ونحن على متن سيارات الدفع الرباعي تلقاء محلية هيا كان في بالي شئ واحد فقط بما انني الصحفي الوحيد بين مجموعة من القانونيين لتقصي الحقائق عن مشكلة نشبت وادت إلى إيذاء مجموعة من ال(دهابة)كان ما يشغلني هو كيفية فصل الجانب القانوني من الجانب الاستقصائي إذ أن المشكلة كانت بين مجموعة من عمال الذهب وشرطة قادمة من خارج ولاية البحر الأحمر كما أن هنالك جانب أكثر خطورة وهو أن الذين وقع عليهم الظلم من أبناء غرب السودان وملاك الأرض من شرقه .المهم بعد الكثير من التحقيقات مع كافة الجوانب كان هنالك اسم يتردد كثيرا (ابراهيم منصور) فكل من تحدث إلينا يختم بالقول :عليكم التحدث إلى ابراهيم منصور .حتى ضابط الشرطة الموكل اليه حراسة الشركة وجهنا أن نتحدث إلى ابراهيم منصور .
بعد جولة استمرت يومين عدنا ادراجنا إلى مدينة عطبرة واثناء تناولنا للإفطار إذا بفتى غض الاهاب لم يبلغ الثلاثين عاما من عمره بعد يترجل من سيارة ويتوجه إلينا مع شبح ابتسامة حيية مقدما نفسه:ابراهيم منصور.
في البدء ظننت انني أمام شاب طموح يريد أن يستعرض معارفه عن المنطقة وما استطاع أن يقدمه من عون لاولئك الذين تحدثوا عنه بخير،خاب ظني وانا استمع إلى انسان ….نعم انسان يشرح وجهات نظر كل الجهات دون تحيز ويركز دائما على المظلومين من عمال المناجم ،لا عن أهله بل عن أولئك الغرباء الذين اتوا من أقصى غرب السودان بحثا عن اللقمة الحلال ثم عرج إلى الفقراء من أبناء منطقته ممن يعيشون على تخوم الوديان وتحت ظلال الجبال منسيين من قبل شركات التعدين ولا تدري الحكومة انهم موجودين اصلا ،استمعت إلى مصلح اجتماعي منه إلى ناشط سياسي ،قائد شبابي منه إلى زعيم قبلي ،والحق يقال ما شاء الله وجدت إنسانا فقط بكل ما تعني الكلمة مقل في حديثه ولكنه فصيح العبارة ينفذ إلى هدفه دون مراوغة يهتم بالإنسان كإنسان ولا يهمه لونه ولا حسبه وجدته مهموما بشباب منطقته الامهم واحلامهم يخطط لهم المشروعات ويقودهم إلى رفع قدراتهم لينالوا الوظائف المحترمة ،يعرف عددهم تخصصاتهم واهدافهم يعرف احتياجات النساء والأطفال والعجزة والمسنين من اهله البشاريين او اهله الوافدين ووالله تحدث إلينا حتى عن احتياجاتهم من مياه شرب ومراكز صحية.تحدث الي عن احلام الشباب في دور الرياضة والأندية الاجتماعية .
تحدث كثيرا عن الجميع ومن بعدها ظل يلاحقني حتى بالأمس مستعرضا مشاكل المنطقة مع شركات الذهب ومع الحكومة ومع منتجي الذهب يأتيني صوته هادئا ومصرا أن يناديني يا دكتور رافضا كل محاولاتي في تصحيح المعلومة ،الابن ابراهيم منصور رئيس شباب البشاريين حق لأهله أن يضعوه في هذه المكانة التي يطل منها على الجميع باذلا كل ما يملك من وقت ومال من اجل كل من حل أو ارتحل في ديار البشاريين والرجل يحفظ تاريخ المنطقة منذ أكثر من مئتي عام حتى أن الأخ المخرج الرائع سيف الدين حسن أصر أن يوثق له ولانشطته رغم صغر سنه الا ان رؤية الأخ سيف أن ابراهيم خير من يتحدث عن تاريخ منطقته وخير من يدلنا إلى من نتحدث
ثم ماذا بعد؟
الحديث عن الرجال محفوف بالمخاطر لان من يتقدم قومه اما أن ينجح او يوردهم موارد الهلاك كما صور لنا القرآن الكريم لكن أمثال الابن ابراهيم منصور من حقهم أن نسلط عليهم الضوء كقادة مستقبل يعول عليهم هذا الوطن الكثير وينتظر منهم اقلاله من عثرات طالت واستفحلت وآن الأوان أن يمسك هذا الجيل بزمام قيادة وطنه عله ينجح فيما فشلنا فيه نحن والاجيال التي سبقتنا عدا جيل الاستقلال الذي ضيعنا أمانته