(1)
(تِرك يهدد الحكومة بإغلاق كامل للشرق ويمهل الحكومة 24 ساعة).. المينشيت بين الأقواس تصدر يوم الجمعة عدداً من المواقع الإخبارية، وجاء في متن الخبر أن ناظر الهدندوة سيد محمد الأمين ترك هدد الحكومة الانتقالية بإغلاق كامل للشرق كما أمهل الحكومة 24 ساعة لتنفيذ قرارات مؤتمر سنكات.. وأفادت الأخبار أن تِرك طالب بحل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ولن يتراجع عن تهديداته إلا بعد حل اللجنة.. وبحسب الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا سيد علي أبوآمنة، أن ترك طالب بإطلاق سراح المتظاهرين الذين شاركوا في صفوف المؤتمرالوطني المحلول في المظاهرات، وفقاً لموقع الراكوبة نيوز، حذر ترك أصحاب شركات النقل والمرحلين بأخذ التدابير اللازمة وأعلن إغلاق الإقليم بعد 24 ساعة من تهديداته .
(2)
(شباب الهدندوة: تِرك تجاوز حدوده كرجل إدارة أهلية وحوله مرتزقة من السياسيين)… هذا عنوان لخبر أوردته الزميلة “الحداثة“ أمس نقلاً عن بيان لشباب الهدندوة جاء فيه: (أن ترك يحاول الزج بالكيان إلى التهلكة والهاوية والاقتتال مقابل حفنة جنيهات وحوله مرتزقة من سياسيين فاشلين)، وطالب شباب الهدندوة العُموديات التابعة لنظارة الهدندوة بالجلوس مع تِرك ووضع خطوط له ليكون داعماً للسلم الاجتماعي… ونسبت الصحيفة لمصادر أن مجموعة من ولاية كسلا وصلت الخرطوم بتوجيه من ترك بعد اتصالات بينه ورموز النظام البائد بسجن كوبر ضمن مخطط تخريبي يهدف إلى إسقاط حكومة الفترة الانتقالية….. الناظر إلى الفقرتين أعلاه يدرك أن ما كان من تِرك، وشباب الهدندوة يشير بوضوح تام إلى حالة من الاستقطاب السياسي الحاد والانقسام والتشرذم حتى بين أبناء القبيلة وفضاءات نظارتها..
(3)
بغض النظر عن السجال السياسي والملاسنات التي تصدر من هنا وهناك، وحالات التخوين وحدة الاستقطاب السياسي الذي يشهده شرق السودان حالياً، أقول إنني تابعتُ كثيراً من تصريحات ناظر الهدندوة “تِرك“ والتي لا تكاد تخلو من تهديد بفصل الشرق ،أو لا تكاد تخلو من تصلب للمواقف وتحد للحكومة الانتقالية وتهديدات ومساس بهيبة الدولة على نحو يشبه إعلان العصيان والتمرد، وهذا في رأيي مكمن الخطر والداء، ولعل شباب الهدندوة محقين وهم يحذرون ناظرهم من محاولات زج المنطقة في الهاوية والاقتتال من خلال مواجهات مع الدولة وجيشها في حال تمادى تِرك في تحديه للسلطات القائمة واعتبر نفسه دولة داخل دولة..
(4)
المعلوم عن رجالات الإدارة الأهلية في كل بقاع السودان الحكمة والحنكة وحسن التدبير والرويَّة… رجالات الإدارة الأهلية في السودان كانوا ولا يزالون محضر خير، ورجال إطفاء لإخماد نيران الفتن من خلال “الجودية“ التي نجحت في استئصال وقطع شأفة فتن أدلهمت كقطع من الليل المظلم، ولم يُعرف على طول السودان وعرضه أن ناظراً من نُظار القبائل السودانية أو عُمدة من عمودياتها أشعل ثقاباً للفتنة، بل كانوا كالعهد بهم رجال إطفاء لكل حريق، ولهذا لن نقطع العشم في تِرك ونرجو أن لا يخرج عن هذه الصفات الموروثة ليفتح طريقاً للشيطان وثعالب السياسة الذين أحرقوا الأخضر واليابس في بلادهم من أجل مطامعهم الشخصية ومنافعهم الذاتية وأجندتهم السياسية… نتمنى أن يتذكر الناظر ترك هذا جيداً ولا يحيد عن إرث وطريق النُظار ورجالات الإدارة الأهلية في السودان.
(5)
ثم بقى أن يدرك الناظر تِرك أن شرق السودان ليس كالجنوب، والغرب والشمال، والوسط والنيل الأزرق وجنوب كردفان، فللشرق خصوصية حساسة للغاية، فهو موضع أطماع دولية ومضمار للسباق الماراثوني الاستخباري العالمي وأن إشعال شرارة واحدة هناك للتمرد والمزايدة السياسية ولعبة الابتزاز ستُقابل بحسم شديد من كل أطراف السودان، وكل ذلك بسبب أن أية محاولة للمزايدة بالانفصال تعني خنق كل السودانيين داخل بلادهم من قبل أعدائهم المتربصين، الآن كل دول العالم تحاول أن تجد لها موضع قدم في منطقة البحر الأحمر والسيطرة على المنافذ البحرية والموانئ، فالقضية يا سيد تِرك ليست كما تظن ، والدولة السودانية لن تفرط ولن تتساهل مع أية محاولة للتمرد والعصيان على نحو يجعل الشرق بكل خصوصيته وخطورته وحساسيته ساحة لتسلل الأطماع الدولية تحت غبار معركة في غير معترك… أخيراً أٌقول للسيد تِرك نحن لا زلنا نعشم في تعقُّلك واسترجاع حكمتك وحسن تدبيرك حتى لا تهلك نفسك وأهلك وبلدك السودان وأمتك المسلمة……اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الانتباهة