ربما لم يكن مستغرباً لدى الكثيرين انسحاب، لجان المقاومة من تحالف قوى الحرية والتغيير، أمس الاول عبر بيان لها. فهو انسحاب آخر يضاف إلى قائمة، انسحابات الأحزاب السابقة من التحالف، في ظل التشظي الذي يعيشه، فضلاً عن ان لجان المقاومة لوحت في وقت سابق بالانسحاب، احتجاجاً على عدم تشكيل المجلس التشريعي وتوعدت التغيير بالنزال في الشارع، قبل أن يتم التدخل لرأب الصدع بينها والحاضنة السياسية. وعلى الرغم من أن اللجان أوضحت في بيانها الأخير أسباب انسحابها، الا ان السؤال الذي يطرق بشدة هو توقيت الانسحاب عقب مصفوفة زمنية لتشكيل هياكل الدولة؟ وهل حانت ساعة الصفر لدى الحزب الشيوعي، لإسقاط الحاضنة السياسية عبر لجان المقاومة؟ وما هي السيناريوهات المقبلة؟.
حان وقت الفراق
بدا واضحاً أن قرار لجان المقاومة بالانسحاب لا رجعة فيه، وهي تعلن للشارع انه حان وقت الفراق، ولن تربط مصيرها، بجسم نكص عن كثير من عهوده على رأسها القصاص لشهداء، وإزالة النظام السابق وإقامة دولة المؤسسات والقانون. وذكرت ان الشعب قام بتقديم ثورة أذهلت العالم بسلميتها، رغم التحديات التي أمامها، فتخطت بعضها وانتكست في اخرى، وأوضحت أن الثورة مستمرة لتحقيق أقصى غاياتها فى الحرية والسلام والعدالة.
مراقبون قللوا من انسحاب اللجان من الحرية والتغيير، لاعتبار انها فقدت زمام الشارع الا من قلة بسيطة من الناس، في وقت حذر فيه آخرون من خطورة الخطوة واعتبروا أن الحرية والتغيير أمام مصير النظام السابق الذي اسقطته اللجان.
اصطدام جهود
وترى لجان المقاومة ضرورة النقد الذاتي لها والتشاور مع قواعدها، عقب مرور عامين من عمر الثورة، في ظل متغيراتٍ كثيرة على الساحة السياسية، والاستماع إلى آرائهم للوقوف على رؤيتها المستقبلية للمسار الوطني، الا انه وبحسب البيان، فإن جهودها اصطدمت بحائط من التعنت والتجاهل والتهميش من قبل من كانت تظنهم شركاء حقيقيين. واتهمت قوى الحرية والتغيير بادعاء الديمقراطية، وعدم تنفيذها على أرض الواقع، وممارستها الإقصاء والتمكين من خلال المحاصصات في تعيين الوزراء والولاة وفي تكوين لجان الخدمات والتأخير المتعمد لتشكيل المجلس التشريعي وتكوين المفوضيات والتفريط في ملف السلام وفي جميع الملفات المصيرية والحساسة لصالح العسكر والتماهي معهم ومع أجندة الهبوط الناعم الذي لا يناسب ثورة ديسمبر المجيدة فقط.
وفيما عللت لجان المقاومة انسحابها للأسباب انفة الذكر، يشدد مراقبون، على ضرورة تكوين مركزية للجان وإبراز قيادة مؤهلة لها، لان أهمية تكوين جسم مركزي لهذه اللجان يكمن في توحيدها بدلاً من العيش في جزر معزولة.
قلب الطاولة
على الرغم من أن أصابع الاتهام تشير نحو الحزب الشيوعي، بتأليب لجان المقاومة، الا ان الحزب ينفي ذلك، ويصف الاتهام، محاولة للاصطياد في المياه العكرة.
وقال القيادي بالحزب كمال كرار لـ(الانتباهة) ان الحزب ابعد ما يكون من الهيمنة على لجان المقاومة، وإنها اي اللجان لها كامل الحق في قلب الطاولة في وجه الحرية والتغيير. وذكر أن اللجان قاعدة أساسية للثورة، ولا أحد يستطيع المزايدة عليها، واضاف: من الطبيعي أن تكون هناك مساحة جفوة بين اللجان والحرية والتغيير سيما في الفترة الأخيرة، خاصة عقب عدم تحمس الأخيرة وتفاعلها مع المواكب مؤخراً.
واكمل: نحن طرحنا توسيع هيكلة المجلس المركزي للحرية والتغيير لاستيعاب لجان المقاومة، الا ان مقترحنا تمت مواجهته بعقوبات كثيرة، وتابع: لجان المقاومة هي التي قادت الشارع ومن حقها أن تصحح المسار، وهي ما زالت تمتلك زمام الشارع.
واتهم كرار جهات لم يسمها داخل الحرية والتغيير، بقيادة مؤامرات خارجية ومحاصصات، اضعفت الفترة الانتقالية.
جسم مركزي
وتعتبر لجان المقاومة حركة شعبية برزت كجسم ثوري أثناء حراك ديسمبر ٢٠١٨ لإسقاط النظام السابق، ولم يقتصر عملها عقب سقوطه فحسب بل أصبحت أداة ضغط لتصحيح مثار الثورة والتنديد بالقرارات الخاطئة مثل رفع الدعم عن المحروقات، فضلاً عن تقديمها خدمات للمواطنين، ونصت الوثيقة الدستورية على شرعية هذه اللجان ومنحتها مقاعد في البرلمان، غير أن الكثيرين يعيبون عليها كونها جسم يفتقر للمركزية. ويرى مراقبون أنها دون هذا الجسم، سوف تصبح عبارة عن جزر معزولة تعمل كل على حدة، كما أنها سوف تصبح عرضة للاستقطابات من قبل الأحزاب السياسية لاستغلالها وتنفيذ أغراضها من خلالها.
تهديد للحكومة
من جانبه يرى المحلل السياسي عبد الرحمن أبو خريس أن خروج لجان المقاومة من تحالف قوى الحرية والتغيير، يشكل تهديداً للحكومة ويدعم المعارضة السودانية.
وقال أبوخريس لـ(الانتباهة)، إن لجان المقاومة تعتبر الذراع الحركية للمقاومة في الفترة السابقة، والعملية للضغط على الحكومة، وأضاف: بخروج لجان المقاومة تصبح الحاضنة السياسية بدون قوة لأنها ظلت ذراعها الطويلة في تصحيح المسار والضغط على الحكومة.
ولم يستبعد ابو خريس ضلوع قوى وتنظيمات سياسية معروفة، في قرار انسحاب اللجان، على رأسها الحزب الشيوعي، وقال: موقف الحزب الشيوعي واضح ومعروف، والغرض هو سحب الذراع الطويلة للحرية والتغيير وتجريدها من مظاهر القوة، وتابع: الان الحرية ليس لديها قوة ولا تستطيع تحريك الشارع، رغم أنها الان في أمس الحاجة للدعم.
خذلان
بدوره يقول عضو لجان المقاومة بمحلية كرري محمود هشام بابكر، أن لجان المقاومة، ستعمل لإسقاط المكون العسكري، وان الحرية والتغيير، والشق المدني لا يعنيانها كثيراً.
وانتقد محمود، في حديثه لـ(الانتباهة) الحرية والتغيير وقال إنهم ضدها، لأنها ساومت بدماء الشهداء وباعته، ولم تكن بحجم المطالب التي خرج لها الشارع، بل خذلته، بعد أن تكشفت النوايا، وتابع: نحن ضد الحرية والتغيير ولكنها لا تعنينا كثيراً لأنها نكصت عن العهد منذ أول إعلان لميثاق لم تف به، وليست لديها القوة الان، ولكننا نحن الآن ضد المكون العسكري الذي يسيطر على المشهد، واكمل: الحرية والتغيير فقدت الشارع ولم يعد لديها القوة السابقة والسيطرة على زمام الامور.
الانتباهة
1 comment
كذب..
هي لجان المقاومة من مكونات قحت….
من بتين…
احتمال سرا..