عمر الكردفاني يكتب :التجربة التركية وريادة الشعوب

by شوتايم2

 

 

 

بيت الشورة
عمر الكردفاني

التجربة التركية وريادة الشعوب

نحن في السودان دائما تمر بنا الفرص العظيمة ولكنا لا نهتبلها وتعركنا صروف الزمان ولكنا لا نعتبر بها ،هنالك دائما ضيق في مساحة الوطنية إلى درجة غريبة بعض الشئ وقبل أن ابدأ موضوع مقالي دعني عزيزي القارئ اقودك إلى مثال صغير الا انه مرعب جدا، المعروف أن السيارات التي تعمل في نقل النفايات دائما تطلى باللون البرتقالي أو أي لون فاقع أو حتى تطلى بمادة عاكسة للضوء وذلك لان تلك السيارات كثيرة التوقف في الشارع الرئيس كما أن معظم ساعات عملها ليلا….في كل الدول عدا السودان، وقد قامت دولة اليابان بتقديم منحة لدولة السودان عبارة عن اسطول من سيارات نقل النفايات وكالعادة سافر مسؤول سوداني لاستلام المنحة الا انه تفاجأ بلون السيارات البرتقالي فاصر بكل بجاحة أن تطلى باللون الأزرق…ووسط دهشة الدولة المانحة تم طلاء السيارات باللون الأزرق واستلمها المسؤول وقام بشحنها إلى بلاده فخورا….ليس لانه استلم منحة لبلاده ولكن لانه حرم المريخاب من أن تكون سيارات النفايات بلونهم المميز وانحاز إلى فريقه العظيم ….فريق الهلال فطلى السيارات باللون الازرق، ولو دققت النظر عزيزي القارئ لرأيت تلك السيارات الزرقاء وقد تخدش هيكلها فبان اللون البرتقالي يسر الناظرين، ولقد اوردت هذا المثال لاننا كشعب نحظى بدعم وحب عظيمين من كافة الشعوب ولكنا لا نحاول مجرد المحاولة في أن نستثمر ذلك التمييز الايجابي، فمثلا دولة اليابان أو شعب اليابان يحب الشعب السوداني والسبب كما قال لي الأديب الراحل ابراهيم اسحق أن اليابانيين الذين ذاقوا الأمرين من الحكم البريطاني خاصة إبان فترة الجنرال غردون يحتفظون بود وافر للشعب الذي قتل ذلك الطاغية واليابان تقدم للسودان ما لا يقل عن المليار دولار سنويا عبر منظمة جايكا الحكومية التي يعرفها القاصي والداني ،أما قطر وتركيا فتلك قصة أخرى ولكني أود الحديث عن التجربة التركية في امرين ،الأول وهو نهوض دولة تركيا من كبوتها الاقتصادية في أقل من عشر سنوات ،إذ قال السفير التركي لدى السودان البروفسور عرفان نظير اوغلو :اننا قبل أعوام قليلة كنا نعيش ذات الظروف التي يمر بها السودان الآن ولكنا استطعنا أن ننهض في زمن وجيز بعزيمة وقوة ،ونحن مستعدون لمشاركة تجربتنا مع السودان لان وصية الرئيس رجب طيب أردوغان لنا هي :يجب أن نساعد السودان بكل الطرق ليصبح دولة مستقلة اقتصاديا.
اما الأمر الثاني فهو تجربة الشعب التركي في رفض الانقلاب العسكري غداة محاولة 15يوليو الفاشلة والتي فشلت بسبب تمسك الشعب التركي بالنهج الديمقراطي اولا وبرئيسه المنتخب ثانيا ،والرئيس أردوغان ليس بدعا من الرؤساء ولكنه يملك مقدارا من الوطنية يجعله حريصا على مصلحة بلاده قبل حزبه وشعبه قبل رهطه ودينه قبل نفسه لذا احبه شعبه واحترمه العالم،ومن قبل تبجحنا بعلاقتنا مع دولة ماليزيا إلى درجة استضافة باني نهضتها مهاتير محمد ولكنا اعتبرنا زيارته ومحاضراته تزجية للوقت وتفاخرا امام العالم
ثم ماذا بعد؟

إن التوافق الذي عليه الشعب السوداني اليوم على المستوى السياسي يعتبر غير مسبوق والتفاف الحاضنة السياسية حول قادتها أمر مفروغ منه ولكن على السيد رئيس مجلس الوزراء وضع تجارب الشعوب نصب عينيه ووضع مصلحة البلاد فوق مصلحة الأفراد وعليه أن يتعامل مع الجميع دون إقصاء وان يترك مسألة الموالاة وغير الموالاة  وأن يقدم من يوالي الوطن فانما(،تأسى على الحب النساء) فهذا الوطن يسعنا جميعا والدول التي تحب لنا الخير أكثر مما يتخيل الجميع فلنتعامل مع الجميع بذات الفلسفة الامريكية(لا توجد علاقات دائمة ولكن توجد مصالح دائمة)

Leave a Comment

اثنان × ثلاثة =