تقرير كامل عن الدراسة في الجامعات التركية

by شوتايم2

 

 

 

 

 

شهدت تركيا ثورة في عدد الطلاب الجامعيين (البكالوريوس) الدوليين منذ مطلع الألفية، إذ ارتفع عدد الطلاب الدوليين من 17 ألفاً في عام 2000، ليتجاوز الـ 200 ألف طالب في عام 2020 -بحسب ما صرح رئيس مجلس التعليم العالي التركي “يكتا سراج” في مقابلة مع صحيفة حرييت. لتدخل تركيا بذلك في قائمة أكثر عشر دول استضافة للطلاب الدوليين على مستوى العالم.

ويرجع رواج تركيا كجهة للتعليم العالي عالميا لأسباب تتعلق بالثقافة، وبانخفاض التكاليف المادية نسبيا، والتطور الذي شهدته البلاد في قطاع التعليم في السنوات الأخيرة، بالإضافة لاحتوائها على جامعات ذات شهادات معتمدة ورائدة على مستوى المنطقة والعالم.

وتوفر تركيا مدى واسعاً من الخيارات للدراسة الجامعية، تشمل كل التخصصات عبر ما يقارب الـ 130 جامعة حكومية والـ 75 جامعة خاصة. تتنوع طرق التقديم ومعايير القبول في الجامعات، ما يسبب بعض الإرباك للطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة فيها. تسلط الفقرات القادمة الضوء على أهم الأبعاد المتعلقة بدراسة البكالوريوس في تركيا للطلاب الدوليين.

نظرة عامة عن الدراسة الجامعية في تركيا

يبلغ متوسط التعليم الجامعي (البكالوريوس) في تركيا 4 سنوات، مع زيادة سنة لـ(طب الأسنان) أو سنتين لـ(الطب البشري) في حالة الفروع الطبية. هذا فضلا عن سنة تحضير اللغة، في حال لم يتقن الطالب المقبول لغة التعليم.

رغم توفر فرص الدراسة باللغة الإنكليزية في العديد من الجامعات، تبقى للغة التركية الحصة الأكبر كلغة التعليم الأساسية خلال فترة الدراسة، وللتنافسية العالية على الأولى، يبقى احتمال تعلم اللغة التركية وارداً بقوة للراغبين في الدراسة في تركيا. كما تتوفر فرص تلقي التعليم بلغات أخرى مثل الألمانية والفرنسية والعربية لكن تبقى استثناء من الصورة العامة.
حتى عام 2010، كان القبول في الجامعات التركية للطلاب الدوليين يمر عبر امتحان “امتحان الطالب الأجنبي” المركزي الذي ينظمه مجلس التعليم العالي (يوس – YÖS)، ويتضمن منهج الامتحان الرياضيات والهندسة وأسئلة الذكاء IQ، وكانت العلامة المستحقة من هذا الامتحان تحدد مصير الجامعات والفروع التي يمكن للطالب الدولي الدراسة فيها عبر نظام المفاضلة الرسمي. عندما ألغي الامتحان أعطى مجلس التعليم التركي مساحة للجامعات لتحدد كل منها معايير قبولها وفق خطوط عريضة ناظمة يحددها المجلس، مما أنتج تنوعاً في معايير وشروط القبول للجامعات.

التقديم وشروط القبول الجامعي في تركيا

الحصول على شهادة ثانوية معترف بها دوليا شرط أساسي للتقديم على أي جامعة تركيا، ويلعب معدل الشهادة دورا في فرص القبول تختلف أهميته حسب الجامعة.
بعد إلغاء المركزية في آلية قبول الطلاب الدوليين للجامعات التركية، ترتب على الراغب في التقديم على الجامعات التركية أن يتقدم لكل جامعة على حدة، عبر موقعها الرسمي غالبا. والتقديم مجاني في معظم الحالات وله أجور رمزية في حالات أخرى. ولكل جامعة معايير تحدد كل سنة في إعلان رسمي لها. على الطالب الراغب في الدراسة في تركيا تحديد الجامعات التي تحوي الفروع التي يتطلع لدراستها، ثم تقييم معايير وشروط كل منها قبل التقديم. لكن على العموم يزيد الحصول على شهادات امتحانات الـ “يوس – YÖS” المحلية، أو شهادة امتحان الـ سات – SAT” الدولي من فرص تأمين مقعد جامعي في تركيا.

يمكن تصنيف الجمعات التركية حسب آليات القبول في ثلاث فئات: جامعات تشترط امتحانات الـ “يوس – YÖS” المحلية، جامعات تشترط امتحان الـ “سات – SAT” الدولي، وأخرى تقبل بكليهما مع إعطاء أولوية لأحدهما، وأخيرة لا تشترط إلا شهادة ثانوية معترفاً بها للتقديم.

امتحان “يوس – YÖS”

بالإضافة للشهادة الثانوية، تبنت العديد من الجامعات التركية أبرزها جامعتا “إسطنبول” و”أنقرة” امتحانات خاصة بها شبيهة من ناحية المنهج بامتحان “يوس – YÖS” المركزي سابقا، وتحدد الدرجة المستحقة القبول ونوعه. خلال السنوات تبنت عشرات الجامعات سياسة مشابهة لينظم سنويا عشرات امتحانات الـ “يوس – YÖS” المحلية، ورغم أن محتوى الامتحانات صمم ليقيس المهارات الرياضية والذكاء وفق معايير عالمية، فإنه يوصى بالتحضير المكثف له عبر مراكز التعليم التي تنشر في الأراضي التركية أو عبر مناهج حضرتها مراكز تعليمية متخصصة مثل منهج مركز Metropol .

ومن الجدير بالذكر أن العديد من امتحانات الـ “يوس” المحلية التي تنظمها الجامعات تؤمن فرصة المفاضلة على أكثر من جامعة، مثل امتحان “يوس” جامعة إسطنبول الذي تقبله 60 جامعة تركية أخرى في أثناء التقديم عليها. لذا فلا داعي للطالب الذي يسعى للتقديم على الجامعات التركية عبر امتحان الـ “يوس” بأن يلتحق بعشرات الامتحانات التي تنظمها الجامعات المختلفة سنويا، بل يكفي أن يخوض بضع امتحانات تلقى اعتمادا عاليا من الجامعات الأخرى.

ويعتبر تحصيل درجات عالية من بضع امتحانات “يوس” ذات درجة الاعتماد العالي، الوسيلة الأضمن لتحصيل قبول في الجامعات التركية، لكونها الأكثر رواجا بين الشروط المختلفة التي تتبناها الجامعات التركية.
يمكن الاطلاع على قائمة امتحانات الـ “يوس” مرفقة بتواريخها وأجور التقديم عليها عبر جدول نظمه مجموعة من الشباب السوري.

امتحان الـ “سات – SAT” الدولي

تعتمد جامعات تركية عديدة على امتحان الـ “سات – SAT” الدولي لقبول الطلاب الدوليين، منهم من يعتمده كشرط لقبول الطلبات مثل جامعتي “الشرق الأوسط التقنية” و “بوغازشي”، ومنهم من يعتمده كشرط بديل عن امتحان الـ “يوس”، ومنهم من يعتمده كشهادة تعزز الطلب فقط دون وضعه كشرط.

يتألف منهاج امتحان الـ “سات”، الذي تنظمه مؤسسة College Board الأميركية الدولية في مئات المراكز متوزعة في أرجاء العالم، من قسم قراءة وكتابة اللغة الإنكليزية، وقسم الرياضيات. ويتعين على الطالب إتقان اللغة الإنكليزية لتحصيل علامة جيدة فيه.
يؤمن امتحان الـ “سات” فرصة التقديم على عشرات الجامعات التركية منها تعد  من أفضل جامعات تركيا. لكنه يحل في المرتبة الثانية من ناحية رواجه بين الجامعات وما ينتج عنه من فرصة لتأمين القبول. لذا فلا يفضله إلا متقنو اللغة الإنكليزية الراغبون بالابتعاد نسبيا عن التنافس العالي في امتحانات الـ “يوس”.

الشهادة الثانوية

تقبل عشرات الجامعات التركية بالشهادات الثانوية فقط للتقديم عليها، بشرط أن تكون الشهادة معتمدة من قبل الجامعة نفسها. وتزداد أهمية معدل الشهادة الثانوية بشكل ملحوظ في هذه الحالة، مقارنة بالجامعات التي تشترط شهادات الامتحانات التي ذكرت سابقا. لكن لا تؤمن الشهادة الثانوية فقط القبول في الجامعات التركية الرائدة، أو في الفروع التي تلقى طلبا كبيرا مثل الفروع الطبية.
وتؤمن القبول فقط في الجامعات الحكومية ذات المستوى المتواضع نسبيا في فروع التنافس عليها ضعيف، أو في الجامعات الخاصة. لذا فالتخطيط للدراسة في تركيا اعتمادا على الشهادة الثانوية فقط ممكن لكن ضمانته وخياراته محدودة جدا.

هذا التنوع في المعايير والشروط، بالإضافة لاستقلالية عملية التقديم لكل جامعة يشكل عبئا على الطلاب الدوليين لذا تلقى المؤسسات الاستشارية في هذا الشأن رواجا في تركيا، لكن لا ينصح بالتعامل مع المؤسسات الاستشارية قبل القيام بعملية بحث تؤمن للطالب الاطلاع على الإطارات العامة للتسجيل في الجامعات التركية. ولهذا يمكن الاعتماد على مبادرات قام بها طلاب سوريون وعرب بهدف تسهيل عملية البحث على الطلاب. منها مبادرة “فلنترك أثرا” التي تنظم سنويا جدولا للجامعات التركية مرفقا بأهم المعلومات من تواريخ وشروط التقديم.

الجامعات التركية الحكومية والخاصة

مستوى التدريس في الجامعات التركية أعلى من الخاصة على العموم. كما أن الجامعات الحكومية تتفوق على الخاصة بمعادلة الجودة مقابل الكلفة بجدارة. لذا فالتنافس للقبول في الجامعات الحكومية بين الطلاب الدوليين أعلى من ذلك في الجامعات الخاصة، وبالتالي تتطلب الأولى معايير أعلى نسبيا للقبول.

تكسر قاعدة تفوق الجامعات الحكومية في مستوى التعليم جامعات خاصة عديدة أبرزها “سابنجي”، “بيلكنت”،  و”كوش” التي يمكن اعتبارها من ضمن أعرق وأفضل جامعات تركيا. بالإضافة لجامعات خاصة أخرى تقدم تجربة تعليم ممتازة ومستواها متقدم نسبيا.

أجور ورسوم التعليم في الجامعات التركية

تظهر أجور التعليم العالي (البكالوريوس) في تركيا اختلافا واسعا حسب الفرع والجامعة، إذ يبدأ من 1000 دولار سنويا (جامعة حكومية وفرع عادي) ويصل لـ 20 ألف دولار سنويا (في حالة أقوى الجامعات الخاصة في تركيا). أما بالنسبة لأجور المعيشة أثناء الدراسة فيعود الأمر لمعايير الطالب، إذ يمكن أن تبدأ بما يقارب الـ 1000 ليرة تركية شهريا في حال السكن في السكنات الطلبية المدعومة من الدولة أو المنظمات الأهلية. تساهم المحصلات العالية للطالب الدولي من امتحانات وشهادات بتأمين منح تخفض أجور الجامعات بشكل ملحوظ، أو حتى تأمين منح تغطي مصاريف الدراسة والمعيشة بالكامل. أبرز هذه المنح تقدمها الدولة التركية تحت مسمى “المنح التركية – Türkiye Bursları” لبضعة آلاف من الطلاب تغطي فيها كامل مصاريف الطالب خلال فترة الدراسة.

بالنسبة للطلاب السوريين فقد جرت العادة على إعفائهم من أجور الجامعات الحكومية، حتى بدأت خلال السنتين الماضيتين بعض الجامعات الحكومية إلغاء إعفائهم من الشروط، أو تطبيق الإعفاء فقط على حاملي هوية الحماية المؤقتة. يمكن الاطلاع على قائمة الجامعات الحكومية التركية التي ألغت الإعفاء للسوريين بالكامل أو جزئيا من هنا.

Leave a Comment

4 × واحد =