453
والمسرحية عن (لماذا نحن باركون) على الركب منذ ستين سنة. وعلى المسرح عشرة رجال ونساء ..عشرون ثلاثون … خمسون.
وكل واحد منهم يتحدث عن شيء مختلف وفي نفس اللحظة…
يتكلم هذا عن الصناعة وهذا عن صيد السمك وهذا عن الشعر وهذا عن الصلع.. وهذا عن المرأة وهذا عن وهذا عن….
يكفي ..؟
لا… بعد قليل .. المتفرجون يصعدون إلى المسرح.. ويشتركون في النقاش والصراخ والقول في كل شيء بنفس الاسلوب..
المسرحي سعد الله ونوس يريد أن يقول:
لماذا نحن منهزمون ومضروبون منذ ستين سنة.
(2)
..
ونجعل الف حديث هنا عن كل ما يحدث لأنه لن يتبدل شيء.
والصراخ عن الشذوذ والسرقة والنهب المسلح والأسعار.. والسرقة.. و… و… أشياء.
يكتب عنها الف قلم.. ثم لا يتبدل شيء.. لأن القول يتم باسلوب المسرح أعلاه…
والكتاب يفاجأون حين يجدون أنه لا شيء يحدث نتيجة لكتاباتهم…
ما يدهش هو الغفلة.
فالكتاب ينسون أن الكتابة.. توجه عادةً للناس.. القراء..
يكتبون للقراء صارخين عن الشذوذ مثلاً… لأن الشذوذ عند القراء مرفوض…
يكتبون عن الأسعار المجنونة.. لأن الأسعار المجنونة عند الناس مرفوضة..
يكتبون عن كل شيء نقداً.. لأن الناس ترفض..
والناس عندما ترفض.. تتحدث بالأيدي والأقدام.. وليس بالصراخ..
والكتاب يفاجأون بأن الناس لا تتحدث لا بالأيدي.. ولا بالأقدام..
والكتاب يجهلون.. أن الناس كانت عندهم (بقية روح).
وكل هذا الآن لا يوجد).
(3)
…
والآن..
الإسلاميون..
غندور صلابته تصنع الإعجاب. لكنها لا تصنع النصر.
أمين وغازي.. أحزاب فلسفية.. تطعم العقل الفلسفي فقط.. ولا تطعم أحداً.. ولا تصنع الرغيف.
تسمع.. حزب يموت بعد صرخة الميلاد..
الشيوعي قاطع طريق يجد من يقطع عليه هو الطريق. ويهزم ويهرب.
البعث تحت قميص قحت وفشل كامل.
قحت.. الكرباج عندها يفشل.. وتبقى.
في (التحلها).
والشيوعي وقحت والإسلاميون والبعث وغيرهم كلهم أمين.. وخائن.
ومخلص.. و… و…. عنده صفات الأرض كلها..
لكنه بشهادة التاريخ لا يملك الصفة الوحيدة التي تقيم الدولة..
القوة…
والقوة هي ما يصنع الثبات.
ولا زراعة إلا بالثبات.
ولا تعليم إلا بالثبات.
ولا تطور إلا بالثبات.
ولا أمن إلا بالثبات…
والثبات.. ما يصنعه هو القوة…
(4)
….
ونعيد تكرار الحديث هذا.. لأن الصيدليات الآن .. الأدوية فيها آلاف الآلاف.. لكن ما ينفع فيها هو واحد فقط.. وليس شيء آخر…
والواحد هذا.. يشير إليه الطبيب الأعظم .. التاريخ.. ليقول.
أنه هو الدواء الوحيد.. الذي يشفي.
الدولة الهالكة…
ونظن نحن نجثو ونحبو ونركض بساق واحدة أو على الركب. ..
لأن المسرح الآن يضج فيه آلاف.. من الممثلين والمتفرجين والكتاب.. وغيرهم…
كلهم وبجهل عظيم.. يقول إن الحل عنده.
بينما الحل الوحيد في الحقيقة هو ما ليس عندهم…
المدهش.. أن المسرحية يكتبها سعد الله ونوس الأردني بعد هزيمة 67م. والمدهش هو أن المسرحية هذه أصلها سوداني ومأخوذة من القصة التي تُنسب إلى الخليفة التعايشي..
وفي القصة…
أن فيلة الخليفة التعايشي تظل تخرب مزارع الناس.
والناس يوماً يتفقون على أن يقفوا صفاً أمام الخليفة وأن يقولوا في صوت واحد:
الفيلة يا خليفة المهدي..
قالوا.. أنهم وقفوا أمام الخليفة.
وصرخوا الصرخة..
والتعايشي.. الرهيب يرفع وجهه لهم ليقول:
الفيلة مالا..؟
والرعب يشل ألسنة الجميع.
وواحد منهم يغيظه الأمر ويتقدم
ليقول للخليفة:
يا خليفة المهدي نحن لقينا الفيلة مستوحدة.. دحين عايزين ليها فيل يكون معاها..
في نهاية المسرحية…
المخرج يقف على المسرح ويقول
للناس:
مبروك عليكم.. سلالة الأفيال..
الأفيال التي هي…
الكذب والجهل.. والصراخ دون هدف.
وحديث الناس كلهم في لحظة واحدة الأفيال التي تخرب.. والتي يصنعها الجهل الذي يتحدث دون علم.
وكل واحد منهم يتحدث عن شيء مختلف وفي نفس اللحظة…
يتكلم هذا عن الصناعة وهذا عن صيد السمك وهذا عن الشعر وهذا عن الصلع.. وهذا عن المرأة وهذا عن وهذا عن….
يكفي ..؟
لا… بعد قليل .. المتفرجون يصعدون إلى المسرح.. ويشتركون في النقاش والصراخ والقول في كل شيء بنفس الاسلوب..
المسرحي سعد الله ونوس يريد أن يقول:
لماذا نحن منهزمون ومضروبون منذ ستين سنة.
(2)
..
ونجعل الف حديث هنا عن كل ما يحدث لأنه لن يتبدل شيء.
والصراخ عن الشذوذ والسرقة والنهب المسلح والأسعار.. والسرقة.. و… و… أشياء.
يكتب عنها الف قلم.. ثم لا يتبدل شيء.. لأن القول يتم باسلوب المسرح أعلاه…
والكتاب يفاجأون حين يجدون أنه لا شيء يحدث نتيجة لكتاباتهم…
ما يدهش هو الغفلة.
فالكتاب ينسون أن الكتابة.. توجه عادةً للناس.. القراء..
يكتبون للقراء صارخين عن الشذوذ مثلاً… لأن الشذوذ عند القراء مرفوض…
يكتبون عن الأسعار المجنونة.. لأن الأسعار المجنونة عند الناس مرفوضة..
يكتبون عن كل شيء نقداً.. لأن الناس ترفض..
والناس عندما ترفض.. تتحدث بالأيدي والأقدام.. وليس بالصراخ..
والكتاب يفاجأون بأن الناس لا تتحدث لا بالأيدي.. ولا بالأقدام..
والكتاب يجهلون.. أن الناس كانت عندهم (بقية روح).
وكل هذا الآن لا يوجد).
(3)
…
والآن..
الإسلاميون..
غندور صلابته تصنع الإعجاب. لكنها لا تصنع النصر.
أمين وغازي.. أحزاب فلسفية.. تطعم العقل الفلسفي فقط.. ولا تطعم أحداً.. ولا تصنع الرغيف.
تسمع.. حزب يموت بعد صرخة الميلاد..
الشيوعي قاطع طريق يجد من يقطع عليه هو الطريق. ويهزم ويهرب.
البعث تحت قميص قحت وفشل كامل.
قحت.. الكرباج عندها يفشل.. وتبقى.
في (التحلها).
والشيوعي وقحت والإسلاميون والبعث وغيرهم كلهم أمين.. وخائن.
ومخلص.. و… و…. عنده صفات الأرض كلها..
لكنه بشهادة التاريخ لا يملك الصفة الوحيدة التي تقيم الدولة..
القوة…
والقوة هي ما يصنع الثبات.
ولا زراعة إلا بالثبات.
ولا تعليم إلا بالثبات.
ولا تطور إلا بالثبات.
ولا أمن إلا بالثبات…
والثبات.. ما يصنعه هو القوة…
(4)
….
ونعيد تكرار الحديث هذا.. لأن الصيدليات الآن .. الأدوية فيها آلاف الآلاف.. لكن ما ينفع فيها هو واحد فقط.. وليس شيء آخر…
والواحد هذا.. يشير إليه الطبيب الأعظم .. التاريخ.. ليقول.
أنه هو الدواء الوحيد.. الذي يشفي.
الدولة الهالكة…
ونظن نحن نجثو ونحبو ونركض بساق واحدة أو على الركب. ..
لأن المسرح الآن يضج فيه آلاف.. من الممثلين والمتفرجين والكتاب.. وغيرهم…
كلهم وبجهل عظيم.. يقول إن الحل عنده.
بينما الحل الوحيد في الحقيقة هو ما ليس عندهم…
المدهش.. أن المسرحية يكتبها سعد الله ونوس الأردني بعد هزيمة 67م. والمدهش هو أن المسرحية هذه أصلها سوداني ومأخوذة من القصة التي تُنسب إلى الخليفة التعايشي..
وفي القصة…
أن فيلة الخليفة التعايشي تظل تخرب مزارع الناس.
والناس يوماً يتفقون على أن يقفوا صفاً أمام الخليفة وأن يقولوا في صوت واحد:
الفيلة يا خليفة المهدي..
قالوا.. أنهم وقفوا أمام الخليفة.
وصرخوا الصرخة..
والتعايشي.. الرهيب يرفع وجهه لهم ليقول:
الفيلة مالا..؟
والرعب يشل ألسنة الجميع.
وواحد منهم يغيظه الأمر ويتقدم
ليقول للخليفة:
يا خليفة المهدي نحن لقينا الفيلة مستوحدة.. دحين عايزين ليها فيل يكون معاها..
في نهاية المسرحية…
المخرج يقف على المسرح ويقول
للناس:
مبروك عليكم.. سلالة الأفيال..
الأفيال التي هي…
الكذب والجهل.. والصراخ دون هدف.
وحديث الناس كلهم في لحظة واحدة الأفيال التي تخرب.. والتي يصنعها الجهل الذي يتحدث دون علم.