بيت الشورة
عمر الكردفاني
اسديتهم نصحي بمنعرج اللوى
امس الأول وقبل يوم من مليونية التاسع عشر من ديسمبر كنت قد قدمت تحليلا سياسيا لما قبل المليونية اختصرت فيه كما ستشاهد عزيزي القارئ سيناريوهات المليونية ولكني ركزت على امرين ،الأول هو احترام المؤسسة العسكرية واعني بها قواتنا المسلحة والتي ليس لها هم سوى الدين والوطن وقلت بالحرف إذا رفعتم شعار الدين والوطن فلسوف تلتقون مع قواتكم المسلحة في نقطة ما ،قد تكون هذه النقطة قريبة أو بعيدة ،إلا أن قادة المظاهرات وكعادتهم في حرق المراحل بدأوا مباشرة بعناق العساكر والصعود على الدبابات ولكن على طريقة المنتصرين وليس طريقة المنحازين أو المشاركين، وهذا الأمر ارسل رسالة سالبة للمخابرات التي عزلت أو بالأحرى سحبت قواتها الموجودة على البوابة الجنوبية للقصر ودفعت بقوات ذات عقيدة مرتبطة بالسيد القائد العام للقوات المسلحة سواء أن كانت عقديا أو جهويا أو حتى ولاءا شخصيا فبردت حرارة اللقاء مع الثوار ومن ثم كما صرحت لمن كانوا معي من المتابعين دفعت بقوات مكافحة الشغب التي اعملت آلتها المعروفة على الظهور العارية فحدس ما حدس.
ثانيا وهو الأمر الأهم الذي اريد ان انبه إليه أن العسكريين ما زالوا يحملون في صدورهم بعضا من الألم من الكلام الخادش الذي وجهه لهم بعض قصار النظر من الثوار سواء أن كان ذلك مباشرة أو عبر الميديا وحتى بعضا من حديث التلفزيون الرسمي ،وهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من المعالجة قبل أن يمحي من صدور هؤلاء الرجال ،أي أن التهدئة التكتيكية واجبة على الأقل ستة أشهر يمكن للثوار خلالها تجميع صفوفهم وتغيير نبرة حديثهم عن قواتنا النظامية وإقامة الندوات لشرح أهداف الثورة ومبادئها، ومن بعد ذلك يمكن الترتيب لمليونيات حقيقية ينضم فيها الجيش إلى الثوار وتحدث الثورة التي نرجو إن شاءالله
ثم ماذا بعد؟
يتهمني الكثيرون بانني استقي معلوماتي من جهات عليا لذا يأتي التحليل السياسي حاملا بين طياته امورا تحدث مباشرة بعد بث الفيديو ،وانا هنا لست مطالبا بالتوضيح ولكني فقط اقول للجميع أن قراءة افكار الساسة السودانيين يسيرة جدا فقط عليك أن تركز على ما بين السطور وليس السطور المكتوبة ذاتها وبالتالي التركيز على لحظات الخروج عن النص أثناء إلقاء خطاب رسمي،والله اعلم.