إعلان رسمي
أعلن التلفزيون التشادي مقتل الرئيس إدريس ديبي إتنو متأثراً بجراحه جراء المعارك الدائرة في انجمينا لثلاثة أيام، حيث تشهد العاصمة التشادية معارك عنيفة بين المعارضة وقوات الحكومة، ونقلت وسائل الإعلام المختلفة ان تشاد تشهد تدهوراً في الأمن مصاحباً لعملية الانتخابات التي تجرى في البلاد.
وكانت السفارة الأمريكية بتشاد قد حذرت رعاياها من التحرك وأمرتهم بالابتعاد عن المناطق المتأثرة بالنزاع، فيما راجت فيديوهات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعى تبين الاشتباكات بين الجيش وقوات المعارضة التي تعرف بالجيش الوطني على مشارف انجمينا.
المعارضة تحذِّر
حذرت حركة الخلاص الوطني التشادية التي تخوض المعارك ضد قوات الحكومة في بيان لها، من الاستمرار في شرعنة نظام الرئيس ديبي في الحكم بشتى الطرق، وأكدت الحركة فقدان نظام إدريس ديبي إتنو الشرعية، وسعي الشعب التشادي للتغيير أمر حتمي تفرضه الظروف الحالية التي تمر بها تشاد، ودعت المواطنين للوحدة والالتفاف حول الوطن، وذلك من منطلق إيمان الحركة الثابت بالوحدة الوطنية للجمهورية التشادية، بجانب تصحيح مسار الحراك السياسي في البلاد عبر دستور دائم في مرحلة انتقالية تعقبها انتخابات حرة ونزيهة تسعى من خلالها لإقامة دولة المواطنة المتساوية.
وجهات نظر
ويرى الكثير من المراقبين لمجريات الأحداث في تشاد أن سقوط النظام في تشاد وذهاب ادريس دبي يعني انفلات الأوضاع الأمنية في دارفور وانتشار الفوضى وازدياد اعمال النهب والسلب، وذلك بعد تدفق الكثير من اللاجئين والمليشيات وقطاع الطرق للإقليم، وهذا يعني تحديات جديدة لحكومة السودان ممثلة في ولايات وسط وغرب دارفور، وهي الولايات السودانية المتاخمة لتشاد في حدود تمتد لمئات الكيلومترات، خاصة أن الحكومة لا تمتلك قدرات مادية ولوجستية لإيواء ودعم الفارين من جحيم الحرب في تشاد، مع ترجيح ارتفاع وتيرة الصراع في مرحلة ما بعد رحيل ديبي، وتساءل أحدهم قائلاً: (مع وجود الحدود المفتوحة بين البلدين هل تمتلك حكومة السودان القوة والقدرة لمواجهة الانفلات الأمني المتوقع؟).
بينما يرى آخرون أن رحيل إدريس ديبي سيفتح آفاقاً أخرى لانتعاش الحياة في تشاد مع تطلع شعبها لغد أفضل، وذلك لأن الراحل ديبي حكم البلاد بقبضة فولاذية أذلت الشعب، وسيطر على مقاليد السلطة من خلال التحكم الأمني والدعاية عبر أجهزة الإعلام.
غموض
وكتب الدكتور أمين حسن عمر: )إعلان وفاة الرئيس ديبي في ظروف غامضة، رغم بيان ما سمي المجلس الانتقالي الذي استولى على السلطة ولم يلتزم بمقتضى الدستور، بل ذهب لحل الحكومة والبرلمان، لكن أكثر النقاط غموضاً هو وجود ابن الرئيس محمد على رأس المجلس، وربما تفسر لواحق الحادثات صورة ما يجري، لكن مما لا شك فيه أن ما يجري في تشاد يؤثر تأثيراً مباشراً في دارفور وفي السودان الذي يعيش فترة عدم استقرار ويحيط به حزام الأزمات جنوباً وشرقاً والآن غرباً… رحم الله الرئيس ديبي وحمى الله تشاد والسودان، وأبرم للبلدين إبرام حق تنصلح به الأمور هنا وهناك(.
وعموماً سيرى العالم والمحيط الإقليمي لتشاد خاصة السودان، تغيرات ملموسة عقب رحيل إدريس ديبي على المستوى الأمني والإنساني والسياسي والديموغرافي كذلك، بحكم تداخل الشعوب بين البلدين وارتباط العلاقات الوثيق خاصة دارفور مع بداية موجة لجوء المواطنين الفارين من الحرب الدائرة هناك.
الانتباهة