محمدخير عوض الله يكتب…..تحت الشمس…شادن….صعود باتجاه العالمية

by شوتايم2

 

 

 

*تحت الشمس*

*شادن.. صعود باتجاه العالمية*

*محمد خير عوض الله*

تعتبر الفنانة شادن محمد حسين فنانة متكاملة تعيش الفن وتؤديه بمواهب شتى، فهي شاعرة وملحنة، ومؤدية، وباحثة في التراث، وقد وفرت لها هذه الملكات ابعاداً متنوعة منحتها جاذبية عالية. وتعتمد الفنانة شادن توظيف تراث غرب السودان، سيما كردفان، في كل تفاصيل فنها، من كلمات وألحان وأداء، وقد احتفت المسارح المختلفة بالفنانة شادن منذ ظهورها قبل سنوات، حين أتت من دولة الأمارات العربية المتحدة، كواحدة من الشباب الذين تشكلوا في مهاجر الاغتراب المختلفة، فإذا بها تبهر جمهورها ومجتمعها المحلي، حين كشفت عن إلمام دقيق بمفردات تراث المنطقة، بمستوى يفوق كثير من الباحثين، وقد جمّلت ذلك بصياغة اشعار سهلة سلسة عذبة تدخل قلوب السامعين قبل آذانهم. ويرجح كثير من النقاد الفنيين، والباحثين في مجال الفن والتراث، انتقال تجربة شادن إلى مستوى العالمية، حيث جمعت بين العمق والبساطة في طرح التراث والتعريف به، في لونية شعرية لم تبتكرها، لكنها طوّرتها، كما تجلت في إبداعها بأداء مزدوج، يجمع بين طريقة الفنان الواحد الذي تشاركه فرقته الموسيقية (الأوركسترا) وفنان مسرحي يثري أداءه الجاذب بتفاعلاته المدهشة، وبحيوية عالية.
استطاعت الفنانة شادن، التي صقلت موهبتها من خلال الدورة المدرسية (الأبيض) وشكلت في تلك المرحلة العمرية الباكرة جمهورها، الذي اتسعت دائرته مع بداية إنتاجها الفني الخاص وهي لمّا تزل طالبة بالجامعة، حيث أنتجت أغنيتها المشهورة (سكر حبيبة) في العام 2014م ثم ارتقت و رقت حتى أصبحت نجمة تسعى لفنها القنوات الفضائية، ثم خرجت بفنها التراثي الأصيل إلى خارج الحدود، حيث شاركت في (مهرجان ثنائي العرب) الذي أحرزت فيه المرتبة الثانية بعد الدولة المضيفة (الإمارت) ثمّ أصبحت شادن تستضاف في محافل علمية مثل جامعة الشارقة، حيث عملت الجاذبية العالية لفن شادن على لفت انتباه المتخصصين وجمهور المتلقين على السواء، وهنا لاينبغي إغفال التجويد والإتقان، حيث تقوم شادن بعمليات (تقويم) واختبار دقيق لعملية المزاوجة بين المادة المحلية، التراثية الفلكلورية، والآلات الموسيقية المصاحبة، وإتقان التنفيذ الموسيقي.. حتى أصبحت أعمالها تدرّس هنا في السودان ضمن أعمال (السلم السباعي) وهكذا استطاعت الشابة الواعدة أن تطرح مشروعها بقوة مبهرة، وهي تشكّل لوحة متكاملة لفن أصيل تكاثفت تفاصيله وجزيئياته فقط من موروث المنطقة، تماما كما فعل الطيب صالح في عالم الرواية وهو ينقل تفاصيل حياة الريف في شمال السودان.
الفنانة شادن أكدت من خلال هذه المسيرة القصيرة الصاعدة الواعدة، أنّ رسالة الفن لن تموت جذوتها، ولن تنطفيء قناديلها، بل هي في تطور وازدها. ألف تحية الفنانة الشابة الصاعدة الواعدة شادن محمد حسين.

Leave a Comment

2 × أربعة =