بيت الشورة
عمر الكردفاني
شرطة المرور …اتهامات واستفاهمات!!
هنالك مقولة انتشرت أخيرا لا أدري مصدرها تقول :تعمل كثيرا تخطئ كثيرا فيتم فصلك من العمل ولا تعمل ابدا فلا تخطئ ويتم ترقيتك
ولكن ما أود قوله عن شرطة المرور السودانية أن الله ابتلاها بثلاث مشاكل اولاها هذا الزي الأبيض الذي تظهر فيه اي نقطة سوداء مهما صغرت لذا فإن رجل المرور دائما تحت مجهر الأناقة والثاني أن رجال المرور يعملون في الشارع وتحت هجير الشمس وبالتالي اي خطأ مهما كان صغيرا يكون أكثر وضوحا من أخطاء من سواه والاخيرة وهي الأكثر حساسية أنه إذا فسد احد منسوبي المرور والفساد ليس حكرا عليهم فإن فساده يكون واضحا إذ لا يمكنه أن يتوارى وراء مكتب او داخل مكان مظلم او حتى عن طريق (بنكك) او في مطعم او كافيه ليلا وهي كلها طرق الفاسدين والمفسدين في استلام الرشاوي من اموال طائلة ومنقولات ولكن هذا المسكين اذا لم يهده الله فانه يستلم مجرد ملاليم في وضح النهار فيتم وصفه بالفاسد
ما أردت ايصاله أن الهجوم على شرطة المرور هو تبعيض للاشياء فرجال المرور هم بشر وسودانيين ولهم علينا أن ننصفهم مهما كان الأمر وان لا نعمم عليهم الدعاوى بالفساد …نعم هنالك من يفقعون مرارتك بالتصرفات المهينة ولكنهم قلة كما أن رجال المرور خاصة في العاصمة السودانية عرضة للاحتكاك بالظواهر السيئة بالشارع خاصة المتسولين والباعة الجائلين والسائقين المتهورين وغيرهم ممن لا يرعون للشارع العام اي احترام
ثم ماذا بعد هذا ؟
كتبت هذا العمود لسبب هو انني اعاني يوميا في طريقي إلى المكتب من اختناق مدخل كوبري الحرية عند تقاطع جاكسون ذهابا وايابا وذلك لان الباعة المتجولين وأصحاب التاكسي والامجاد والهايس لا يحبون الوقوف الا في هذا التقاطع فيحيلون المرور بينهم إلى صراع خاصة وان اللصوص وجدوها فرصة لنهب السيارات هنا في قلب العاصمة ،ولكني اليوم وجدت مجموعة من الضباط يقفون بانفسهم في هذا التقاطع لتمرير السيارات وفك الاختناق فوجب علي أن اشكر إدارة المرور على هذه اللفتة الطيبة ومعالجة مشكلة هم ليسوا الا جزء صغير منها