*ولما تغيب عن الميعاد*
__________
*بقلم✍🏾محمدعكاشة*
____________
غداة رحيله كتبت أعتزي لفقده بمقالة بعنوان إمرأة من وراء محمد وردي:-
(وقتها.. قبل خمسة عشر عاما أخرج من مباني كلية الموسيقي والدراما(عصرا بدري ) الى الكلاكلة.
الميدان الفسيح أمام البيت الكبير له قصة وحكايات يرويها البسطاء والمساكين فى شهر رمضان.
كانت تنتظره..أكبر أولادها وأصيحابه بصينية الغداء ووجهها طلق وثغرها بسام ثم هي تستجيب لاسئلتي عن الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهى التي كانت برفقته قريبا من سبعين عاماً ترقبه فى (مواسم الشوق الحلو ) وفى ( الأعياد.. وفي أحزان عيون الناس ) دون ملال.
كان حديثها عنه ببيتها الذى قضيت به أياما عديدة حديثا مدهشاً .
تلك الونسه = وهى لاتتحدث كثيراً = صارت حواراً مصوراً لصحيفة(الصباحية ) التى كلفني الأستاذ محجوب عروة أن أكون مديراً لتحريرها برئاسة الصديق الاستاذ نبيل غالي وكان يوصينا أن نجعل منها ساحة للخير والجمال.
ثم…
صورتها = السيده= وحفيديها التوأم (نهاد ونصار ) يتصدرون الصفحة الأولي.
صورة لامرأة كانت عبر السنوات من وراء كل ذلك الجمال في روعة سجر الأسطورة.
الحديث عن محمدوردي..يبدأ ولا ينتهي.
الإعلامي علم الدين حامد حزين وقد هاله الفقد العظيم.
يبكي ويجتر الذكريات يوم أن أخذه محمدوردي من بيته ليقعد اسبوعاً بحاله فى ضيافته بفندق قصر الصداقة وهو يشهد توقيعاته وهو يستعد لتقديم رائعة عمر الطيب الدوش العجيبه.
ولما تغيب عن الميعاد..
بفتش ليها في التاريخ ..
وبسأل عنها الأجداد..
بسأل عنها المستقبل ال لسه سنينو بعاد..
بفتش ليها فى اللوحات
محل الخاطر الماعاد
وفي الأعياد
وفي أحزان عيون الناس
وفي الضل الوقف مازاد
بناااديها…بناديييهااا
علم يبكي ويبكي معه جموع الناس ويقول:-
(نحن لم ندفن محمدوردي بمقابر فاروق وإنما زرعناه بها..)
رحل وردي والسيده ثريا صالح زوجته العظيمه كانت من وراءه امرأة قليلة الكلام ..كثيرة العمل… جميلة الصبر.
مع محمد وردي شهدت ميلاد كل اللوحات التي ظل وسيظل الناس فى بلدي وفى العالمين يعملون لفك أسرارها ويطربون وينظرون سيرة الرجل وعبقريته.
السيده ثريا كذلك تحملت رجلاً كبيراً فى مواقفه..وفى مشكلاته.. وعظيم المساهمة فى التاريخ الانساني.
وقفت بكل إباء وشموخ خلف الرجل الذى يعد الفنان فى فكره وتجربته (طليعياً ) يتقدم شعبه نحو مغاني الحرية ومعانيها وشعابها ولذا لم تكن تجزع والعسس كل حين يتسورون بيته ويرمون به فى غيهب السجن وهي لا تبالي.
السيده ثريا صالح والموسيقار وردي يخرج مغاضبا أول عهد الانقاذ تقعد ببيته ترعاه وترعي تاريخه وولده.
فى حوار (الصباحية ) أجابت وهي تتحدث عنه:-
(أنهما تربيا فى بيت واحد بقرية صوارده ..كان طفلاً مختلفاً عن بقية أطفال القرية..حالة من السرحان والقوة..يجيل النظر الى النيل وهو يجري بالحياة يصحو باكراً ثم يقوم الى ( الربابة ) وهو يجيد العزف عليها وهو طفل السنوات السبع)
ثم سؤال حول من هو الأشبه به في طفولته من أولاده؟
سيده ثريا تجيب على الفور وحفيدها نصار عبدالوهاب محمد وردي يجلس فى حجرها..أجابت بأن حفيده نصار هو الأشبه بوردي فى طفولته دون أولاده.
رحل وردي واسمه يلمع فى الخافقين ولقد أسمع صوته الدنيا وقال جملته بوضوح وثقة.
كان فى كل مراحل حياته أكثر إثارة للجدل سوي أنه يلتزم مواقفه لايحيد عنها قيد أنمله…هي تقول ذلك وتعرف أكثر.
السيده ثريا صالح حسن وردي زوج الراحل الكبير امرأة عظيمة.. وفية .. برة تقية.
لطالما أكرمتني ببيتها وأنا أجلس ليومين أو أكثر كل شهر بصالون وردي بالكلاكلة في مؤانسات بديعه مع صديقي عبدالوهاب وردي.
الصالون الذى شهد إعلان معظم الأعمال الكبيرة للعملاق محمد وردي.
أيام وليالي قضيت ببيت وردي وحاجه ثريا تسرف فى الكرم وتسعد بالناس.