ورغم أن تلك الجهود لا تبدو منسقة، إلا أنها تعكس معركة أوسع داخل الحزب الجمهوري، بين الموالين لترامب وأولئك الذين يريدون قطع العلاقات معه، والتأكد من أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى.
ونقلت الشبكة الإخبارية الأميركية عن عضو جمهوري في الكونغرس، لم تكشف اسمه، أن السناتور ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، كشف له “أنه يريد رحيل ترامب”، مضيفا أن “من مصلحة (ماكونيل) السياسية رحيله، ومن مصلحة الحزب الجمهوري رحيله”.
ويبذل عدد من المانحين الجمهوريين الكبار جهودا من وراء الكواليس لإدانة ترامب، وسط دعوات مشابهة صدرت عن مسؤولين سابقين في البيت الأبيض، مثل كبير الموظفين السابق جون كيلي، إضافة إلى مذكرة من تسع نقاط، تحث المشرعين الجمهوريين على دعم إدانة الرئيس السابق.
وتنص المذكرة المتداولة بين قادة جمهوريين، على أن ترامب تسبب خلال الأسابيع الأخيرة بـ”عداء للمحافظين”، بعدما “حث أنصاره من جميع أنحاء البلاد على القدوم إلى واشنطن” لتعطيل الكونغرس، بمن فيهم مؤيدون “كانوا يخططون للقتال جسديا، وآخرون كانوا مستعدين للموت، ردا على مزاعمه الكاذبة بشأن انتخابات مسروقة”، بحسب وسائل إعلام أميركية.
لكن الخبير الاستراتيجي الجمهوري، آدي ساثي، قلل من أهمية ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام المحلية، وقال في حديث لموقع سكاي نيوز عربية إن “بضعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ يفكرون بالفعل في دعم إدانة ترامب، لكن عددهم لن يكون كافيا لتمرير قرار الإدانة”.
وشدد ساثي على أن “74 مليون شخص صوتوا لترامب والحزب الجمهوري، سيشعرون بظلم شديد” في حال إدانة الرئيس السابق، وأن على قادة الحزب “أن يبنوا على ما أحرزه ترامب من شعبية في أوساط الناخبين، وخصوصا الجدد منهم، لإعادة توحيد الصفوف”، من أجل “تحالف مستقبلي قوي يتمكن من استعادة الأغلبية الجمهورية في الكونغرس خلال انتخابات عام 2022” النصفية.
وانتقد ساثي جهود الديمقراطيين لعزل ترامب، “في وقت كانت أول رسائل الرئيس جو بايدن هي الدعوة للوحدة”.
إلا أن المحلل السياسي والمحامي الديمقراطي، كريستوفر بروس، قال إن “الأميركيين يرون في محاكمة ترامب رسالة للوحدة”، وأضاف لموقع سكاي نيوز عربية، إن “التمرد الذي جرى يوم 6 يناير في الكونغرس الأميركي هو انتهاك للقانون والدستور ويتحمل مسؤوليته دونالد ترامب، وإحقاق العدالة ومحاسبة المنتهكين هي خير دعوة للوحدة”.
وأعرب بروس عن إيمانه “بأن يفي المشرعون الجمهوريون في مجلس الشيوخ بما أقسموا عليه وأن يصوتوا لمحاسبة من انتهك القانون والدستور” بالتحريض على العنف، محذرا من أن “الحزب الجمهوري لن يعود للسلطة، (في البيت الأبيض والكونغرس)، لأعوام طويلة قادمة، ما لم يكن المشرعون الجمهوريون مخلصين للقيم التقليدية التي قام عليها حزبهم”.
ويبدو أن الرئيس السابق بدأ أخيرا يأخذ موضوع عزله على محمل الجد، إذ عين بوتش باورز، وهو محام جمهوري مخضرم وله خبرة في قانون الانتخابات، لتمثيله عندما ينظر مجلس الشيوخ في مواد العزل.
وقد وجد ترامب صعوبة في العثور على من يترافع عنه أثناء المساءلة، ورفض محامون مثـَّلوه في السابق، المشاركة في محاكمة ثانية، وأشاروا إلى أن خصومه السياسيين لديهم قضية أقوى هذه المرة.
وباورز، المحامي الذي يتخذ من ساوث كارولينا مقرا له، كان قد ترافع عن جمهوريين معروفين، مثل مارك سانفورد ونيكي هايلي، التي قالت عن طريق متحدث باسمها، إن “بوتش شخص جيد ومحام بارع، والرئيس ترامب محظوظ لوجوده ضمن فريقه”.
الانتباهة