الفنانة ماريا النمر..جزيرة مساوي ملهمتي وثورة ديسمبر أنصفتني؟!
___________
القاهرة/محمدعكاشة
____________
ماريا النمر تخرجت في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية تخصص قسم التلوين.
تفتفت موهبتها استمدادا من مهد مولدها عندمنحني النيل بشمال السودان بجزيرة مساوي محافظة مروي حيث نشأت وترعرعت بها فكانت مصدر إلهام وملمح لسلوك درب الفن.
مساوي الجزيرة الأم وهي بقعة تساوت بها ضفتي النيل و(مت ساوي) باللغة الكوشية تعني الأرض الطيبة وهذه الأرض تقول ماريا:-
( هي التي الهمت وجداني بطبيعتها الساحرة التي الراقصة في الضفاف تشكلت عندي الخطوط الأولي للرسم بمسارات جداول المياه ومسارات أسراب الطيور عند الرجعة في المغيب
وفي كل زاوية من زوايا القرية كنت أجد ملمحاً للرسم والتلوين.
ماريا النمر اختارت كلية الفنون بكامل رغبتها ولم يعارضها عليها احد من افراد اسرتها لتصقل موهبتها بالعلم وكانت تجربتها مع اللون مشوار لمشروع كبير ففي معرض التخرج بكلية الفنون برزت اعمالها في (اللاندسكيب) ومع إنتهاء سنين التعلم بالكلية تأكدت اتجاهاتها في اللون لتبدأ مشوار آخر اكثر دقة في تخصص اللاندسكيب بالألوان المائية وهذا هو المشروع الذي إختارته ليكون توجهها اللوني والحياتي.
الفنانة ماريا النمر تجد نفسها في زخارف البيوت النوبية وتميزت أعمالها برسم البيوت النوبية ذات الزخارف والنقوش المختلفة
بما تحمله من إيحاءات كثيرة من اللغةالتي تدل علي طقوسهم الخاصة من افراح وأحزان
كما لديها أعمال يدوية في الفن الأفريقي وأن قسماً كبيراً من أعمالها يتميز بملمح من الفن الإفريقي وأن الإحتفاء بإفريقيا الأم يظهر جلياً في أعمالها
وما يميز ألوانها وخطوطها في (الإفريقيانية) هو تباين الألون وحضور الحلي او الأكسسورات في أعمالها فضلاً عن حرارة الألوان المشرقة في العمل والموديل الافريقي بمختلف سحناتهم.
الفنانة ماريا النمر تولى في أعمالها ومشروعها الإبداعي السودان لمايذخر به من تعدد في الألوان والحسنات والأعراق.. وهي منه تستلهم صور البيوت.. الوجوه.. الشوارع..الاسواق.. المدن القديمة..الصوفية..نيران المسيد..حلقة الذكر..طقوس الأعراس..طقوس الزراعة وجني الثمار وكل ذلك تعتبره مواضيع ملهمة بالنسبة للفنان التشكيلي لكونه باحث ومفتش وناقد ودائماً يبحث عن قيم الجمال.
ماريا النمر توقن وهي تقول:-
(بأن ثورة ديسمبر المجيدة أنصفت الفن التشكيلي وأخرجته من الظلمات الي النور والفنان التشكيلي كذلك أنصف الثورة منذ بداية الحراك الأولي إذ قام الفنانون بعمل خطير وكبير خلف الأبواب المغلقة من طباعة بوسترات المواكب الأولي وقت أيام الظلام حتي سقوط النظام وبعد ذلك لونوا للوطن الخراب في الشوارع والساحات وتحت الأنفاق وجملوا شوارع السودان)