(١)
تطالعنا الصحف بإحتفالات مكافحة التهريب كسلا بمناسبة ضبطها لشحنة خمور قادمة وماذا يعني ذلك، تحتفل الشرطة بضبط الخمور بينما تكتف أياديها وهي تنظر للشاحنة تلو الأخرى محملة بالبضائع السودانية وهي في طريقها إلى أريتريا، عندما مررنا بنقطة مكافحة التهريب (كراييت) كانت النقطة مقفلة ولا أحد بها، والأخطر من ذلك أن مخازن السلع المهربة تقع على مرمى حجر من تلك النقطة ونحن نتساءل ما الذي يحدث هناك ياهؤلاء ..؟.
(٢)
قال لى بعض رفاق رحلتي إن مثل تلك الضبطيات للخمور تقدم كبش فداء لغض الطرف عن التهريب الكبير الذي يحدث للسلع والبضائع بكسلا، لذلك لاتحدثونا عن سفاسف الأمور وضبطيات كبش الفداء والخمور التي باتت تمثل ثقافة في هذه الأيام وضبطها قد يعرضكم للمساءلة لذلك نريد ضبطيات خارجة وليست داخلة، نريد ضبطيات في طريقها لأريتريا ونطالب بوقف نزيف التهريب يا هؤلاء حتى يستقر إقتصادنا .
(٣)
ألم يأتكم نبأ بعض مسؤولينا الذين يعتبرون (المرايس) جزءً لا يتجزأ من ثقافة السودان وإن (الجن والويسكي) يعتبران تطوراً للمزاج السوداني ؟!
عجباً تحدثونا ببلادة ومنتهى العبط عن ضبطية (جن وويسكي) وربما (فودكا) وتجهلون عمداً أو سهواً البضائع التي تهرب يومياً وتكبد خزينة وزارة المالية فاقداً يومياً يتجاوز مائتي مليون .
لاتغضوا الطرف عن الكوارث وتهتموا بسفاسف الأمور دعونا بالله من الفارغات وإهتموا بإقتصاد كسلا، أعيدوا تعميرها من جديد بوقف التهريب ومعاقبة عصاباته ومصادرة الأموال التي إكتسبتها عن طريق تلك التجارة غير المشروعة .
(٤)
الأمر المحزن من يزور كسلا يشعر أنها بلا والي وبلا مسؤولين وبلا دولة ، كسلا التي تعتبر قبلة السياحة باتت مهترئة الشوارع مجففة الأسواق خيراتها مسلوبة معدومة ولكن أجمل مافيها إنسانها الذي لا زالت طيبته تحدث عنه، كسلا الآن بحاجة لعقلية استثمارية جادة ناجحة تقوم بتعميرها واستغلال جبالها لتكون قبلة للسياحة ولكن قبلها لابد من قفل جميع الطرق والمنافذ أمام عصابات التهريب التي تتعامل بلا وطنية همها الأول تحقيق مكاسب شخصية .
(٥)
جبل توتيل بحاجة لهندسة تكون جاذبة للسياحة وأن حدث ذلك فبإمكان توتيل أن يصبح إحدى منارات السياحة في السودان، هذه السلسلة من الجبال بحاجة لتعمير وتلك الصحارى الجاذبة للتهريب بالإمكان سدها بإنشاء فنادق ومشاريع زراعية عقب إزالة نبات المسكيت وبإمكان هذه المشاريع أن تغذي إنسان كسلا والولايات المجاورة، وحقيقة نحن نفتقد للعقلية المخططة ونفتقد لمن يحمل وطنية بداخله فمتى نفوق من سكرتنا هذه .
(٦)
في رحلتنا إلى كسلا إلتقينا ببعض الرفاق الذين لن تنساهم الذاكرة أمثال عادل وعبدالله أب قرب وحسين بيرق وماما نفيسة ست الشاي صاحبة القهوة الشرقاوية التي تعدل مزاج الكيف وتسبقها إبتسامتها الجميلة لتستقبل بها زبائنها وأيضاً لن ننسى الشاذلي وراشد وأسرته الكريمة وأخونا شيخ وائل والرفيق المغامر الذي رافقنا دليلاً مرشداً (تسفاي) المرح ورفيق دربه رضوان هؤلاء جميعهم أتحفونا كرماً وحفاوةً فشكراً لهم ولكسلا التي أحتضنتهم .
كسرة ..
من الطرائف التي تروى أنه حينما إنعدم الوقود بطلمبات كسلا خرج الأريتريون في تظاهرة منددة بتجفيف محطات كسلا من الوقود.
الانتباهة