عند مقام فيصل محمدصالح والكتابة كما الأحلام
_______
محمدعكاشة
_______
قبل نحوثلاثين سنة شمسية هبطت مصر(المؤمنة) بأهل الله وتخذت مستقراً لي ومقاماً حي السيدة زينب بوسط البلدتلقاء (أم هاشم) وقنديل يحي حقي كتاب حفظته واستظهرت صوره وتخييلاته من مكتبة والدي البروفسور عكاشة احمدعثمان.
فتنتي بمصر لاتضارع ولاريب وعلي الرغم من أن مصر (الرسمية) لاتعرفنا إلا في الأزمات علي حد الروائي العالمي الطيب صالح غداة تكريمه بدار الاوبرا عام 2005 ميلادية إلا أنني وعندعطفة سيدي أبي العزائم بذاك الحي القديم أحببت فتاة غضة الإهاب غضيضة الطرف كانت ريانة رويانة نادية الأعطاف اسمها فاتن.
غادرت القاهرة لأرجع إليها مرات عديدة من بعد وقلبي المدنف قد تركت بنواصي مقام (السيدة) وبعلبك ولامجيب ثم..يااامجيب الدعوات..
ثم أجأتني بها الظروف بعدنحو عقدونيف وقلبي (زادت خفقاتو ودقاتو) لألقي السيدة ٱسماء الحسيني تستقبلني كما الربيع الطلق يختال ضاحكاً.
ٱسماء الشريفه تمدني بالأرقام لأتصل بالدكتور منصور خالد ليأتيني صوته رخيماً فخيماً (أنافي جينيفا سوف أعود بعد غد ونلتقي) ومنصوررجل منظم بريع بديع لأغدو إليه في شقته بإحدي بنايات عثمان احمدعثمان بمصرالجديدة وفي حواري إليه مالاحظت وقرأت من حفاوته البالغة بالرفقة المثرية والأصيحاب الميامين فيما كتب ويكتب من عند تجليات الأديب الطيب صالح وحتي عبقرية الدكتورجون قرنق.. ومنصور إذيكتب يغني الفكر والقلب والفؤادجميعا.
منصور خالد كتب خريدة بديعة حين اغتال مهووس مدفوع الأجر الفنان خوجلي عثمان جراء شجاعته وتصريحه بأن من حاول إغتيال الرئيس مبارك استغلوا بيوت ٱلات فرقته الموسيقيه المصاحبة له في الرحلة لمدينة أديس أبابا وجعلوها غمدا لأسلحتهم..كتب منصور مقالته يوم مقتل خوجلي بعنوان (زرياب وأهل الوساوس) لتكون إعتزاء لمن يعتزي لفقدخوجلي والفن قاطبة.
سوف أتفشي بالكتابة لو تأذنون.. أوتأذنون؟؟سمح.
عدت إلي الخرطوم لألحق بصحيفة الصحافة في مبادرة ( الشراكة الذكية) حين ضمت الحاج وراق والباز وطه علي البشير ليرأسني في القسم الثقافي صديقي نجيب نورالدين الذي لطالما (سهرنا الليل وكملنا) في حوارات حول الأدب والشعر والصوفية حين صدح الاستاذ محمود محمد طه :-
( أناعبدالصوفية..
ودي عبودية ماني داير لي منها فكاك) والصديق نجيب صاحب (نجوم بعيدة) برنامجه الإذاعي حين يلتقي (الاستاذ) يطلب إليه تغيير اسمه إلي إبراهيم ثم نمضي مشوار العصاري الي محجوب شريف.
ثم يعود محمدوردي بعدإغتراب قسري بسبب (الإنقاذ) تطاول لنحو ثلاثة عشرة أعوام ليعهد السيداسامة داوؤد عبد اللطيف لشخصي بمهمة مرافقته لإنجاز تدشين افتتاح مصنع الكوكاكولا وتلك قصة أخري غير أني وقتها أكتب مقالات عن وردي المناضل المثقف وهو مثله مثل الكاتب الأيرلندي جيمس جويز حين سألوه في مهجره ومتي تعود إلي دوبلن؟ أجابهم ومتي تركتها حتي أعود إليها؟ ليكتب نجيبا مقالته (عكاشة والكتابة كما الأحلام) لتجدني مثل عمر الطيب الدوش أطرب وأهذي (..كبرت كراعي من الفرح
نص في الأرض..
نص في النعال..
وسكرت جد..) وحينها مع صحبتي النجيب كان فيصل محمد صالح كاتب صحافي نابغ نابه فدم يطرب له كلانا طرباً.
فيصل محمد صالح كاتب وصحافي لاضريب له بين قرناءه وهو مثقف عضوي فعال ينشط لأجل حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والعدالة وليس له في هذا المجال (نديد” ولا لضيض” ولاشديد) وهو حين كان مجايليه يقتربون من السلطة (حلبسة ودهنسة) بينما كان هو يباعدبينه وبينها بعدالفرقدين والسماك الأعزل ولايعتد بغير قناعته ولا يفتقر إلي بضاعة مزجاة.
الاستاذفيصل محمدصالح طوال اربعين عاما هي مهاد تجربته الإنسانية والصحافية ينهد إلي (مغاني شعبه) وينشدالنصفة لظلامات أهله.
فيصل لا يكافئ كفاحه و نضالاته ترشيحه لمجلس الإعلام فيما رشح من تصنيف وهورغم جدارته المستحقة فإن المرحلة القادمة تتطلب الوعي بضرورة بناء دولة مدنية محكمة ولذا بتقديري فإن مجلس الإعلام والثقافة لايستوعب طاقات فيصل كلها ولقدكنت أرجو من إعلان قوي الحرية والتغيير بأن تدفع به إلي مكتب دولة رئيس الوزراء فهو إلي طرح أفكار أشمل أقرب منه إلي الإنغلاق في دفتر قضايا الإعلام التي لا تحتاج ثم شيء سوي تغيير قادة العمل الاعلامي واستبدالهم بالكفاءات الراجحة من ذات المؤسسات والغاء مجلس الصحافة والمطبوعات ومجلس الآداب والفنون ومايسمي بالاعلام الخارجي فما قدمه الشباب المبدعون في سوح اعتصام القيادة العامة وعبر (السوشيال ميديا) خيردليل وبرهان علي أن تعقيدات مؤسسات الدولة تخصم من حالة الإبداع بلا مقابل فهي مؤسسات عاطلة بلا عمل هذا فضلا عن ضرورة رفع الضرائب عن مدخلات الطباعة وإتاحة مساحات لحرية الإعلام والصحافة وتدريب الكادر الإعلامي لينهض سلطة رابعه تتنقد فيصلا وتنتقددكتور حمدوك ذات نفسه أوليس زمن (الدسدسة) ونهب الدولة قدولي.
السيدفيصل محمدصالح يتقدم إعلان قوي الحرية والتغيير ويتجاوز بوعيه وسعة أفقه اولئك الذين يراؤون الناس بإدراكه بأن(الإنتقالية) في سلطاتها الثلاث خروج من النفق المظلم من الولاء للتنظيم إلي الإعتداد بالكفاءة فوق التنظيم والأحزاب وتوكيد بأن الوزارة براءة ونزاهة ونكران ذات.
الكتابة في مقام فيصل محمد صالح كتابة شاعرية مثل ما كان يكتب صديقي زهاء الطاهر وهو ينشد للوطن قبل رحيله دولة للحرية والعدالة لا توصد بابا ولاتعاظل نحو المجد ركائبها وحداتها.
فيصل محمدصالح حيثما كنت ومضيت فأنت عون للإنسان وللأوطان.
_______________
أم مرحي الشيخ الطيب-
ليلة الجمعة مطلع العام الهجري 1441
الموافق 30اغسطس2019