عمرالكردفاني يكتب:الذهب الذهب يكاد عقلي يذهب

by شوتايم2

 

 

 

هذا العمود كتبته يوليو الماضي

بيت الشورة
عمرالكردفاني

الذهب الذهب ……يكاد عقلي يذهب

إحدى قصص الف ليلة وليلة على ما أظن أو هي أقرب إليها تحكي عن جارية جميلة مؤدبة غاية الأدب وتملك كل مقومات جواري ذلك الزمان وقد اعتنى بها سيدها ايما عناية فاصبحت ذات علم وافر ،هذه الجارية ما قارعها ذو علم الا تفوقت عليه في علمه ،ثم أن الملك سمع بها   واراد أن يشتريها لنفسه الاان مستشاريه رفضوا الأمر بحجة أن ثمنها مبالغ فيه،فلما سمعت بذلك طلبت مقارعتهم الحجة بالحجة،وجاء اليوم الموعود  واجتمع علماء المملكة ومستشاري السلطان وجاءت الجارية فهمزمت كلا  في  مجاله، لقد هزمت الطبيب في العلوم الطبية وعالم الرياضيات وكذلك الفقهاء وعلماء الحديث وحتى عالم الفلك كان له نصيب من الهزيمة النكراء، وبعد ان اعترف جميع العلماء لها بالتفوق عليهم قام احد العلماء فسألها سؤالا واحدا وهو عن أكثر الأشياء أو المتع التي يحبها البشر فاحمرت وجنتاها خجلا فاصر عليها الملك أن تجيب ، فاجابت أنه ما يحدث بين الرجل والمرأة ،هنا انبرى لها العالم وقال لها انت تزعمين  انك عذراء ولم تتزوجي أو تنجبي فكيف عرفت ذلك ،فقالت :لاني أرى النساء وهن أقرب إلى الموت لدى الولادة ولكنهن يعدن إلى أزواجهن أكثر لهفة ورغبة.
هذه المقدمة الطويلة كان لابد منها ونحن نتحدث عن تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم ،إن الإجراءات التي تتم والردع الذي يلاقيه أو لاقاه من قاموا بتهريب الذهب من قبل كفيل بأن يجعل كل ذو قلب أن يرعوى ولا يفكر مرة أخرى في سلوك هذا الدرب الذي آخره السجن والغرامة والمصادرة الا اذا كان هنالك واحد من امرين اما تهديد أكثر قسوة أو ربح مبالغ فيه،وحتى نسبر اغوار ذلك فإنني احكي هنا قصة أخرى كنت حضورا اثناءها :فقد كنت في إمارة دبي قبل ثماني سنوات تقريبا صادفت سائق تاكسي سوداني حكى لي وهو يرتجف من الغضب وقال:لقد صادفت احد منسوبي شركة تعمل في نقل الأموال عبر القارات وهي شبيهة بشركة بلاك ووتر الأمريكية سيئة السمعة وقد أخبرني أنهم قد نقلوا عدد اثنين طن ذهب من السودان إلى دبي والان يعملون على نقلها إلى لندن لتكون وديعة في احد البنوك لصالح شيخ سوداني ،بغض النظر عن صاحب الذهب الا ان القصة تقصر لنا المشوار إلى من له المصلحة في نقل الذهب ،فالتعامل مع هذا النوع من الشركات لا يتم الا عبر بوابة الجريمة المنظمة،فمن ينشط في تهريب الذهب اما انه يجد ربحا مبالغ فيه أو أنه قد دخل في التزام شرطي والمعروف أن الإلتزام لشبكات الجريمة المنظمة نهايته الموت الزؤام، ولكل ما تقدم فإن النشاط في تهريب الذهب ليس فقط لصالح شخص أو أشخاص بل هو نوع من الجريمة المنظمة التي ارتبطت باعمال في دول كبيرة وهذه الأعمال ربما تكون مرتبطة بتمويل مسبق التزامه أن يتم الدفع ذهبا وفق جدول زمني محدد والله اعلم

ثم ماذا بعد؟

شركات الطيران ومسالك المطار والبوابات التي يمر عبرها الذهب ما هي إلا نقاط ضعف بها بعض ضعاف النفوس والضعف الإداري ولكن بالتأكيد هنالك أيادي كثيرة تحرك دمى كبيرة مرئية وغير مرئية لها مصلحة كبيرة جدا في تهريب الذهب مهما كلف ذلك من أمر لان الموضوع ليس ادمانا فقط للربح السريع بل ربما أن هنالك سيفا مسلطا على الرقاب لاتمام الصفقة أو الموت دونها

Leave a Comment

عشرين + 16 =