بالطبع لا يخلو عمود راي من قادح ومادح وناصح ،وقد كتب اثنين من الإخوة الذين اعتز بزمالتهم عن السفير المصري موضحين مواقفه القوية بالدفع بعلاقة البلدين ولكن ما ضايقني في نصيحة الزميلين العزيزين أنهما إنما تحدثا بحسب علاقتهم الشخصية بالسفير وما قدمه لهم من مساعدة في تأشيرة لمن يهمهم أمرهم وهو لعمري أمر مؤسف أن تحكم على شخص بالصلاح لمجرد أنه قدم لك معروفا وتغض الطرف عن تقصيره تجاه آلاف السودانيين الذين يلاقون الأمرين من ذات الشخص وانا هنا الوم الزميلين على تصريحهما بأن السفير قدم لهما كذا وكذا وهذا لا ينفصل عن التصريح بالرشوة والعياذ بالله فالقضية هنا قضية وطن وليست شخصية حتى يدافع الإنسان عن آخر فقط لأنه دعاه إلى مأدبة وأعطاه تأشيرة لمن يرغب .وانا كتبت قبل هذا عن السيد السفير هاني صلاح عمودا كاملا ذاكرا كل ما قيل عنه من صلاح وقوة شخصية وغيرها من صفات إلا أن كل ذلك لا ينفصل عن ذات السفير الذي يعلم سوء إدارة منسوبيه للعمل القنصلي ولا يتخذ قرارا
على الجانب الآخر نقل لي زميل عزيز يعمل بقناة فضائيه عالمية محترمة في مكالمة طالت عن الثلث ساعة كيف أن موظفي قنصلية حلفا رفضوا منح مريضة موصلة بأجهزة الأوكسجين الا إذا تم فصل الجهاز عنها وجئ بها الى القنصلية ولا ادري هل هي تأشيرة إلى القاهرة ام إلى الآخرة ؟
ودونكم رسالة أخرى نترككم مع كاتبها :
سلمت يداك علي مقال السفير المصري لمست منطقة الوجع ولاتنسي معاناة الطلاب الذين دفعوا الزيادة الكبيره في التقديم وطلع لهم القبول ودفعوا للموافقة الامنيه عن طريق الوافدين ولم تستخرج لهم حتي الان وبالخصوص الذين طلبوا الدخول عن طريق المعابر اما الذين يريدون الدخول عن طريق مصر للطيران الاستجابه لهم اسرع ان مصر الاخت الشقيقه تتاجر بمواجعنا زادة رسوم القبول في الوقت الذي كانت يجب ان تنقصها وزادت الرسوم الدراسية في احوج الاوقات للتخفيض وهاهم ابناءنا يفترشون الفرش في فنادق حلفا انتظار لدورهم في ادخال جوازاتهم والبعض مهدد بفقدان العام لا للشئ الا لتاخر اصدار التاشيرة
لك بالغ شكري وعظيم امتناني في وقت صمت فيه وزراء التعليم العالي وسفير السودان ووزير خارجيته….. انتهت رسالة الزميل العزيز
ثم ماذا بعد؟
إن شخصنة الأمور والقياس بمقياس زولي وزولك هو الذي اوردنا موارد الهلاك وعلى ذكر وزارة الخارجية انا أعتقد أن وزير الخارجية السوداني الان هو أضعف وزير خارجية يمر بالبلاد في أحلك ظروفها لانه لا يهتم إلا بالسفريات الخارجية التي يأتي منها صفر اليدين ولم نعرف له معركة داخلية أو خارجية حتى الآن صدح فيها بحق أو نقص بها باطل ولي معه قصة طريفة حينما تحدثت إليه بخصوص الطلاب السودانيين الذين يعانون من تأشيرة دخول الى إحدى الدول وقلت له إنني نصحتهم عندما عزموا بالوقوف احتجاجا أمام مكتبه هز كتفيه في تراخ ونظر لي نظرة غاضبة قائلا:خليهم يقيفوا ح يعملوا شنو؟…بل عندما فكرت الدولة المعنية في عقد اجتماع للاستماع إلى الطلاب المعنيين حضر الجميع الا مندوب الخارجية والتعليم العالي ،لذا فحق لي بعد هذا أن اصمت تاركا القنصلية المصرية تهين السودانيين وتدوسهم بالأحذية ما دمنا من غير حكومة