عمدان النور
حركة العدل والمساواة
خيار الحياد كان حكيماً
د محمد يوسف إبراهيم
drdabab2@gmail.com
ظلت حركة العدل والمساواة السودانية وعبر تاريخها الطويل تقدم دروسا مجانية في معنى الوطن والوطنية وذلك منذ وقت ليس بالقريب حيث أنها وخلال حروبها الشرسة والطويلة مع النظام السابق كانت تعي تماما ماذا تريد لذلك اقول بأنها أدارت معاركها العسكرية بقيم واخلاق نادرة ولاتتوفر الا في سجلاتها النضالية.
وذلك لأن الحركة تزخر بقادة عسكريين وسياسيين من الطراز المتفرد فمن منا لا يعرف الشهيد البطل دكتور خليل إبراهيم محمد ومن منا لا يعرف نضالاته واخلاقه ومقدرته الفذة في القيادة، الشهيد خليل أرسى دعائم القيم النبيلة للحركة منذ صرخة ميلادها وحتى الآن،. كيف ولا وهو الذي قاد بنفسه عملية الذراع الطويل التي دخل بها العاصمة القومية من على بوابة امدرمان وكيف أن أهلها استقبلوا قواته بالهتاف وزغاريد الحرائر واسألوا اهل امدرمان عن أخلاق وسلوك عسكر العدل والمساواة الجميع شهد لهم بدماثة الأخلاق وحسن السير والسلوك والانضباط العالي جنودا وقادة لم يسرقوا مال احد ولم يعتدوا على حق أحد ولم يزهقوا روحا واحدة بالرغم ماكان معهم من سلاح قادر على دك امدرمان وجعلها كومة رماد الا ان جنودها البواسل لم يفعلوا ذلك لماذا،،، لأنهم تلقوا تدريبهم وتأهيلهم على أيدي أمينة تعرف للوطن وللمواطن قيمة،،،
الحركة وبعد مجيئها للداخل عقب اتفاق السلام وحتى قبل مشاركتها في السلطة تعرضت منطقة الفشقة الحدودية لهجوم غادر من دولة إثيوبيا وكانت المعارك على أشد ضراوتها مابين الجيش السوداني والمعتدين فما كان من رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل ابراهيم محمد الا وان تحرك بصحبة نائبه أحمد آدم بخيت وكبار القادة العسكريين والسياسيين وتوجهوا تلقاء الفشقة حيث الخطوط الأمامية لجبهة القتال والتقى بالقيادة العسكرية للجيش السوداني هناك واخبرهم بأن الحركة وبكل ماتملك تحت تصرفهم لأن الأمر أمر وطن
إذا هذه هي حركة العدل والمساواة.
اليوم وبعد اندلاع الحرب في البلاد نتيجة للأسباب المعروفة فما كان من قيادتها الا وان اتخذت موقف الحياد في هذه الحرب ورفضت الميل إلى أي طرف سواء كان الجيش أو الدعم السريع وان في ذلك لحكمة بالغة وحسنا وان قيادتها تتخذ هذا الموقف الحكيم والمشرف والذي يسمح لها التحرك مابين الطرفين بحثا عن الحل بغرض إسكات صوت البندقية التي يعرفون آثارها، وهذا دأبها من وقت مبكرلانه و في حالة دعمها لأي طرف تكون بذلك قد نقضت اتفاق السلام ووضعت نفسها أمام مواجهة عسكرية وخوض غمار الحرب مع اوضد وبالتأكيد كان لذلك فاتورة باهظة الثمن ستدفعها الحركة كما وأنها ستفقد ميزة الوساطة الأمينة والسعي بين كل الأطراف من أجل مصلحة الوطن والمواطن.
الحركة وقياداتها ومنسوبيها لهم الشكر والتقدير على هذا الموقف الحكيم الذي له ما بعده وحقيقة هذه نظرة ثاقبة لمستقبل مشرق للحركة.