بعد لقائه بحمدوك.. إصرار الشيوعي على إسقاط الحكومة.. تطرف في المواقف

by شوتايم4

يبدو أن لقاء قيادات الحزب الشيوعي مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لم يغير شيئاً في موقف الحزب الذي اعلنه جهاراً بمعارضته للحكومة، واصبح يدعو لاسقاطها منذ خروجه من الحاضنة السياسية، وموقف الشيوعي منذ البداية كان واضحاً، اما أن تتبع الحكومة الانتقالية سياسات الحزب، أو أن الحزب سيقف في صف المعارضة، في وقت يبدو فيه أن الحزب الشيوعي مقتنع تماماً بأن الحكومة لن تمضي في سياساته، لذلك يعارضها ويطلق الدعوات إلى إسقاطها، رغم لقائه برئيس الوزراء، وفي تصريحات كشف القيادي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار تفاصيل لقائهم برئيس مجلس الوزراء د .عبد الله حمدوك، مشيراً إلى أن اللقاء جاء بناءً على دعوة من قبل حمدوك على خلفية مبادرته التي طرحها للقوى السياسية. وقال كرار في تصريح لـ (الجريدة) إن الحزب لبى دعوة رئيس مجلس الوزراء، ونقل له كل مواقفه الثابتة وأبرزها أسباب خروجهم من تحالف قوى الحرية والتغيير لأنها انحرفت عن مسارها، وأضاف قائلاً: (الحزب أكد لحمدوك أنهم مع الثورة ومع الجماهير في الشارع). وأوضح كرار أن لقاء قيادات الحزب برئيس مجلس الوزراء لم يغير موقفهم الداعي لإسقاط الحكومة، لافتاً إلى أن الاستجابة لدعوة رئيس مجلس الوزراء أجمع عليها الحزب، وقطع بأن لقاءهم مع حمدوك لا علاقة له بالتراجع عن مطالبتهم بإسقاط الحكومة.

ومن جانبه قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صديق يوسف، إنهم أبلغوا حمدوك برفضهم القاطع لتنفيذ السياسات الاقتصادية المتبعة حالياً والمفروضة من قبل صندوق النقد الدولي، بجانب طلب حمدوك لقاءات مستمرة معهم لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية العالقة حالياً وإيجاد حلول لها. وقال صديق لـ (الحراك السياسي): (أكدنا لرئيس الوزراء أن أبوابنا مفتوحة لجميع المقابلات التي يطلبها)، كما جدد صديق رفضهم الحاسم للعودة إلى الحاضنة السياسية أو المشاركة في السلطة، وتابع قائلاً: (ليست لدينا علاقة بالحرية والتغيير لا من بعيد ولا من قريب، ولم تكن ضمن أجندة اللقاء). وأوضح يوسف أنهم أوضحوا لحمدوك رأيهم في المبادرة التي طرحها، وتابع قائلاً: (رأينا كان واضحاً ولم يتغير وهو نفس الرأي الذي أودعناه منضدة حمدوك في المرة الأولى، ولم نتزحزح منه خطوة واحدة).

ويرى مراقبون أن لقاء رئيس الوزراء بالحزب الشيوعي لن يجدي نفعاً، ولن يغير في مواقف الحزب، لجهة أن اللقاء ليس الاول منذ خروج الحزب من الحكومة، وسبق أن التقى الشيوعي بحمدوك، وظل على موقفه الداعي لاسقاط الحكومة، وتوقع المراقبون أن يكون المستشار السياسي لرئيس الوزراء ياسر عرمان قد هندس لقاء الشيوعي برئيس الوزراء من اجل إعادة التوازن السياسي للحاضنة السياسية، ولم يستبعدوا أن تكون لـياسر عرمان خطة بديلة تسعى في تغيير موقف الشيوعي تجاه الحكومة.

ويبدو أن التناقض الكبير في مواقف الحزب الشيوعي وتصريحاته ينم عن شرخ كبير داخل مكوناته، ويبقى التساؤل: هل السياسات والمواقف التي يتخذها الحزب الشيوعي تجاه الحكومة مزايدة سياسية أم تطرف في المواقف؟ خاصة أن المرحلة الانتقالية تمر بكثير من الصراعات داخل مكوناتها.

المحلل السياسي محمد عثمان يؤكد أن الحزب الشيوعي لن يرضخ لاية مبادرة من رئيس الوزراء ولن يقدم اية تنازلات خلاف المضيء في السياسات التي اعلن عنها، في وقت قطع فيه لـ (الإنتباهة) بأن الشروط التي يضعها الشيوعي والسياسات التي يريد الحكومة أن تتبعها شبه تعجيزية، وقال إن الحزب الشيوعي لا يعرف الا الوقوف في صف المعارضة، واضاف قائلاً: (الشيوعي خلق ليعارض)، وأكد أن الحزب الشيوعي سوف يستمر في معارضة الحكومة، ولقاؤه بحمدوك لن يجدي نفعاً ولن يغير في موقفه الداعي لاسقاط الحكومة.

وقال محمد: (كان على حمدوك أن يدعو جميع القوى السياسية لحضور هذا اللقاء، لجهة أن خلافات الحزب الشيوعي ليست مع حمدوك فقط)، وأشار الى وجود أحزاب اخرى داخل الحكومة لدى الحزب الشيوعي تحفظات عليها، وأضاف قائلاً: (تلك الأحزاب لديها ايضاً تحفظات على الحزب الشيوعي والسياسات التي يتبعها تجاه الحكومة، وكان يجب أن تدعى تلك الاحزاب للاجتماع ايضاً، حتى تحل تلك الأزمة جذرياً)، وتابع قائلاً: (إذا تم اللقاء بين تلك الاحزاب والشيوعي ربما افلح ذلك في تقليل دعوات الشيوعي الى إسقاط الحكومة، لجهة أن اللقاء كان سوف يحاول معالجة الأسباب التي ظلت تدفع الحزب الشيوعي في كل مرة للدعوة لإسقاط الحكومة واتخاذها سياسة وخطاً للحزب لا يمكن التراجع عنه).

الانتباهة

Leave a Comment

ثلاثة عشر − أربعة =