بيت الشورة
عمر الكردفاني
حميدتي بين الأوهام والأحلام…..و(الدرب الراح في المي)
الفيديو الأخير لقائد مليشيا الجنجويد حميدتي يوضح بما لا يدع للشك ثلاثة حقائق واضحة وضوح الشمس الأولى هي أن الرجل حي يرزق والثانية هي انه مصاب إصابة بليغة اقعدته او بالأحرى إصابته بعاهة او عاهات مستديمة وهذه دلالتها من صوت الرجل نفسه فقد بدأ منهكا محطما الا انه كان يتحامل على نفسه ويحاول استدرار الضحكات خاصة وان الرجل الذي فقد أكثر من نصف قدراته الجسدية وفقد أكثر من ثلثي قواته ما بين هالك وجريح واسير وهارب مع ذلك مال إلى جانب الفكاهة ودائما ذوي النقص الجسدي المكتسب (مستجدي العاهات )يميلون إلى اكتساب مهارات تلفت النظر او بالأحرى تبعد الانظار عما يعانيه الفرد منهم والامر الثالث وهو الاهم أن حميدتي يعيش في وهم كبير نتيجة غسيل مخ من جهة تعلم ما تريد فقد بدأ رغم خساراته واثقا من نفسه محاولا لم شتاتها الا ان من دبر له هذا الأمر نسي او تناسى انه قد ينقلب الى ضده ،فقد اورد الكثير من المفارقات الغريبة فالعلماء ينصحون دائما من يريد أن يقدم درسا أن يراعي مقتضى حال السامعين فهم يقولون لك مثلا لا تخاطب العوام باسئلة من شاكلة :أين الله ؟فقد يعي المستمع السؤال ويتوه في التقاط الإجابة وبهذا تكون قد تسببت بضرر بليغ للمستمع الذي لن يفهم بعدها وقد يتوه ايمانيا.
وهو ما حدث مع حميدتي الذي صور له من نصحه انه حامي الحمى ومنقذ الشعب السوداني وربما ضرب له مثلا ببعض قادة الانقلابات الأفارقة من ذوي الذكاء المحدود والتحصيل العلمي المفقود ولكنه لم يستطع أن ينصحه بتدريب قواته على التعاطي مع المواطن السوداني ما بعد الحرب او اختياره حتى لمن حوله ،فقد عاثت قواته اغتصابا ونهبا قتلا وتشريدا في الشعب السوداني ظنا منها أن هذه هي مآلات كل الحروب فهم في الماضي كانوا يحاربون من أجل الغنائم والان هذه هي الحرب ذات الغنائم الأغلى في تاريخهم الدموي لذا فلم يتوانوا عن ارتكاب ذات موبقاتهم التي تعودوا عليها ،لذا فان حميدتي ما زال غائبا عن وعي أن هنالك الكثير مما ينتظره بعد حربه المقدسة ويبدو والله اعلم انه ترك ما بعد الحرب لمن غرروا به حتى يديروا شأن البلاد والعباد الا انهم ولوا هاربين بعد أن رأوا أن جنرالهم المستأنس قد فقد السيطرة على قواته لذا فقد (حدث ما حدث)
ثم ماذا بعد ؟
إن التجارب السياسية السودانية قد بلغت منتهاها باستلام قوى الحرية والتغيير لمقاليد الحكم وكاتت فرصة عظيمة لبناء وطن ديموقراطي قوي الا ان خطأها الأكبر هو الاستسلام لوهم كبير اسمه المساعدات الخارجية لذا بدأوا مشروعهم بمحاولة هدم اخلاق الشعب السوداني بأن بدأوا بمحاولة صريحة لهدم الاسرة وتفكيك المجتمع وإدخال العادات الدخيلة واباحة الشذوذ وغيرها من خطرفات ظنوا أنها ستقربهم إلى المجتمع الدولي زلفى الا ان ذات المجتمع الدولي فجع في تفكيرهم السطحي فهو كان يريد منهم تغييرا قويا بخطى ثابتة لا تحركات سريعة وندوات وتعيين مستشارة في القصر لقضايا النوع (خدمة قضايا المثليين) بالإضافة إلى الفخر بالمثلي السوداني المقيم بالمانيا وتبنيه كرمز مجتمعي ،كل ذلك أوضح للمجتمع الدولي أن هذه الفئة لا تعلم عن الشعب السوداني شيئا وليست مهيأة لقيادته.
وجاءت الخطوة الأسوأ بمحاولة الحكم من خلال مخالب الجنرال حميدتي ظنا منهم انه رجل عسكري ولكن ما لم يحسبوا حسابه أن مثل حميدتي لا يملك خبرة ولا تدريبا مما يملكه جندي مستجد في الجيش السوداني .