أعجبني وأضحكني استشهاد الاخ حسن اسماعيل ببيت المتنبي في هجاء كافور : ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ليضحك ربات الخدور البواكيا فمن تراه يصدق مسرحية وجدي صالح الهزلية الشبيهة بالطبخة النيئة التي سلقها الشيوعيون حول محاولة اغتيال حمدوك بغرض استعادة شيء من شعبيته المتآكلة؟! حسن اسماعيل دهش وانا اكثر اندهاشاً ان يكشف بيان وجدي عن انه يتلقى، عبر عمله في لجنة، حراسة توفر له من حر مال الشعب السوداني المغلوب على امره .. الامر الذي يعني انه يتمتع بمخصصات وفارهات وما خفي اعظم ..فكم غيره من عطالة قام من نومو لقى كومو يتقلب في النعيم القحطي المجاني؟! الم اقل لكم إن قحت احدثت اغرب هيكل للحكم في التاريخ وان هناك (ناس ساكت) منحوا مستوى غريباً من السلطة يعلو على الوزراء بل على السلطات الثلاث، تنفيذية وتشريعية وقضائية؟! اما فهمتم لماذا يعاني الشعب جراء ذلك الفساد المقنن من ضائقة معيشية لم تحدث منذ العهد الاستعماري؟! ثم اما رأيتم كيف يتطاول مناع رغم ملفاته الداخلية والخارجية، كيف يتطاول ويتهم البرهان وحميدتي ورئيسة القضاء والنائب العام الذي يريده تحت إبطه مؤتمراً بأمره رغم انه ظل يتغاضى ويسكت عن كل جرائمه؟! نرجع لوجدي والضحك يكاد يشرطنا لنقول : مخير الله.. حتى وجدي بقى عندو حراسة وخدم وحشم!!! وقال المتنبي : وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا نقول لذلك الشاعر الفحل إن مصر ما عادت مضحكة كسودان اليوم الذي تسوده قبيلة القحط والجوع والفقر والمرض والفساد المقنن.. حكومة يتسيدها وجدي ومناع ويتصرفان كأنهما امتلكا السودان بشهادة بحث! اصدق القصة المتداولة في الاسافير حول البكاسي التلاتة التي قال بيان وجدي إنها وقفت امام داره ثم هربت عندما اكتشفها الحرس! تقول القصة : (بتاع البقالة الجنب بيت وجدي صالح قال إنو الناس السايقة تلاتة بكاسي ديل جايين من المناقل ولابسين سديريات وملفلفين شالات وعمم من البرد سايقين بكاسي ، واحد موديل 2016 والتاني 2002 والتالت 81 ، المهم وقفوا جنب البقالة وسألوه عن مستشفي فضيل لأنو عندهم قريبهم راقد فيها! دي كل الحكاية. وجدي صالح لم يفوت الفرصة لنجر مسرحيته العبثية فخرج بقصة استهدافه التي بنى عليها بقية السيناريو ليطالب (ببل) المؤتمر الوطني وادراجه في قائمة الدول الراعية للارهاب! غايتو لجنة ازالة التمكين اظهرت مقدرات فائقة لوجدي واقترح على صديقي القديم (ايام ثورة الدراما) محمد نعيم سعد ان يفيد منها عندما ينفض سامر القحاتة ويعود وجدي الى المجهول الذي كان قابعاً في سراديبه المظلمة. صدقني يا وجدي ويا مناع انتما من اكبر داعمي الثورة ضد قحت، فبالرغم من الأذى الذي تلحقانه ببعض الأطهار سجناً ومصادرة للممتلكات وشيطنة وتشهيراً امام الاعلام فان الحرب التي شننتماها على قحت ونظام حكمكما اعظم واكبر بكثير ، فمن غيركما اشعل القضارف وبورتسودان وسنار وشندي والمتمة والجزيرة والنيل الابيض ولسسسسسع ، ضد حمدوك وشيوعييه وقحاطته؟! لذلك تبارى الكتاب في وصفكما بالصديق الجاهل الذي يخبط كالعشواء تماماً كما يفعل ديك العدة! لذلك لا تفتعل يا وجدي تلك المسرحيات البايخة التي لن يصدقك فيها الا مخبول ، ذلك أن خصومك اعقل من ان يؤذوا نيرانكم الصديقة التي تعمل لصالحهم! الاعجب والاغرب ان يخرج علينا عرمان بتصريح مماثل يقول فيه : (احمل اجهزة النظام السابق اي شيء يصيبني)! لماذا يا رجل تستهدفك اجهزة النظام السابق وهم الذين صبروا على بلاويك وحربك الشعواء التي ارتكبت خلالها قبل نيفاشا من الجرائم ما يشيب لهوله الولدان ، بل صبروا على مؤامراتك خلال الفترة الانتقالية بعد نيفاشا والتي نافست فيها على منصب رئيس الجمهورية؟! ثم هل تأذوا منك الان بعد الثورة ام من اتباعهم وتلاميذهم القدامى الذين تآمروا عليهم وانتزعوا ملكهم وزجوا بهم في السجون وفعلوا بهم الافاعيل؟! لعلك تعلم أن معظم العاملين في ميدان السياسة خاصة ممن عملت معهم في الجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال (الحلو) وناس عبدالواحد محمد نور وحتى حركتك الشعبية عقار.. كلهم لا يطيقونك ولا يثقون بك ويكفي تصريح اللواء جلاب الذي اتهمك قبل يومين بالتغول على صلاحياته وسلطاته وعلى اتفاق جوبا ، ولولا شيء من الحياء يتمتع به زولك عقار لما صبر على نزقك فتاريخك مليء بالمخازي.. ولذلك فاني انصحك بالكلام العديل بدل اللولوة وبتوجيه الاتهام الى من تعلم مشاعرهم نحوك ، بدلاً من التواري خلف تهم جزافية تطلقها في الهواء خوفاً من مناخ مكفهر يتربص بك وينظر اليك شزراً ، ولو كنت مكانك للزمت الصمت او لاعتزلت السياسة التي لم تحصد منها غير الخيبات جراء الاذى الذي الحقته بنفسك وببلادك على امتداد تاريخك السياسي المحتشد بالدماء والدموع. اقول لوجدي وعرمان وحتى حمدوك الذي نجر له الشيوعيون مسرحيته الكوميدية حول محاولة الاغتيال : فتشوا لكم عن حيل اخرى تخرجون بها من المأزق الذي تتقلبون في مستنقعه الآسن ، فالحكاية قربت والايام دول وقول الله نافذ : أنه لا يحيق المكر السيء الا بأهله.
الانتباهة