رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل لـ (الانتباهة): ( 2 ) لجنة إزالة التمكين قامت بقانون مخالف للدستور ومكونة من ناشطين غير محايدين

by شوتايم4

] هل يمكن ان تمدد الحكومة الفترة الانتقالية مرة اخرى بعد انضمام الحلو للسلام والعمل على عرقلة الانتخابات؟
ــ كل القوى التي كانت تسيطر على الحرية والتغيير ليست لديها مصلحة في قيام الانتخابات لانه ليس لديها وجود على الارض، ولذلك زينت لتمديد الفتره الانتقالية, والآن فشلوا في ادارة البلد، ولم يتم التأسيس لنظام ديمقراطي كما ادعوا، بل خلقوا مزيداً من الازمات، وهي كلمة حق اريد بها باطل .. عايزين يحكموا لأنه تاني ما عندهم طريقة يحكموا، وهذه ليست جديده ففي (٦٤) الشيوعيون عملوا نفس الشيء، والآن الناس دي كلها ما عايزة انتخابات، لذلك ممكن عن طريق الحلو يطلبوا تمديداً، واشار لها حمدوك في القاهرة قبل ان يقولها الحلو، والناس ديل عايزين يقعدوا دون انتخابات، وهذا الامر لا يمكن ان نقبله، لأن الاوضاع تمضي في تدهور كبير، وهناك قضايا لا بد لها من تفويض شعبي، واخوانا في الحركات المسلحة يمكن ان نحل مشكلتهم لانهم عشان يتحولوا لاحزاب سياسية عايزين سنوات طويلة وليس سنتين. واصلا العدل والمساواة واجهة للاسلاميين لانها جزء منهم، وغالباً سيصبح جبريل خليفة للترابي ويقود الشعبي والاسلاميين، وبالتالي لديه ناسه موجودين على الارض، والحركات الاخرى لا بد ان تنضم لاحزاب، ونحن في حزب الامة ليس لدينا مانع في ان نفرد نسبة مقاعد بالتعيين للحركات عشان نضمن ان نذهب الى تفويض شعبي، واذا انضموا الى الاحزاب افضل لانهم حركات احتجاجية وليست سياسية ويصعب تحويلها الى حزب ماعدا العدل والمساواة لانها خرجت من بطن الاسلاميين، لكن تعطيل الفترة الانتقالية ستكون له تداعيات كبيرة جداً، واصلاً الوضع ماشي في تدهور كبير في وقت العالم فتح فيه لنا ذراعيه، ولن نستطيع الاستفادة من هذا الانفتاح لانه ما قادرين نرتب اوضاعنا، واي تمديد ستكون له معارضة شرسة.
] كيف ستقاومون هذا الامر وتمنعون تمديد الفترة الانتقالية؟
ــ سنعارضه، والمجتمع الدولي سيكون نصيراً لنا لأن هناك قرارات من الكونغرس، والعالم الاول لن يقبل حكماً انتقالياً ممتداً دون انتخابات، وهذا سيكون له اثر على المعونات الاقتصادية والمؤسسات، ويمكن ان يوقفوا كل برامج المساعدات الى ان يجري السودان انتخابات، ونحن سنناهض اية عملية تمديد محلياً ودولياً، وستقفل لهم كل الابواب مثلما قفلناها على الانقاذ، ولن نسمح لهم بالتمديد لانهم بالطريقة دي عايزين يعملوا (انقاذ 2). والجيش ذاته يجب ان يكون واضحاً ويرفض اي تمديد، لان لديه التزاماً عمله بتسليم السلطة للشعب، واذا مضى في عملية التمديد فإن هذا يدل على انه لا يريد تسليم السلطة للشعب، وسيكون هو ذاته محل اتهام، لذلك نحن ننبه الى اننا سنقاوم اي تمديد داخلياً ودولياً وسننتصر .
] هل انت حالياً راضٍ عن مسار التطبيع مع اسرائيل، وانت اول من ناديت علناً بالتطبيع؟
ــ الهدف من التطبيع مضى كما قدرنا وخططنا له. والاتفاق مع الرئيس ترامب كان على السلام والتطبيع مع اسرائيل مقابل شروط، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية الارهاب، وموافقة امريكا على اعفاء ديون السودان، وابلاغ دول نادي باريس بموافقتها واعادة الحماية السيادية للسودان في مواجهة اية قضايا تعويضات ومساعدة السودان لاستعادة علاقاته مع المؤسسات المالية الدولية. لقد اوفى الرئيس ترامب بكل هذه الشروط، واوفت حكومة السودان ووقعت على سلام ابراهيم، والغت قانون مقاطعة اسرائيل اقتصادياً وتجارياً. اذن انا راضٍ تماماً عن مسار التطبيع، وكزعيم سياسي سبق الجميع وكسر حائط برلين، فقد كسبت الرهان وكسب السودان العودة للمجتمع الدولي ونهاية العزلة، وسوف يستفيد الشعب السوداني من تمويل التنمية والتقانة الاسرائيلية في الري والزراعة والتقاوي المحسنة.
] حزب الامة بعد وفاة الامام.. هل هناك خلافات بين ابنائه حول رئاسة الحزب والامانة؟
ــ الآن الحزب في مرحله انتقالية، وسيتجه الى الوحدة والطريق امامه اتجاه واحد. وحدوث خلافات في اية اسرة بعد غياب رب الاسرة امر ممكن وطبيعي، خاصة في اسرة زعامة، لكن جهدنا منصب في الا ينقسم ابناؤه ويمضوا معنا في عملية التوحيد، وفي المؤتمر العام من حق اي شخص عنده طموح للقيادة ان يترشح، واعضاء المؤتمر من حقهم ان يقرروا ويختاروا الاصلح لقيادة الحزب.
] اذن هناك تنافس بين ابنائه حول الرئاسة؟
ــ هم من حقهم ان يتنافسوا لكن في اطار وحدة الحزب وداخل المؤتمر العام، فالآن اي نوع من الانقسام ترف في ظل وضع السودان المعقد، والحزب امامه تحدٍ كبير لمواجهة هذا الوضع.
] هل بدأتم تحركات من اجل وحدة الحزب؟
ــ الآن الحوارات تمضي مع قيادات الحزب في العاصمة والولايات، وكلهم يستعجلون الوحدة، واصلاً عبد الرحمن الصادق المهدي ظل يسعى بيني وبين والده الامام الراحل طيب الله ثراه لمدة عام قبل وفاته، وهو يعي التحديات ومتفق معنا على اهمية وحدة الحزب، كذلك الابنة الاميرة مريم نائب رئيس الحزب موقفها ايجابي من الوحدة، وغالبية اعضاء الاجهزة الحالية في الامة القومي يقدرون التحدي ويرون ان المخرج في وحدة الحزب، لكن هناك بعض الافراد الذين وجدوا انفسهم في الصدارة في ظل الفراغ الذي خلفه رحيل الامام الصادق، يعملون على عرقلة الوحدة حفاظاً على مواقعهم الحالية، وخوفاً من اثر وحدة قادة الحزب الذين يحظون بقواعد شعبية على مستقبلهم.
] لكن الامام الصادق ترك فراغاً كبيراً؟
ــ الامام ترك فراغاً لانه آخر من عاصر المؤسسين، وظل على سدة القيادة منذ عام 1964م وهو آخر جيل العمالقة, والآن لا يوجد شخص من الموجودين عاصر المؤسسين، وانا الوحيد في قيادة الحزب وكيان الانصار وآل المهدي الذي عاصر بعضهم وعلى رأسهم الامام الراحل، وعملت معه نحو (45) عاماً لأني انخرطت في العمل السياسي السري مبكراً في الحزب والجبهة الوطنية وانا طالب في الثانوية في بيروت، وانا طالب كنت حلقة الوصل بين الامام الهادي المهدي في الجزيرة ابا وقادة الجبهة الوطنية في الخارج الشريف حسين الهندي ودكتور عمر نور الدائم وعثمان خالد مضوي، وشاركت في مقاومة نظام نميري بعد تخرجي في عام 75م، وكنت القائد المنسق لحركة الثاني من يوليو 76م المسلحة التي سيطرت على الخرطوم ثلاثة ايام وكادت تطيح نميري، وفي الفترة منذ يونيو 1969م وانا طالب وحتى اليوم. لذلك تقع على عاتقي مسؤولية كبيرة في رعاية وحدة الحزب واسرة المهدي كوني اكبر قادة الحزب المؤسسين عام 1985م بعد ثورة رجب/ ابريل، واكبر احفاد الامام المهدي الممارسين للعمل في الحزب منذ يونيو 1969م. ولذلك انا الآن اتحدث مع الجميع وهي مسؤولية، لذلك اتحدث مع كافة القيادات، والآن لا تخلو اية مناسبة او لقاء يجمع قيادات وعضوية الحزب من الحديث عن وحدة الصف. وعدد كبير من قيادات الامة القومي مواقفهم ايجابية ومتقدمون في الموقف ومستوعبون التحدي ويعملون في هذا الاتجاه، وهيئة شؤون الانصار تمضي في ذات الطريق.
] اذن لا يوجد خلاف حول الوحدة؟
ــ لا يوجد خلاف في هذا التوجه، ولدينا الآن كيف يتم تطبيقه، ولا بد ان يطبق في مؤتمر عام. والذي يواجهنا بعض الافندية الذين يصعب عليهم ترك مواقعهم وخائفون، وهم رافضون لهذا التوجه لكن ليست لديهم القدرة على ايقافه فالواقع فارض الوحدة، واي خلاف داخل بيت الامام الصادق يمكن احتواؤه، وصديق انا اشرفت على دراسته والآن لدي معه حوار، وعبد الرحمن الصادق عمل معي في العمل السري والعسكري في السودان واثيوبيا واريتريا واشتغلنا مع بعض فترة طويلة، ومريم عندما كان والدها في السجن كنت اشرف على تعليمها، وذهبت وحضرت تخريجها في الاردن، وهي عملت معنا في جيش الامة والتجمع الوطني الديمقراطي، وكانت تحضر اجتماعات هيئة القيادة ضمن طاقم مكتبي كامين عام للتجمع، فالعلاقة الاسرية رغم الخلاف الذي حدث علاقة قوية، لذلك من واجبي توظيف هذا الرصيد من الخبرة والعلاقة لتحقيق وحدة الصف، والآن البلاد لا تتحمل، وقاعدتنا غير متقبلة لاي خلاف، وكانت غاضبة وغير راضية عن الخلاف بيني وبين الراحل الاخ الامام الصادق .والآن الوضع معقد وفقدنا قامة مثل السيد الصادق الذي عاصر المؤسسين، والآن مسؤوليتي نقل الخبرة الى الاجيال الاخرى ليحدث التواصل بينهم.
] هل نتوقع ان تحدث الوحدة قريباً؟
ــ نحن نعمل على هذا الأمر، وقبل نهاية العام سيتوحد الحزب بإذن الله وارادة جماهيره.
] هل لديك طموح لرئاسة الحزب بعد الوحدة؟
ــ كما قلت لك هذه المسألة سيحسمها المؤتمر، وانا غير مشغول بالرئاسة، انا الآن همي تحقيق الوحدة وهذه مسؤوليتي.
] اخيراً ظللت دائماً تنتقد عمل لجنة ازالة التمكين؟
ــ هذه اللجنة قامت بصورة خاطئة وبقانون مخالف للدستور، وهي مكونة من ناشطين سياسيين غير محايدين، وهذا عمل ينبغي أن يقوم به قضاة. واعضاء لجنة التمكين لم يؤدوا قسماً امام اية مؤسسة دستورية حتى يؤدوا العمل بحياد، وهم أناس في السوق ولديهم مصالح متضاربة مع عمل اللجنة، اذ ان احدهم محامٍ في السوق والثاني تاجر، فكيف يسمح لهم بأن يطلعوا على اسرار التجار والمؤسسات؟ فهذا خطأ كبير، بينما لديهم مصلحة سياسية وتجارية. ولجنة المراجعة والاستئناف هي ذات اللجنة، وهذا في كل الدنيا غير موجود، ولا يمكن ان تكون خصماً وحكماً في ذات الوقت، وهذا الامر فيه خلل كبير. والمصادرات الادارية العشوائية التي قامت بها اللجنة سببت خراباً كبيراً جداً في الاقتصاد السوداني، وهو مماثل لما فعلته مايو الشيوعية في بدايتها بمصادرة الاموال والمصانع والشركات، وكل الاموال التي صادرتها اللجنة تظل قابلة للنقد في القضاء، لكن الى ان يحدث هذا فمعظم المشروعات هذه قد تنهب او نهبت، ومعظمها سيخرب، وابرزها مشروع ابو نعامة الذي يملكه معاوية البرير، وكثير من المشروعات المماثلة مثل مشروع نيكو للدواجن وغيرها. والآن انت تصادر اموالاً وشركات ومشروعات بقرار اداري، وهي عرضة للنهب والخراب، فلا يمكن ان تقول لوزارة المالية تسلمي اموالاً مصادرة ادارياً، لأنه لو تسلمتها والقضاء ارجعها لصاحبها سيطالب المالية بتعويض على الخراب بحكم القانون، وممكن يقاضي أعضاء اللجنة مستقبلاً.
] في تقديرك لماذا صمت قادة الدولة على هذا الامر؟
ــ المسألة كلها محيرة.. لماذا حمدوك ومجلس السيادة سكتوا على هذا الامر؟ وحديث الفريق ياسر العطا عن اللجنة لو تمت اذاعته سيشيب له الرأس، وقال (حديث بطال) عما يحدث في اللجنة، فلماذا الناس خائفون من توقيف هذا العبث والخراب؟ الآن هم عملوا مسودة لقانون الفساد ومتأخرين فيها، فلماذا لا يجيزون القانون ويتم تعيين المفوضية ويتم الغاء اللجنة .لكن قيادات اللجنة هم ثلاثة سياسيين بابكر فيصل ومناع ووجدي، وهم حريصون على استمرار الوضع كما هو عليه، ويصادرون اموال الناس دون حكم قضائي. والكثيرون يتساءلون اين تذهب هذه الاموال؟ حتروح ساكت؟ وهذا حدث من قبل في مايو من قبل الشيوعيين، فهذه المسألة عيب كبير واستمرارها عيب اكبر، والذي يحدث الآن بين صلاح مناع وهبة يظهر مستوى الخلل والعيب في هذا الامر. وانا مستغرب فما هي علاقة مناع بالثورة او بالنضال؟ فهو تاجر كان في الصين وشارك مع الحركات فترة وجاء معهم للخرطوم بعد اتفاق ابوجا، ثم غادر عندما لم يجد ما يرضي طموحه، وبعدها بفترة التقى في القاهرة السيد الامام الصادق، وعينه مساعد رئيس للحركات من باب انه كان عضواً فيها ويعلم ما بداخلها، لكنه ظل عائشاً خارج السودان ولم تكن له علاقة بالنضال، اما وجدي فحزب البعث العربي الاشتراكي الذي ينتمي له كان معنا في التجمع الوطني الديمقراطي، وكان يمثله تيسير مدثر وشوقي ملاسي، وعندما احتلت العراق الكويت صدرت لهم اوامر من صدام حسين بأن ينضموا للانقاذ رسمياً، وناس علي السنهوري ووجدي بأوامر من صدام انسحبوا مننا في المعارضة واصبحوا جزءاً من الانقاذ من (٩٠ ــ ٩١)، وبعدها انقسموا عدة انقسامات. وازالة التمكين ومحاربة الفساد تحتاج الى قضاة وخبراء قانونيين وخبراء في المصارف، والفساد الحقيقي اللجنة الحالية لم تفتح ملفاته بعد.. الفساد الحقيقي الكبير حدث في نهب أموال الدولة، والاسلاميون ليست لديهم الآن قاعدة تجارية أو صناعية، لكنهم اكلوا اموال الدولة من خلال المشتريات وعقود مشروعات التنمية والطرق عبر شركات، ونهبوا اموال البنوك واموال البترول، وهذه أكبر مفاسد حدثت في الإنقاذ، لكن ما تقوم به لجنة ازالة التمكين عمل غير مهني وعليه كثير من الملاحظات والشبهات.

الانتباهة

Leave a Comment

أربعة × 3 =