قوات السلام السودانية القومية
تاريخ من النضال سطرها الكثير من الابطال……
والشمس ترسل اشعتها الذهبية مؤذنة بالغروب ،وأشجار المهوقني العملاقة تكاد تحجب ذلك الضياء الشحيح كنت على موعد مع أروع مغامراتي كمقاتل ،كان ذلك بمدينة راجا الوريفة وكنت أمني النفس بالسفر إلى مدينة واو ومنها إلى الخرطوم جوا للحاق بمواعيد التقديم للجامعات فقد كنت قد امتحنت وظهرت النتيجة وكنت من الناجحين بحمد الله ،لذا وجب علي ان أفي بنذري في اللحاق بوحدتي في واو ثم السفر إلى الخرطوم.
لم يكن هنالك اي طوف عسكري رسمي في طريقه إلى واو من راجا، في ذلك الغروب الشفيف سمعت ان طوفا تحرسه قوات السلام السودانية القومية في طريقه إلى واو(الطوف هو مجموعة من الشاحنات المدنية التي تحمل البضائع وتحرسها قوة عسكرية نظامية إلى أن توصلها إلى وجهتها)،استعطفت المقدم نور الدين أو (القرصان) كما يحب ان نناديه بأن يأذن لي في الذهاب مع طوف قوات السلام فقال لي بالحرف:انتم غاليين جدا علينا ولولا ظرفك المقدر لما سمحت لك بمرافقة هذا الطوف،ولم يكن يظن أنني سأكون احد الذين سيقومون بقيادة الطوف إلى بر الأمان ،
تحركت السيارات والتي كانت حوالي الاثنتي عشرة شاحنة محملة بالمؤن الغذائية ،إسماعيل قائد السيارة الفيات هو من اخترته ليكون في مؤخرة الطوف اي يقوم بمقام الدبابة ،في أول محطة بعد راجا وهي محطة منقايات طلبت من الاخوة في قوات السلام ان يجمعوا قوتهم والتي وجدتها لا تزيد عن الفصيلة اي ثلاثة وثلاثين فردا،وفي غمرة دهشتي بقلة عدد القوة اذا بي اتفاجأ بمن يقول لي :تمام سعادتك القوة جاهزة،لم اتردد رغم أن رتبتي وخبرتي هي الأقل تقريبا في المجموعة الا ان حداثة تخرجي مع انتمائي للقوات المسلحة منحاني هذا الشرف فلم اتردد في استلام الراية
قدمت محاضرة مؤجزة وقمت بتقسيم القوة إلى مقدمة ومؤخرة واجنحة ،معظم الأسلحة كانت نصف آلية (أبو خمسة) قليل من أولئك الاشاوس يتسلح بالبندقية الكلاشينكوف الشهيرة،كنت احمل أقوى سلاح في الطوف….البندقية g3او كما نسميها (جيم ثري)
نمنا ليلتنا تلك في منقايات وتحركنا صباحا تحت زخات المطر ،رحلة كانت شاقة ومرهقة الا انها جد رائعة وسط الخضرة وجمال الطبيعة والأشجار الشاهقة التي تكاد تلثم السحب ، اليوم الثاني كان مقيلنا في ديم زبير وما ادراك م ا ديم زبير تلك المنطقة التاريخية بكل عنفوانها وآثارها الباقية والتي تحولت إلى اطلال تحكي قصص من تاريخ السودان،ثلاثة أيام بلياليها ثم كنا في خور قنا حيث طاحت إحدى الشاحنات ولكني عندما وصلت مكانها كان الاشاوس قد رفعوها واعادوا البضاعة إلى سطحها.
وهكذا مرت خمسة أيام فإذا نحن في مدينة واو الساحرة،فارقت اشاوس قوات السلام السودانية القومية جسدا ولكني انضممت إليهم روحا…..وتلك قصة اخرى،كيف انضممت إلى قوات السلام ولماذا….
عميد :عمرمحمد علي
الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية القومية