية سودانية لخطة استراتيجية تضع السودان في موضعه الطبيعي الريادي وفي مجال الأمن سنسعى لأستباب الأمن والذي ستسهم فيه التنمية المستدامة اسهاما كبيرا.
نترك لكم لحن الختام؟
انا اختم برسالة واضحة لكل الشعب السوداني :ارجوكم ارجوكم تساموا جميعا فوق الجراح ،فجراح الوطن أصبحت على كامل جسده والاجيال القادمة في حاجة ماسة لتعلم لغة التسامح والتعايش وليس لغة السلاح والتشاكس وهم في أمس الحاجة لان يستلموا منكم وطنا منتجا شامخا لا وطنا مثخنا بالجراح فتعالوا جميعا لنحقق هذه الغاية
والشكر للأخوة طاقم شوتايم نيوز.