حين وصلنا مشارف مدينة عطبرة لم نكن نحتاج أن نلتفت ذات اليمين أو ذات الشمال ، لأن رجال عطبرة و شبابها كانوا وقوفاً عند بوابة الحنين و الترحاب .
ترجلنا عن سيارتنا فأحتضنتنا قلوبهم قبل أكفهم ، أهلاً و سهلاً حبابكم عشرة شرفتونا و نورتونا … مرحبتين مرحبتين …كانت تلك الكلمات مثل الشفرة متعارف عليها بين أهل عطبرة ، ماركة مسجلة تخبرك أنها التؤام لبلد الحديد و النار ،
من ذلك المكان توجهنا مباشرةً إلى متحف عطبرة ، رائحة التاريخ و عبق الأمكنة حضارة و آثار ترقى لدرجة كنوز ، أحدها كان أطلس للحاكم الإنجليزي ، لا تستطيع أن تتصفحه لأن ورقه سيتكسر تحت يديك …!!
نظرت إليه و أسرعت لمشاهدة حدودنا فوجدت أن نصف إثيوبيا و ربع أرتريا و جزء من ليبيا كان هو السودان و طبعاً لم يفتني أن أرمق حدودنا الشمالية لأجد أن حلايب وشلاتين ليست فقط المغتصبة ، لقد كان وطننا كبيراً واسعاً شاسعاً ممتداً بحجم الأفق .
شاهدنا بوابة الملكة و قطارات ناهز عمرها قرن و أكثر و المحول و ساعة رملية و تلغراف و أوانيء والكثير المثير والغريب ، كل ذلك التاريخ يقف خلفه بكل شموخ وأنفه عمنا مصطفى أحمد فضل الذي يحفظ المتحف عن ظهر قلب كما يحفظ عطبرة شارع شارع و قضيب قضيب و مأذنة مأذنة .
غادرنا عقب ذلك إلى دار الأيتام ، هي أشبه بدار المايقوما بالخرطوم ، مع الإختلاف الكبير ، نظافة و دقة و متابعة و إهتمام ..
غادرنا دار الطفل إلى مأدبة غداء بنكهة المندي و المظبي قدمت لنا اللحوم والفراخ على طريقة المطبخ اليمني. ثم العصائر والشاي والقهوة ، ثم استراحة في منزل رجل الأعمال عبدالعزيز محمد خير و الذي قدم لنا طبقاً المثلجات و طبقاً من الفاكهة استطاع أن يجمع فيه كل أنواع الفواكه الموسمية و غير الموسمية .
تلا ذلك آداءنا لصلاة المغرب ثم توجهنا إلى أستاد عطبرة لمشاهدة مباراة كرة القدم و التي جمعت بين فريقي السلمة و حي العرب ، قمنا في المباراة بتدشين مبادرة ( وصلني ) صافحنا الحكام و اللاعبين و إلتقطنا الصور التذكارية و جلسنا في المقصورة رفقة الإخوة في إتحاد الكرة أبو القاسم العوض و عادل حمدتو و صهيب الحسين .
لم ننس و نحن نغادر الاستاد أن نحيي جمهور عطبرة الراقي و جمهور فريقي السلمة و حي العرب داخل الاستاد والذين بادلونا التحايا والود .
عقب تلك المباراة عدنا أدراجنا إلى منزل الرجل المضياف عبدالعزيز محمد خير و الذي رفض وبشدة و أقسم ألا ننزل بفندق ، و قال عيب علينا في عطبرة يجونا ضيوف و ينزلوا فندق .
الرجل خصص لنا جناحاً في منزله بمواصفات جناح فندقي في فندق سبعة نجوم ، وقفت زوجته و أبنائه يخدمونا بكل ترحاب و حب ودفء .
الرجل الحاتمي عبدالعزيز لم يكتف بدعوتنا نحن فقط بل قام بالنشر على صفحته في (الفيسبوك) أن كل أبناء و بنات عطبرة الممتحنون عليهم أن يتوجهوا صوب منزله بسبب إنقطاع الكهرباء ، وقد خصص الرجل الطابق العلوي للطلاب مع مولد جاهز للعمل (24) ساعة .
….نواصل……
خارج السور:
عدد الطلاب الذين جلسوا لإمتحانات الدراسات الإسلامية يوم أمس الأول السبت هو ١٩٢٥٢٦ بمعنى قرابة (200) ألف .
شكراً لكل من ساعدهم على الوصول إلى مراكز الامتحانات.
الانتباهة