بيت الشورة …. عمر الكردفاني سرقة الإغاثة وإلى من توجه أصابع الاتهام ؟

by شوتايم نيوز

 

 

 

بيت الشورة ….

عمر الكردفاني

 

سرقة الإغاثة وإلى من توجه أصابع الاتهام ؟

 

 

في الكثير من المرات أخجل عندما يصفني احد بأنني صحفي وذلك مرده ليس قدحا في المهنة او في الزملاء حاشا وكلا ولكن مرده هذا التقصير المتعمد او غير المتعمد منا نحن معشر الإعلاميين جميعا تجاه شعب كاد ان يضعنا في مصاف أولياء الله الصالحين ،حقا الآن عندما يوصف أحدهم بأنه صحفي فكأنما وضع على جيده اكليل من الفخار والعز ،ولكن للأسف نحن كصحافيين مقصرين شئنا ام أبينا تجاه هذا الشعب ربما لقصر ذات اليد او بالشح المعلوماتي او بتعالي بعض الجهات الحكومية وعدم منحها للصحفي المعلومات التي يحتاج .

في المقابل والان في ظل هذه المحنة التي تطال البلاد سمح بعض النشطاء وبعضا من الفاقد التربوي لأنفسهم أن يتسنموا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الاخبار الجزافية  وآخرها ما سمي بفضيحة سرقة الإغاثة والتي تم توجيه أصابع الاتهام فيها إلى وزارات بعينها بصورة غريبة ومريبة .

فهذه الإغاثة وقبل أن تحوم حولها هذه الاتهامات حاولت أن اتقصى مسيرتها بصورة لصيقة لا لاني لا أثق في القائمين عليها ولكن لان الظرف يستدعي أن يتعرف الصحفي على كل الجهات العاملة على قلتها وسبحان الله كانت أربعة جهات فقط :الخارجية والمالية والتنمية الاجتماعية والجمارك فتعرفت بصورة شخصية إلى مناديب هذه الجهات الأربعة في التعاطي مع طائرات الإغاثة القادمة من الدول الشقيقة …تركيا مصر قطر والكويت .

أولا وجدت أن هنالك قبضة أمنية قوية على هذا الملف حتى أن جهاز الاستخبارات قام في إحدى المرات بالتحفظ على عشرات الشاحنات دون أن يطلب منه احد التدخل وهذا ما يحسب لقادة الاستخبارات فقد حدث تقصير من احد وكلاء الترحيل وبدأ بعض الأشخاص في السرقة من تلك الشحنات فقامت إدارة الاستخبارات بالتحفظ على كل الشاحنات إلى أن انجلت الأزمة وتم تسيير الشاحنات إلى وجهتها .

وفي مرة أخرى حدث الأمر مع شاحنة واحدة فقامت الاستخبارات بالتحقيق وعرفت ان الأمر حدث من مواطنين استبطأوا توزيع الإغاثة فهجموا على الشاحنة.

اما الجوانب الأخرى فقد سعدت جدا وانا الصحافي النازح وانا احصل على كرتونة واحدة بعد تعب برغم صداقتي بجميع مندوبي الوزارات المعنية فلم احظى الا بكرتونة واحدة من الهلال الاحمر بالبحر الأحمر وبعد وساطة من مسؤول كبير بالهلال وهذا أكد لي أن القائمين على أمر انسياب الإغاثة أناس على قدر هذه المسؤولية الكبيرة .فمن لا يستطيع تسريب كرتونة واحدة إلى صديق كيف له أن يبيع الآلاف منها ثم أن الجهات المانحة تطالب دائما براجعة التوزيع مصحوبة بأسماء وأرقام هواتف المستلمين

الحالة الوحيدة التي سعى احد النشطاء إلى توثيقها هي تلك الشاحنة التي كانت تقوم بتفريغ الإغاثة في مخزن ولكن الرجل لم يوضح لنا ماذا يحدث ،لأنه من الطبيعي أن يتم تفريغ الإغاثة في مخزن توطئة لتوزيعها ام انه أراد أن تحوم الشاحنة على منازل المواطنين فتسلم كل اسرة نصيبها من الشاحنة مباشرة ،إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يتم التوزيع بذات الطائرة التي نقلت الإغاثة من البلد المغيث!!!!

ثم ماذا بعد ؟

 

ان تسرب الإغاثة إلى السوق أمر طبيعي فأنا شخصيا اذا تم منحي كرتونة بها أرز وزيت فبالتأكيد ساقوم ببيع الأرز لانه ليس من ثقافتي الغذائية وقد اقوم ببيع جزء من الزيت وكل المعلبات لشراء الخضروات واللحوم الطازجة وبذا قد يظهر شخص يشتري مني ومن جيراني ويقوم ببيع ما جمعه إلى تجار المفرق ،لذا لا تندهشوا من تسرب الإغاثة إلى السوق ولكن فكروا إلى من توجه أصابع الاتهام ،والله لقد تحريت من الجميع مع ان منهم  اصدقائي وقد يؤلمهم ما اقول ….تحريت عنهم وجلست إليهم كثيرا فلم أجد منهم إلا الجدية والاستقامة في توصيل تلك الإغاثة إلى مستحقيها اما السادة الوزراء واعني وزير المالية ووزير التنمية الاجتماعية فإن توجيه الاتهام لهم مجرد ذر للرماد في العيون لانهم منذ البدء كان باستطاعتهم وضع  الحبل على الغارب والاهتمام بشؤونهم الخاصة في هذا الظرف الحرج  ولكنهم آثروا العمل للمصلحة العامة وحفظ هيبة وسيادة الدولة لا الولوغ في مال عام هم في غنى عنه والله اعلم

Leave a Comment

عشرة + 12 =