تجربتي المتواضعة مع الاخ والزميل سيف الدين حسن كانت حينما اقترحت عليه إن يقدم حلقات من برنامجه الشهير أرض السمر من أعلى قمة جبل مرة ،لم يتوانى في الحاقي بالتيم الذي سبقني إلى دارفور ،من كأس إلى زالنجى فالجنينة والطريق أمامنا سألك لاننا لم نجد أحدا لا يعرف برنامج أرض السمر ولكن المفاجأة كانت حينما صعدنا أعلى قمم جبل مرة المأهولة(سوررونق) بعد أن تجاوزنا جد الجبال(أوا فوققو) ،فعندما عجزت السيارات عن الصعود صعدنا راجلين إلى قمة سوررونق حيث وجدنا مقدما بالقوات المسلحة فاجأنا بالترحاب ….يا ناس أرض السمر والله انا قبل أيام كنت أشاهد الحلقة الفلانية…..اتصلت بعدها بالأخ سيف لاقول له نحن لم نكن نقدم أرض السمر للناس بل لقد شق البرنامج الانيق طريقه وسبقنا إلى قلوب الناس.
وللمخرج العالمي سيف الدين حسن طريقة مميزة للتخطيط لاعماله،يدير العمل بطريقة استراتيجية قلما تجدها عند مبدع ،فالمبدعون يعملون بطريقة الهالة…اي يكون هو مركز العمل لذا فبغيابه يتأثر العمل سلبا في الغالب وايجابا احيانا ،إلا أن سيف الدين يجعل من كل موظف أو زميل معه مركزا للعمل في جزئية يكون هو محتفظا بمكانها بالضبط في ذاكرته ،ويحاول بالتالي الربط بين الخيوط بعصها ببعض مع الوضع في الاعتبار أن قطعة أو قطعتين من مكعبات الإبداع قد تكون خارج اللعبة مؤقتا أو نهائيا فيكون الخيار التالي جاهزا، نعم يثق فيك ثقة عمياء ولكنه يكون متابعا لك من أجل المساندة فيستطيع تقديم يد العون في الوقت المناسب دون أن يحسسك بالتقصير،له قدرة فذة في جمع المبدعين حوله،هل تحدثنا عن المال؟هذا هو الثابت الوحيد الذي لا ينقصك ابدا ما دمت تعمل مع سيف الدين حسن ليس كرما فقط بل هو يعتبر أن المال ضروري جدا للعمل فيوفره لك بلا حساب حتى لتجد نفسك مدينا ،إلا أنه لا يجادلك ما دام الأمر قد تم والمهمة انتهت على أكمل وجه
هي كلمات قد تغضب اخي وصديقي سيف مني لاني أخرجت بعضا من أسراره ولكنها الحقيقة التي أبوح بها بين يدي فوزه المستحق بحائزته السادسة عشرةعالميا واقليميا والحادية عشرة من مهرجان تونس
،وقد فاز في مهرجان تونس في دورته الحادية والعشرين عن الفيلم الوثائقي ….البجا ….من البحر إلى النهر،والفيلم الذي اهداه سيف الدين إلى البجا جاء في وقت مثالي لرد الاعتبار لأهلنا في شرق السودان عامة وهم يقفون صفا واحدا من أجل مطالبهم العادلة،وسيف الذي ابتدر الفوز العالمي باسم السودان فاز في الدورة السابقة بفيلم (النيل …..سليل الفراديس)وهو اول فيلم وثائقي عالمي ينسب النيل للسودان وقد احتفت به الاوساط الثقافية من منبر سونا حيث قلت في كلمتي حينها:يجب أن يتم تأميم الاخ سيف الدين حسن ويصبح من مؤسسات الدولة واملاكها حتى يقدم المزيد من الإبداع
و قد قدم سيف الدين هذه الكلمات رقيقة بين يدي هذا الفوز:
:……….:توجت للمرة العاشرة
في المهرجان العربي بتونس
وهذه المرة في دورة المهرجان الحادية والعشرين عن الفيلم الوثائقي (البجا من البحر الي النهر)
واهدي هذه الجائزة الي أهلنا البجا في شرق السودان وهم يناضلون لاجل قضيتهم العادلة
كما احي فريقي الفني الذي ساهم وسهر معي
لانجاز هذا العمل
وشكراااا
للا ستاذ لقمان احمد المدير العام للهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون الذي تكرم باستلام الجائزة انابة عنا
وتحية وتقديرلاهلي ولوطني العظيم السودان الذي مثلته في محافل ومهرجانات عديدة و شكراااا لله صاحب الفضل والمنة من قبل
ومن بعد
:
سيف الدين حسن