بيت الشورة…… عمر الكردفاني …..تغريد تطلق للحرية عصافيرها ونحن أسرى لدى الجنجويد

by شوتايم نيوز

 

 

 

بيت الشورة
عمر الكردفاني

تغريد تطلق للحرية عصافيرها ونحن أسرى لدى الجنجويد

لا أكره  في الحياة  أكثر من الحرب الا تكبيل الحرية لذا فعندما أتت زوجتي تغريد بعصافير في قفص إلى المنزل نصحتها مرارا ان تطلق سراحها لاني لا أحب رؤية طير حبيس وكنت انتظر بفارق الصبر لحظة إطلاق سراحها الا انني لم أكن اظنني سافعل مرغما،من الطريف أن تلك العصافير التي ولدت فرخا في الأسر لم تكن تحاول اصلا الخروج من القفص الا ان فرخها الصغير بعدما حرك جناحيه وعلم انه قادر على الطيران قام بالهجوم على يد تغريد وهي تحاول نظافة القفص فسحبت يدها لبرهة كانت كافية لأن يحلق عاليا في سماء الحرية وهي دلالة على انه جبل على الحرية لا الأسر الا ان والديه ظلا هكذا إلى أن احتلت مليشيا الجنجويد منطقتنا بمربع اربعة كافوري وقررت اخذ اسرتي الصغيرة بعيدا بعدما بدأ اوباش الجنجويد يستهدفون معاشيي القوات النظامية  والاعلاميين ويعملون على إهانة رب الاسرة امام زوجته وابنائه بل يدخلون الزوجة الى المنزل ويدخلون معها ويحتجزون الزوج خارج المنزل في اشارة الى الاهانة البالغة …..عندها فكرت في إطلاق سراح طيورنا الجميلة او طيور تغريد ولكن حتى بعد أن قمت بفتح القفص لم تحرك ساكنا للخروج فوضعنا لها ماءا وحبوب خارج القفص المفتوح حتى تخرج ولو بعد حين .وفعلا بعد عدة أيام عدنا لنجد أنها غادرت القفص(حفظها الله )
هكذا فقدنا أجمل ضيفين كنا نتآنس بهما وكان أطفالنا يحبون مراقبتها وفقدنا أجمل شقة قمنا بتأثيثها إذ وصلنا لاحقا خبر نهبها من قبل الجنجويد قاتلهم الله .

ثم ماذا بعد؟

هكذا انقلبت الأدوار فطارت عصافير تغريد بعيدا إلى سماء الحرية وظللنا نحن كأسرة أسرى لافعال متمردي مليشيا الدعم السريع لمدة تقارب الشهرين ذقنا خلالها كل أنواع الاساءات والاهانات وانعدام الأمن إلى أن من الله علينا بالسفر خارج الخرطوم إلى فضاء الحرية اخيرا وفي القلب غصة إذ طال الخراب كل ما نعرفه من مراتع شبابنا ومراتع طفولة أطفالنا حتى مستشفى الدايات التي رأوا فيها النور لم تسلم من نهب وخراب
والله المستعان

Leave a Comment

4 × 4 =