بيت الشورة
عمر الكردفاني
خواطر عيد
أكثر ما فرط فيه جيلنا واحتمال اكون انا الوحيد من جيلي من فرط ….هو التخلي عن الطقوس الأسرية الدقيقة قبل واثناء وبعد العيد ولربما كانت الظروف الحالية هي السبب الاساسي في هذا الخمول المراسمي اذا صح التعبير ،شخصيا فقدت طعم الأعياد منذ زمن بعيد لظروف العمل الضاغط….ففي فترة عملي بالقوات المسلحة كثيرا ما يأتي العيد ونحن نرتدي لبس خمسة وليس بيننا والعدو الا بمقدار ما تبرد رصاصة الجيم تلاتة (1200) ياردة او أن تكون موزعا للاستعداد ثاني او ثالث أيام العيد ،فترة أخرى بمطار الخرطوم كانت عطلة العيد في يوم الوقفة الساعة السابعة مساء بعد موسم عمل ليس به جمع او عطلات ومن ثم بدء العمل ثالث أيام العيد او رابعه على الأكثر. فاقضي العيد نائما من بعد صلاة العيد إلى يوم العمل .أما فترة العمل الصحفي فحدث ولا حرج فقد عملت أعواما في صحيفة لم تتوقف عن الصدور يوما واحدا ولحسن حظي او غير ذلك كنت المسؤول عن التغطيات الرئاسية التي تتضمن معايدات اليوم الأول والثاني فالثالث وهكذا تراني اسرتي الصغيرة في أيام العمل أكثر من الأعياد…
والدي عليه رحمة الله تعالى وكانت أيامهم رائعة يعود قبل يوم الوقفة زافا بشرى أن نذهب إلى السوق لشراء مستلزمات العيد …ملابس للصلاة وأخرى للمنزل وغيرها للمعايدة وهكذا حتى آخر ما يلزم العيد السعيد ناهيك عن الخروف الذي كنا نسافر له يوما كاملا لشراء خرافا لكل زملاء والدي عليه رحمة الله اما ذبح الخراف فذلك أمر آخر من ترتيبات من سيذبح في اليوم الأول ومن في الثاني فالثالث وهو طقس جربته جزئيا مع جيران اعزاء بالثورة الحارة الخامسة ويا لها من أيام،ولا زلت اذكر مغامرتي حينما قررت أن امثل دور (الذباح) ففي أحد الأعياد ازهقت أرواح أكثر من عشرة خرفان ومنها تبت لله توبة نصوحا …العيد هو العيد والوطن هو الوطن ولكن ما تغير هو ما علق بالنفوس من درن ،فإذا عدنا إلى سابق عهدنا من نقاء نفوس وحب خير وتقرب إلى الله كما ينبغي فوالله ستعود اعيادنا أجمل.
ثم ماذا بعد؟
عيد الأضحى الماضي كان رائعا ولم أكن أعلم ما يخبئه الإله لنا في السودان لان مسألة الخروف صارت بلا معنى في ظل ظروف بالغة التعقيد وقد ذبح الجنجويد قاتلهم الله فرحتنا وفرحة أطفالنا الذين باتوا ليل عيدهم على صوت الرصاص واستيقظوا على دوي القنابل .أجمل عيد هو ما قضاه ويقضيه الان أبناءنا في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى،عيد بطعم الدم ورائحة البارود يذودون عن حياض الوطن ويحملون عبئين …عبء الخونة المرتزقة الانجاس من حثالة الجنجويد وعبء المخذلين المخنثين ممن ولغوا حتى شرقوا من اموال السحت من الهالك حميدتي وما زالوا يطمعون في المزيد …لذا فعيد أبناءنا المقاتلين هو عدة أعياد نصرهم الله وسدد خطاهم .